الأحد ١١ تموز (يوليو) ٢٠٢١
بقلم ماهر طلبة

يوم ظهور الملائكة

كل شئ حولنا كان يشير إلى أننا سوف نصبح ملائكة، الحجرة التى أبيضت جدرانها بفضل ضوء الشمس الذى لم يكن يصل إليها من قبل بسبب الستارة القاتمة التى كانت تغطيها وحياتى، السرير الذى غطته الملاءة البيضاء التى تحتل وسطها وردة حمراء محاطة بأوراق خضراء يانعة كأنها تشرب من ماء انهار الجنة .. كانت المرة الأولى التى تُقبّلنى وأُقبّل فيها امرأة على الاطلاق.. لا يمكن لهذه القبلة وهذه اللحظة أن تمحى من الذاكرة، مهما عبرت من فوقها نساء، ومهما سقطت من الذاكرة الأماكن والاسماء والحوادث.. تظل هى.. علامة، منارة نهتدى بها فى ظلمات الليل ووحشة السرير بعد الفراق..

لكن وقتها وهى تتخلى عن القطعة الأخيرة من ثيابها، وهى فى منتصف الحجرة تدور فتقطع شعاع الشمس تحلله لألوان الطيف السبعة.. فيظهر الأحمر من خلالها نارا ونورا.. تنجذب له فراشات الحب والعشق والشهوة.. تقترب فتهتز الأرض تحتها، تتخلى عن كرويتها وتصير منبسطة كأنها أرض الأساطير والديانات القديمة.. وقتها.. تأكدت أننا سوف نصبح ملائكة.. نطير وندخل الجنان.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى