الأربعاء ٢٤ شباط (فبراير) ٢٠١٠
بقلم محمود فرحان حمادي

وهو حرفي

راق للنفس في هـواه القفـولُ
شـادن ساحـرٌ وروضٌ جميـلُ
تتهادى فيـه الحيـاةُ ويسمـو
عاليًا مجـدُه الرحيـبُ الأثيـلُ
ضاحكت وجهَهه الأنيسَ شموسٌ
صاغهـا للأنـام ربٌّ جلـيـلُ
يفتر الحسنُ عـن محيّـاه وردًا
سمةُ العطرِ فوقـه لا الخمـولُ
طيـبٌ ريـحُـه العلـيـلُ وزاهٍ
مرتقاهُ مـا غيّرتـه الفصـولُ
كنت نشوان في ربـاهُ مُجيـلاً
طرفَ عينٍ قد أثقلتـه الشَّمـولُ
ونداماي في الحبـور نشـاوى
وفراقُ الصحـب الكـرامِ ثقيـلُ
مائـسٌ ركنـه كـأنَّ شموخًـا
فيه يُمسي وفـي هـواهُ يُقيـلُ
جاذبتني الغـرامَ فيـه طيـورٌ
تركت وكنَهـا فطـاب الهديـلُ
تتغنـى بلحنهـا فـي سمـاء
وشموس قد غاب عنها الأفـولُ
بلـدٌ صـرت لحنَـه إذ يُغنّـى
ففـؤادي فـي حبـه متـبـولُ
وهو حرفي إذا انتجعت قريضًـا
يستبيني بـه الغـرامُ الطويـلُ
لهف نفسي على ليـالٍ تقضّـت
من علاها لونُ الصفـاء يسيـلُ
روضةٌ إن أتيت أخفي شجونًـا
من رؤاها فدمعُ عينـي همـولُ
أشتهيها في باكر الصبح لحنًـا
شاعريًّـا أحلامُـه لا تــزولُ
كم شجاني طيفُ الحنين لنبـعٍ
طيّـب المـاء وردهُ سلسبيـلُ
رفرف الحسنُ حولـه بغصـون
عذبة الصوت يحتويها النخيـلُ
ذاك حصني إذا عدتني خطـوبٌ
سامقٌ مـا لنـا سـواهُ بديـلُ
فيـه بغـدادُ معلـمٌ لقـلـوب
عن هداها مرَّ المـدى لا تميـلُ
قلعـةٌ شيـد إرثهـا باتـئـادٍ
فهضـابٌ مبسوطـةٌ وسهـولُ
وجبـال بتيهـهـا شامـخـات
كلُّ صقعٍ من حولهـنَّ ضئيـلُ
عبهري بها الجمـالُ يضاهـي
كلَّ حسـنٍ يحويـه قـدٌّ أسيـلُ
بلـدةٌ يعشـقُ الخلـودُ مناهـا
فخفيفي فـي وجنتيهـا طويـلُ
ما تمثّلت فـي هواهـا سعـادًا
يوم سعدي ولا اشتهتني القتولُ
راضعًا حبَّهـا صغيـرًا أناجـي
وجهَها والجمالُ لحـنٌ أصيـلُ
دَجلةُ الخيرِ فـي رباهـا مليـكٌ
وخريرُ الفـراتِ سحـرٌ خميـلُ
غيمةُ الخيرِ إن تخطّـت رباهـا
فلهـا البِـرُّ عائـدٌ والجمـيـلُ
كم تلظّى منـي الفـؤادُ بهجـرٍ
بيد أنّي فـي النائبـات حَمـولُ
كلّما ملت عـن هواهـا سلـوًّا
مرَّ عرفٌ من روضهـا فأميـلُ
هكـذا حبّهـا ارتيـادٌ وبـعـدٌ
إنَّ قلبي فـي هجرهـا لبخيـلُ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى