الجمعة ١ شباط (فبراير) ٢٠٠٨
بقلم
وِشايةٌ بِلُغَةِ العصافير..
لأنِّي سليلةُ عُشْبِ البَراريشَقِيقةُ هذا الفراغِ امْتِلاءًأجُسُّ ارْتِواءَ الزنابقِ فِيَّفيَعْطَشُ جُرْحُ الهواءِ..أمَا مِنْ غمامٍ لِعِطْرِيأمِ السيلُ فتَّتَ وجهَ التأمُّلِسالَتْ ملامِحُ هذا الفضاءِإلى أنْ مَحَتْنِيوقَصَّتْ على الوَحْيِ فَجْرِيَمِنْ أوَّلِ الغَيثِحتى انْعِتاقِ الينابيعِمِنْ نَوْمِها في نبيذي..أنا مَنْ وَشَيتُ بِسِرِّ العصافيرِحِينَ امْتلأتُ بِرَقْصِ الحياةِفَصِرْتُ أُعِيرُ المَجازَتفاصيلَ نَفْسيوأنْحِتُ ليلاًلِيَلْبَسَ دَوْرَ الغُموضِ اللطيفِ..دَخَلْتُ إليَّوأوقَدْتُ شَمْعيابْتَهلْتُِلأحيا طُقوسَ النوارسِحينَ تَؤُوبُ إلى حُلْمِهافي الأصيلِسأتْرُكُ هذا الربيعَ ورائيلأقْفِزَ فوقَ اخْضِرارِ المسافةِأعْدُوإلى حيثُ أوْدَعْتُ شمسيلأغْسِلَ عنها شُحُوبَ المَغِيبِوأملأها مِنْ عُيوني..سيُصْبِحُ فجرُ القصائدِ أجْلَىوقَطْرُ الندى سيَنامُعلى شُرُفاتِ العذارىإذا ما لَمَسْنَ كِيانَ الأُنوثةِيُوْلَدُ في حَضْرَةِ النُّورِ..نامَتْ تسابيحُ كَوْنيوظَلَّ اشْتِعالُ القوافيطليقاًيَمُدُّ إلى العابِرِينَ عَبِيرِي..سأُوْجِزُ كُلَّ الضِّفافِبِلَفْظٍ.. يُشِيرُ إلَيَّوأمْحُو المعانيلأُمْسِكَ خَيطَ الدلالةِوحديأُعَرِّي ملاكاًتَراءى كَوَجْهِ القصيدِفَألْفِظُ بحري وأصْعَدُنحوَ اكْتِمالِ الرُّؤىأتَخيَّرُ طَقْساً شبيهاًبفوضى الْجِهاتِوأنسجُ مِنْ وَحْيِهِ قُبَّةًكي أُظِلَّ فضاءَ احْتِوائي..سأعْثُرُ مهما تَشرَّدَ صبريعلى مِثْلِيَ المُتَأرْجِحِبينَ المعارجِأو أرْتَقِي نحوَ ما حَرَّرَتْهُأناملُ عَزْفيمِنَ المُفْرَداتِومِنْ شَذَراتِ الوميضِ الطَّرِيِّهناكَسأجْمَعُ كُلَّ شتاتي إلَيَّوأُنْجِزُ وَصْفِي لِهَيْئَةِهذا الهُلامِ على مَدِّ رُوحي..طليقٌ شذايَورائحةُ الذاتِ تَنْضَحُبالخِصْبِ والأُرْجُوانِفكيفَ أعودُ ومَهْدِي مَدايَوطيني يُقَدِّسُ طَعْمَ الخُلودِعلى كَفِّ هذي السماءِولي شُرْفَةٌ كي أُطِلَّعلى وَجَعي الآدَمِيِّوأشلاءِ صوتٍتَمَزَّقَ تحتَ رُكامِ السُّطورِوقد لا أُمَيِّزُ وَجْهِيَبينَ زِحامِ الرِّواياتِأو يَخْتَفي ما اقْتَفيْتُمِنَ الشِّعْرِحتى اسْتَويْتُ على غَيْمِ مَنْفايَ..ها سوفَ أدْنُو إليَّلأُمْسِكَ ظِلِّيَ قبلَ الزَّوالِوأشْهَدَ فَجْري وليداًيَفُوحُ على ثَغْرِ هذا الفراغِامْتِلاءًبِعِطْرِ الوُجود...