وفـاء
ماذا سيبقى
إذا ختم الليلُ ضوءَ النهارْ،
حينما يسكنُ الشوكُ أرضاً
ويصبحُ خوفَ الصغارْ..
غير أن تستريحى،
وتصغى لنورسِ حزنِـكِ فى المنتهى؟!
ثم هُزِّى بحسنِكِ أرضكِ،
حيرتَها
كى تصيرَ ربوعاً لها
ومروجـاً لوقـتِ الغناء
* * *
كـان وجهُ المدينةِ يرصـدُ مأساتَهُ
كان ينظرُ فى دقةٍ نحو فارسِهِ
ثم يضحكُ،
إذ كان فارسُهُ (تتقـدَّمُ) وقتَ المساءْ
ثم يعلنُ مذياعُهُ نبأً للزمانِ الردئْ
* * *
أتخيلُ بعضَ حديثٍ لها
كان قد دار مُذْ لحظاتٍ قلالْ
عندما شاهدتْ عبرَ شاشةِ تلفازِها
منظراً للحقولْ
رقصةَ الزرعِ، هدهدةَ الشجرِ،
الزهرَ، يقظتَهُ لنداءِ الفصولْ:
كيف يزرعُها هؤلاءْ؟
"وأشارتْ لبعضِ الرجالْ"
ربما فكرتْ
حينما وزَّعتْ كلَّ أجزائها الأرضَ
ناحيةً.. ناحية
ربما فكرتْ أنها هكذا صارت الآنَ
واهبةً حانيةْ..
* * *
ينبتُ الآن من كلِّ جزءٍ بطلْ
علمتْ كيف تزرع أبطالَها
كيف يخرجُ من كلِّ صوبٍ يُطلْ
يصبح الموتَ للجبناءْ
فاستريحى وفاءْ
* * *
أتخيلها فى لحظةِ الحسمِ
تمشى وفاءْ
تتقدمُ حتى تقدمَ وردةَ معراجِها للسماءْ
ثم تنظرُ، تبحثُ عمَّن سيحكى لجاراتِها
قصةً..
أتخيلها حين كانت تجالسُ مرآتَها
وككلِّ البناتِ
ترى فارساً سيداعبُ خصلاتِها
ويصفِّر لحناً لها:
إننا قادمونْ
* * *
لم تكن ذاتَ يومٍ
لتبنىَ بيتاً من الوهمِ
كانت ترى
أنها اختارها الوقتُ ذكرى (جميلهْ)
لا أسمِّى فراقاً لها
طالما حفظ القلبُ صورتَها
فستبقى
وتورقُ فى أرضنا كالخميلةْ
سوف تبقى
وتبقى
وتبقى وفاءْ