الجمعة ١٥ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٦
بقلم محمد علّوش

يكفيني السلام العقيم على عنق القتيل

أيتها البلاد الملتهبة بجراح النسيان
أيتها البلاد التي تشتهيها البحار
أيتها الدموع الجائرة حد الابتزاز
يكفيني جنوني ومتاهة انتحاري
يكفيني السلام العقيم على عنق القتيل
يكفيني انتحار الطقوس وقيامة الأرض
اتركيني لوحدتي واندهاشي
انشري هجاء ريحك في وجه قصائدي
آن أوان انعتاقي
أصبح للمواعيد شكل الزعفران وبوح الرعاة
أصبح للميلاد شقائق النعمان وحقل النشيد
صرت نداً للمحيط
للرمال المتحركة
سفيراً للعصيان
مجالاً للسجال
أغنيةً لسماءٍ تفتح أحضانها لأحلام النوارس
تشق طريقها نحو نهر القيامة
نحو جرح الوردة
إلى ملكوت السماء الثامنة .
تذرف الأمطار زنابق للنساء
لوجه المدينة في أعالي الكرنفال
في هامة الغيوم المنبثقة من روح السماء
لا تحاصريني بالوهم
وتسفكي دمي برمح الجنون
لا تقتلعي عيوني
لا تقتلعي مرآة روحي
لم يعد للنجوم هديل السماء
لم يعد للصمت بقايا الحكايات
لم يعد لقلبي نزيفٌ ومتسعٌ للنزال
لم تكن سوى الحقيقة
شمساً توزع الفرح وتغزل القصائد .
تلفظ عنها أقنعة الغبار والترحال
آتيك كانهمار النص
في سجايا اللحظة الشاردة
تحاورني الخطوب
تلعن ليلها الأمنيات في جراح التمني
دعيني بمنفاي
بإشتياقي لأشيائي الغامضة
لنكهة دمي المسفوح على أعتاب اغترابي
على وجع الزيتونة البكر
في ضاحية القرنفل وقصب السكر
أحن إليك يا مطر البدايات
إلى زخارف مطرزةٍ على ثوب أمي
إلى حليب طفولتي في حنان الخطوات
إلى صوتي العميق .
أيتها البلاد المنسية
أراك سجينة السنين العجاف ورايات الحداد
أراك جرحاً غائراً في عتمة الكون
نداً لبدء الخليقة
أعلنت الخلاص من الخطيئة
انعتقت روحي
وانطفأت أحلامي كالسندباد
ازدادت توهجا عيونها البريئة.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى