السبت ١٨ تموز (يوليو) ٢٠٠٩
بقلم أمجد الشعشاعي

وَسَأَخْتَفي

وسأختفي
عن كلِّ عينٍ
قد تراني فيلسوفاً أقتفي
وسأنتفي
وكما يقالْ
سيقالُ أنكَ يا شويعرُ
كنتَ سهلاً.. في النزالْ
ويقالُ أنك يا شويعر
كنتَ أجبنُ.. ما يقالْ
سيقالُ أنكَ صرتَ شعروراً
تَقَهْقَرَ عن مناصي الاقتتالْ
هذا وعيدُكَ يا فتى
هذا مصيرُكَ لا تحيدُ
ولا تجيدُ هنا ابتعاداً
أنتَ أنتَ فكُنْ جواداً
واعترفْ
قد كنتَ تكثر في حديث الفلسفةْ
قد كنتَ إنساناً كريمَ الـ.. عجرفةْ
وإن اعترفتَ فذا لنفسكَ أنتَ
لا ليروا لديك الضعفَ هَدْهَدَ في الشفةْ
هيا اختفي
 
ستكونُ ذكرى.. من عفا
هم أخطؤوك وكان ظنكَ ساذجٌ
الدَّنُّ دَنٌّ كيفما تشرب.. فإنكَ هائجٌ
أولستَ من باقي البشرْ
لازلتَ في الدنيا ولا زال القدرْ
أتظنُّ في الدنيا ملائكةَ القمرْ؟
هيا اصطلي ذكرى.. وهذا إن ذُكِرْتْ
فهنا ابْتُليتَ.. هنا قُتِلْتْ
والروحُ تصعد كلُّ صَيَّاحٍ يَصيحُ
(بَخٍ بَخٍ..)
يا شاعراً بالآهِ.. كيف صنيعُكَ
كل البرايا يهجروكَ
هنا الأنام سيظلموكَ
هنا الأنام سينبذوكَ
الذنبُ ذنبك يا شويعرُ
كيف تبني بيتَ شعرٍ
في العراء..
اللهُ وحدَهُ من بنى سقفاً بلا عَمَدٍ
وأسماهُ السماءْ
الذنبُ ذنبُكَ كيف تحشو البيت في عَرْضِ الهواءْ
الذنبُ ذنبكَ كيف تهدي بيتَ شعرٍ
للنساء..
حتى وإن ظلموكَ
أنتَ هنا.. تعقَّلْ
لا تكن في الأرض " أهبل "
حتى وإن ذهبت مشاعرهم هباءْ
أنسيتَ يا هذا..؟؟ أَجِب!!
الآن أذكر قصتي.. مع من أحبْ
أولُ حبيبٍ حين كان يقولُ لي
(أشويعري..؟
ألشعر يبني بيتنا؟
قوتٌ لدى أولادنا؟؟
ألبيتُ تمرٌ.. أم تُراهُ
البيتُ خمرٌ.. هل تراهْ؟)
ويمرُّ عمرٌ.. لا تراهُ
ثم قالت لي (كفى)!!
(ألشعرُ حقق يا شويعرُ حلمنا؟)
(يكفيكَ شعراً.. كيفَ صرتَ)
(ومن أنا؟!!)
من ثم أعلَنَتِ الرحيلْ
الآنَ صار الشعر كهلاً لا يؤول
ولا يُعيلْ
أَعُكاظُ.. أينَ سُراكِ يا حلمي الجميلْ؟
يا من لديكِ يُجازُ شعري
(أَنْتَ.. فليكفيكَ حلمٌ.. واختفى)
(الآن آن لكل شعرِكَ أن يميلْ)
(وسيختفي)!!
(هيّا اخْتفى)

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى