وفاة الشاعر الكبير محمد الثبيتي
انتقل إلى رحمة الله شاعرنا الكبير محمد الثبيتي، أحد أبرز شعراء العربية المعاصرين.
وكان قد تعرض إلى جلطة دماغية قبل أكثر من عام، ولأن الجهات التي باشرت علاجه لم تحسن التعاطي مع حالته، فقد تعرض لشلل كامل.
وإذ نشعر بأعمق حالات الحزن والأسى لوفاة هذا الرمز الشعري والثقافي والوطني الضخم، فإننا نشاطر زوجته الوفية و أبناءه وكافة أفراد عائلته أحزانهم على وفاته ، ونقدم لهم ولكافة أصدقائه ومحبيه وعشاق شعره ومواقفه الوطنية المضيئة، أحر مشاعر العزاء والمواساة، والتي لا تفيها الكلمات ولا الدموع .
تغمد الله الفقيد بواسع رحمته ، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وجاء في رسالة وصلتنا من الشاعر السعودي علي الدميني ما يلي:
سأقول في هذه اللحظة، وبحزن ٍ شديد الفصاحة ...
محمد الثبيتي واحد من أعظم شعراء العربية على مر التاريخ...
وقد فقدناه ، وهو لم يزل في قمة عطائه وتألقه الإبداعي..
شاعر يمتلك الأدوات الفنية المكتملة لإبداع نص شديد الخصوصية والتميز والإدهاش..مثلما يمتلك الرؤية التقدمية والحس الوطني والبعد الإنساني الذي يتسلل إلى قلوبنا كلما قرأناه أو استمعنا إليه وهو يرتل علينا فيوض نصوصه ، أو كلما أشعلنا قناديل الذاكرة لاستعادة حالاتها .
لقد حورب الثبيتي مبكراً منذ مجزرة الحداثة في عام 1987م وما بعدها،
وحورب بعد ذلك وانتهكت كرامته الإنسانية ، بتواطؤ العديد من الجهات..
ولعله واجه الحرب حتى في آخر ساعاته، ذلك أنه ومنذ إصابته "بالجلطة"، قام الإهمال بدور ذلك العدو المفترس، حيث ساهمت فيه كافة الأطراف التي تعاملت مع حالته..
وذلك ما يدعو ،لا إلى الحزن والرثاء وحسب، وإنما إلى الإدانة أيضاً.
ومع كل ذلك
فإن محمد الثبيتي الشاعر والإنسان، قد رسم لوحة خالدة، لم تستطع الحروب الظلامية أن تنال من عظمتها، وسوف لن يكسرها الموت و لا النسيان، حيث ستبقى فناراً عالياً، يتأمله محبو الشعر والوطن والحرية، عبر كل الأزمنة وتعاقب الأجيال، وسوف نبقى نغني معه دائماً
أدر مهجة الصبح
صبّ لنا وطناً في الكوؤس
علي الدميني
قصيدة بصوته بعنوان: