الثلاثاء ٢ آذار (مارس) ٢٠١٠
بقلم محمود فرحان حمادي

يا شامةَ الأقطار

أبدًا تُسعّرُ في الفؤاد غراما
عينٌ هجرت جمالها أعواما
عينٌ يُعادُ الشيخُ في تذكارها
حين التعلل باللقاء غلاما
عينٌ تعشّقنا هواها رضّعًا
والشوقُ يأبى في الوصال فطاما
عين بها الأيامُ أينع عودها
والليلُ عاد بوصلها بسّاما
طرّزت أحلامي بسحر لحاظها
ولَكم هويت بليلتي الأحلاما
هاجت بقلبي الذكريات فجئتها
صبّا أطارحها الغرامَ كلاما
أجثوا على الركب الضعاف معفرًا
خدًّا مسحت بصدقه الأوهاما
أرنو لها والدمع سحَّ مكحلاً
جفنًا بكى لفراقها أياما
اليوم تنتقم النواهدُ من فتىً
أمسى يُردّدُ حولها الأنغاما
ويُكرّرُ الشكوى حيال أميرةٍ
قسرًا أماطت للعيون لثاما
وتنفّس الصُعداءَ منها خافقٌ
ليزيحَ عن صدرٍ له الآثاما
أنا في هواها والغرامُ يلفّني
فردٌ تعلّق بالسعود فهاما
يشدو القريضَ بحبّ أجمل غادة
من نبلها تخذ الزمان وساما
من ألف ليلتها وحلو حديثها
نبذ الأنامُ عداوة وخصاما
الشعرُ يحلو بالمديح لغادة
أحيت بطيب كلامها الأفهاما
هي غادةُ الدنيا وتاج عروشها
ومنارةٌ منها الفخارُ تسامى
خودٌ إليها المكرمات تعاقبت
فبمائها الظمآنُ بلَّ أواما
أحببت منها الوجه حين تبلّجت
أنواره ليُبدّد الإظلاما
وهويت عينًا في سويداء لها
نورًا يُجدّد للحياة نظاما
هي بنت “هارون الرشيد” مدينة
قد مزّقت برجالها الأوهاما
تاهت بها الدنيا وطاب لأهلها
عيشٌ أذاق المعتدين حماما
وتعطرت شفةُ الزمان بمدحها
عامًا يجدد في المفاخر عاما
تعبت بسطوتها الجيوشُ فأسكتت
أبواقها وتقطّعت أقساما
واليوم إذ عاث الدخيلُ بأرضها
وأذاقها من خزيه الآلاما
عارٌ علينا أن تظلَّ أسودنا
والعلجُ يعبث في الديار نياما
يا شامةَ الأقطار تلك قلوبنا
تهوى “الرشيدَ” وتعشقُ “الخيّاما”
تهوى «الرصافة» إذ يهبُّ نسيمها
وتذوب في «الكرخ» العزيز هياما
فتحية للرافدين نصوغها
ولماء «دجلة والفرات» سلاما

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى