الأربعاء ١٣ نيسان (أبريل) ٢٠١١
بقلم
آنْ سِيكِسْتُونْ الصُّورَةُ المُزْدَوَجَةُ
1.بَلَغْتُ الثَّلاَثِينَ فِي تَشْرِينَ الثَّانِي الحَالِيِّ.أَنْتِ مَا زِلْتِ صَغِيرَةً، فِي سَنَتِكِ الرَّابِعَةِ.نَقِفُ نُرَاقِبُ أَوْرَاقَ الشَّجَرِ الصَّفْرَاءِ تَذْهَبُ عَلِيلَةً،وَتُرَفْرِفُ مُتَلاَطِمَةً فِي مَطَرِ الشِّتَاءِ.تَهْوِي انْبِطَاحًا وَتُغْسَلُ. وَأَتَذَكَّرُعُمُومًا أَنَّكِ كُنْتِ لاَ تُقِيمِينَ هُنَا فِي فُصُولِ الخَرِيفِ الثَلاَثَةِ.قَالُوا لَنْ أَسْتَرْجِعَكِ أَبَدًا مَرَّةً أُخْرَى.أُخْبِرُكِ حَقًّا بِمَا لَنْ تَعْرِفِينَهُ أَبَدًا:كُلُّ الفَرَضِيَّاتِ الطِّبِّيَةِالَّتِي أَوْضَحَتْ دِمَاغِي لَنْ تَكُونَ أَبَدًا صَحِيحَةً كَأَنَّهَا أَوْرَاقُ الشَّجَرِ هذِهِ المُتَضَارِبَةِ المُغَادِرَةِ.أَنَا، مَنِ اخْتَرْتُ مَرَّتَيْنِكَيْ أَقْتُلَ نَفْسِي، كُنْتُ قُلْتُ لَقَبَكِأَفْوَاهَ البُكَاءِ عِنْدَمَا جِئْتِ أَوَّلاً؛إِلَى أَنْ تَحَشْرَجَتْ حُمَّىفِي حَلْقِكِ، وَانْتَقَلَتْ مِثْلَ إِيمَاءَةٍفَوْقَ رَأْسِكِ. مَلاَئِكَةٌ قَبِيحَةٌ تَحَدَّثَتْ إِلَيَّ. اللَّوْمُ،سَمِعْتُهُمْ يَقُولُونَ، كَانَ عَلَيَّ. كَانُوا يَغْتَابُونَمِثْلَ سَاحِرَاتٍ خُضْرٍ فِي رَأْسِي، وَيَسْمَحُونَ لِلْهَلاَكِبِالتَّسَرُّبِ مِثْلَ صُنْبُورٍ مَكْسُورٍ؛كَأَنَّ الهَلاَكَ غَمَرَ بَطْنِي وَمَلأَ مَهْدَكِ،وَدَيْنٌ قَدِيمٌ يَجِبُ أَنْ أَعْتَبِرَهُ.كَانَ المَوْتُ أَكْثَرَ بَسَاطَةً مِمَّا كُنْتُ أَعْتَقِدُ.الحَيَاةُ اليَوْمِيَّةُ جَعَلَتْكِ جَيِّدَةً وَصَحِيحَةًلَقَدْ سَمَحْتُ لِلسَّاحِرَاتِ بِأَنْ يَأْخُذْنَ رُوحِي المُذْنِبَةَ.تَظَاهَرْتُ أَنَّنِي مَيِّتَةٌإِلَى أَنْ ضَخَّ الرِّجَالُ البِيضُ السُّمَ خَارِجًا،وَوَضَعُونِي فِي عَزْلٍ، وَغَسَلُونِي مِنْ خِلاَلِ الكَلاَمِ الفَارِغِلِصَنَادِيقِ الكَلاَمِ وَالسَّرِيرِ الكَهْرَبَائِيِّ.ضَحِكْتُ لِرُؤْيَةِ الحَدِيدِ الخَاصِّ فِي ذلِكَ الفُنْدُقِ.أَوْرَاقُ الشَّجَرِ الصَّفْرَاءُ اليَوْمَتَذْهَبُ عَلِيلَةً. سَأَلْتِنِي أَيْنَ تَذْهَبُ؟ أَقُولُ آمَنَتِ اليَوْمَبِنَفْسِهَا، وِإِلاَّ سَقَطَتْ كَذلِكَ.اليَوْمَ، يَا طِفْلتي الصَّغِيرَة، "جُويْس"،أَحِبِّي ذَاتَكِ نَفْسَهَا حَيْثُ تَعِيشُ.مَا مِنْ إِلهٍ خَاصٍّ لِلرُّجُوعِ إِلَيْهِ؛ أَوْ إِذَا وُجِدَ،فَلِمَاذَا سَمَحْتُ لَكِ بِأَنْ تَنْشَئِينَفِي مَكَانٍ آخَرَ. أَنْتِ لَمْ تَعْرِفِي صَوْتِيعِنْدَمَا عُدْتُ لأَتَّصِلَ. جَمِيعُ صِيَغِ التَّفَوُّقِلِشَجَرَةِ الغَدِ البَيْضَاءِ وَالهَدَالِلَنْ تُسَاعِدَكِ عَلَى مَعْرِفَةِ أَيَّامِ العُطَلِ الَّتِي عَلَيْكِ تَفْوِيتَهَا.فِي الوَقْتِ الَّذِي لَمْ أَعْشَقْ بِهِنَفْسِي، زُرْتُ نَوَاحِيكِ المَجْرُوفَةَ؛ قَبَضْتِ أَنْتِ عَلَى قُفَّازِي.كَانَتْ ثُلُوجٌ جَدِيدَةٌ بَعْدَ هذَا.2.أَرْسَلُوا لِي الرَّسَائِلَ مَعَ أَخْبَارِكِ،وَأَنَا صَنَعْتُ أَحْذِيَةً بِلاَ كُعُوبٍ لاَ أَوَدُّ اسْتِعْمَالَهَا أَبَدًا.عِنْدَمَا نَشَأْتُ جَيِّدًا بِمَا يَكْفِي لِتَحَمُّلِنَفْسِي، عِشْتُ مَعَ أُمِّي، قَالَتِ السَّاحِرَاتُ.لكِنِّي لَمْ أَرْحَلْ. كَانَتْ لِي صُورَتِيالقَائِمَةُ بَدَلاً عَنْ ذلِكَ.مِنْ طَرِيقِ الحَيِّ الخَلْفِيَّةِ مِنْ "بِيدْلاَمْ"جِئْتُ إِلَى مَنْزِلِ أُمِّي فِي "غْلُوسِسْتِرْ"،فِي "مَاسَّاتْشُوسِيتسْ". وَهذِهِ هِيَ كَيْفِيَّةُ حُضُورِيلِلِقَائِهَا؛ وَهذِهِ كَيْفِيَّةُ فَقْدِي لَهَا.قَالَتْ أُمِّي: لاَ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَغْفِرَ لَكِ انْتِحَارَكِ،وَلَمْ تَسْتَطِعْ أَبَدًا. كَانَتْ لَدَيْهَا صُورَتِيالقَائِمَةُ بَدَلاً مِنْ ذلِكَ.أَقَمْتُ مِثْلَ الضَّيْفِ الغَاضِبِ،مِثْلَ شَيْءٍ مُرَتَّقٍ جُزْئيًّا، طِفْلَةً كَبُرَتْ بِسُرْعَةٍ.أَتَذَكَّرُ أَنَّ وَالِدَتِي فَعَلَتْ أَفْضَلَ مَا أَمْكَنَهَا.أَخَذَتْنِي إِلَى "بُوسْطُنْ"، وَأَعَدْتُ تَصْفِيفَ شَعْرِي.قَالَتِ المُزَيِّنَةُ: ابْتِسَامَتُكِ مِثْلَ ابْتِسَامَةِ أُمِّكِ.لَمْ أَكُنْ أَبْدُو لأَهْتَمَّ. كَانَتْ لِي صُورَتِيالقَائِمَةُ بَدَلاً مِنْ ذلِكَ.كَانَتْ هُنَاكَ كَنِيسَةٌ حَيْثُ تَرَعْرَعْتُمَعَ خَزَائِنِهَا البَيْضَاءِ الَّتِي أُغْلِقَتْ عَلَيْنَا،صَفًّا تِلْوَ صَفٍّ، مِثْلَ المُتَشَدِّدِينَ أَوْ زُمَلاَءِ المَلاَّحِنُنْشِدُ مَعًا. عَبَرَ أَبِي صَحْنَ الكَنِيسَةِ.قَالَتِ السَّاحِرَاتُ: فَاتَ أَوَانُ الغُفْرَانِ الآنَ.لَمْ يَكُنْ غُفِرَ لِي تَمَامًا. كَانَتْ لَدَيْهِمْ صُورَتِيالقَائِمَةُ بَدَلاً مِنْ ذلِكَ.3.كُلُّ مِرَشَّاتِ الصَّيْفِ تَحَدَّبَتْفَوْقَ أَعْشَابِ شَاطِئِ البَحْرِ.تَحَدَّثْنَا عَنِ القَحْطِفِي حِينِ أَنَّ المِلْحَ الجَافَّظَهَرَ حَقْلاً جَمِيلاً مَرَّةً أُخْرَى. لِلْمُسَاعَدَةِ فِي مُرُورِ الوَقْتِحَاوَلْتُ جَزَّ أَعْشَابِ المَرْجِ الخَضْرَاءِ،وَفِي الصَّبَاحِ كَانَتْ لِي صُورَتِي القَائِمَةُ،أَحْمِلُ ابْتِسَامَتِي فِي المَكَانِ، حَتَّى نَمَتْ شَكْلِيًّا.أَرْسَلْتُ مَرَّةً لَكِ بِالبَرِيدِ صُورَةَ أَرْنَبٍ،وَبِطَاقَةً بَرِيدِيَّةً لِلْفِكْرَةِ الأُولَى،كَمَا لَوْ كَانَتْ طَبِيعِيَّةًلِتَكُونِي أُمًّا، وَذَهَبْتِ.عَلَّقُوا صُوْرَتِي فِي ضَوْءِالشَّمَالِ المُرْتَجِفِ، مُطَابِقَةًلِي لِلْحِفَاظِ عَلَيَّ جَيِّدًا.أُمِّي فَقَطْ نَشَأَتْ مَرِيضَةً،وَتَحَوَّلَتْ عَنِّي، كَأَنَّ المَوْتَ كَانَ يَصِيدُ،وَكَأَنَّ المَوْتَ انْتَقَلَ،وَكَأَنَّ مَوْتِي التَهَمَ دَاخِلَهَا.فِي شَهْرِ آبٍ كُنْتِ اثْنَتَيْنِ، بِتَوْقِيتِي لأَيَّامِي بِالشَّكِ.فِي الأَوَّلِ مِنْ أَيْلُولَ نَظَرَتْ إِليَّ،وَقَالَتْ إِنَّنِي أَعْطَيْتُ لَهَا دَاءَ السَّرَطَانِ.لَقَدْ نَحَتُوا تِلاَلَهَا الجَمِيلَةَ فِي الخَارِجِ،وَمَازِلْتُ لاَ أَسْتَطِيعُ الإِجَابَةَ.4.جَاءَتْ فِي ذلِكَ الشِّتَاءِمِنْ طِرِيقِ الحَيِّ الخَلْفِيَّةِمِنْ شَقَّتِهَا الجَدْبَاءِالتَّابِعَةِ لِلأَطِبَّاءِ، مُصَابَةً بِدُوَارِ البَحْرِ،وَجَوْلةِ الأَشِعَّةِ السِّينِيَّةِ،وَعِلْمِ حِسَابِ الخَلاَيَا،وَذَهَبَتْ مُسْتَسْلِمَةً. جِرَاحَةٌ غَيْرُ مُكْتَمِلَةٍ،فِي الذِّرَاعِ الثَّخِينَةِ، وَسُوءُ التَّشْخِيصِ، سَمِعْتُهُمْيَقُولُونَ.خِلاَلَ عَوَاصِفِ البَحْرِ الثَّلْجِيَّةِكَانَتْ لَهَا هُنَاصُورَتُهَا المَرْسُومَةُ.كَهْفُ مِرْآةٍوُضِعَتْ عَلَى الجِدَارِ الجَنُوبِيِّ؛مُطَابِقَةً ابْتِسَامَةً، وَمُطَابِقَةً مُحِيطَ الشَّكْلِ.وَأَنْتِ تُشْبِهِينَنِي؛ غَيْرُ مُلِمَّةٍبِوَجْهِي، وَأَنْتِ لَبِسْتِهِ. لكِنَّكِ كُنْتِ لِيبَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ.قَضَيْتُ فَصْلَ الشِّتَاءِ فِي "بُوسْطُنْ"،عَرُوسًا بَتْرَاءَ،مَا مِنْ شَيْءٍ جَمِيلٍ لِتَدْبِيرِهِمَعَ السَّاحِرَاتِ إِلَى جَانِبِي.افْتَقَدْتُ طُفُولَتِكِ،وَحَاوَلْتُ انْتِحَارًا ثَانٍ،وَحَاوَلْتُ الفُنْدُقَ المُغْلَقَ فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ.مَزَحْتِ مَعِي يَوْمَ كِذْبَةِ نَيْسَانٍ, ضَحِكْنَا، وَكَانَ هذَامُمْتِعًا.5.فَحَصْتُ لِلْمَرَّةِ الأَخِيرَةِفِي الأَوَّلِ مِنْ أَيَّارَ؛تَأْهِيلَ الحَالاَتِ النَّفْسِيَّةِ،مَعْ تَحْلِيلاَتِي المُصَدَّقَةِ،وَكِتَابِي الكَامِلِ عَنِ قَصَائِدِي المُقَفَّاةِ،وَآلتِي الكَاتِبَةِ، وَحَقَائِبِ سَفَرِي.طَوَالَ ذلِكَ الصَّيْفِ تَعَلَّمْتُ حَيَاةَالعَوْدَةِ إِلَيَّ،وَالغُرَفِ السَّبْعِ، وَزُرْتُ زَوَارِقَ البَجْعَةِ،وَالسُّوقَ، وَأَجَبْتُ عَلَى الهَاتِفِ،وَقَدَّمْتُ كُوكْتِيلاَتٍ كَزَوْجَةٍيَنْبَغِي عَلَيْهَا، وَجَعَلْتُ المَحَبَّةَ بَيْنَ أَثْوَابِيوَلَوْنِ شَهْرِ آبٍ الأَسْمَرِ. وَجِئْتِ أَنْتِ فِي كُلِّعُطَلِ نِهَايَةِ الأُسْبُوعِ. لكِنَّنِي أَكْذِبُ.نَادِرًا مَا جِئْتِ. أَنَا فَقَطْ تَظَاهَرْتُلَكِ، خِنْزِيرًا صَغِيرًا، وَفَرَاشَةً،وَفَتَاةً بِخُدُودٍ لُوبِيَّةٍ هُلاَمِيَّةٍ،وَثَلاَثَةِ عُصَاةٍ، أَيَّتُهَا الرَّائِعَةُالغَرِيبَةُ. وَكَانَ عَلَيَّ أَنْ أَتَعَلَّمَلِـمَاذَا مِنَ الأَفْضَلِأَنْ أَمُوتَ عَلَى الحُبِّ، وَكَيْفَ لِبَرَاءَتِكِأَنْ تُؤْذِيَ، وَكَيْفَ أَجْمَعُالإِثْمَ مِثْلَ شَابٍّ يَحْبِسُ جَبْرًاأَمَارَاتِهِ، وَبَيِّنَتِهِ المُؤَكَّدَةَ.ذَهَبْنَا فِي ذلِكَ اليَوْمِ مِنْ شَهْرِ تَشْرِينَ الأَوَّلِإِلَى "غْلُوسِسْتِرْ"، وَالتِّلاَلُ الحَمْرَاءُذَكَّرَتْنِي بِمِعْطَفِ فَرْوِ الثَّعْلَبِ الأَحْمَرِ الجَافِّالَّذِي لَعِبْتُ بِهِ كَطِفْلَةٍ؛ لَمْ يَزَلْ مَخْزُونًامِثْلَ دُبٍّ أَوْ خَيْمَةٍ،أَوْ مِثْلَ كَهْفٍ كَبِيرٍ يَضْحَكُ، أَوْ فَرْوِ الثَّعْلَبِ الأَحْمَرِ.قُدْنَا المَفْقَسَ إِلَى الخَلْفِ،وَالكُوخُ الَّذِي يَبِيعُ الطُّعْمَ،خَلْفَ "بِيجُونْ كُوفْ"، وخَلْفَ "يَختْ كْلُوبْ"، وَخَلْفَ "سْكِيوَالْ هِيلْ"،إِلَى المَنْزِلِ الَّذِي يَنْتَظِرُ،وَلَمْ يَزَلْ، عَلَى الجُزْءِ العُلْوِيِّ مِنَ البَحْرِ،وَصُورَتَانِ مُعَلَّقَتَانِ عَلَى الجِدَارَيْنِ المُتَقَابِلَيْنِ.6.فِي ضَوْءِ الشَّمَالِ، ابْتِسَامَتِي مَعْقُودَةٌ فِي المَكَانِ،وَالظِّلُّ يُحدِّدُ عُظَامِي.الَّذِي يُمْكِنُ أَنْ أَحْلُمَ بِهِ بَيْنَمَا جَلَسْتُ هُنَاكَ،وَكُلُّ انْتِظَارِي فِي العُيُونِ، مَنْطِقَةُالابْتِسَامِ، وَوَجْهُ الشَّابِ،وَفَخُّ الثَّعَالِبِ.فِي ضَوْءِ الجَنُوبِ، ابْتِسَامَتُهَا مَعْقُودَةٌ فِي المَكَانِ،وَوَجْنَتَاهَا ذَابِلَتَانِ مِثْلَ سِحْلِيَّةٍجَافَّةٍ؛ مِرْآتِي السَّاخِرَةُ، وَحُبِّي الَّذِيأُطِيحَ بِهِ، وَصُورَتِي الأُولَى. تُوَاجِهُنِي بِعُيُونِهَا مِنْ ذلِكَ الرَّأْسِ الحَجَرِيِّ لِلْمَوْتِالَّذِي تَجَاوَزْتُهُ.قَبَضَ عَلَيْنَا الفَنَّانُ وَنَحْنُ نَسْتَدِيرُ؛ابْتَسَمْنَا فِي مَنْزِلِنَا الكِتَّانِيِّقَبْلَ أَنْ نَخْتَارَ طُرُقَنَا المَحْدُوسَةَ المُتَفَرِّقَةَ.مِعْطَفُ فَرْوِ الثَّعْلَبِ الجَافِّ صُنِعَ لِلْحَرْقِ.تَعَفَّنْتُ عَلَى الجِدَارِ،وَ"دُورْيَانْ غْرِايْ" خَاصَّتِي.وَكَانَ هذَا هُوَ كَهْفُ المِرْآةِ،حَيْثُ المَرْأَةُ المُزْدَوَجَةُ الَّتِي تُحَدِّقُفِي نَفْسِهَا، كَأَنَّهَا تَحَجَّرَتْفِي الوَقْتِ المُنَاسِبِ- سَيِّدَتَانِ تَجْلِسَانِ عَلَى كُرْسِيَّيْنِ بُنِّيَّيْنِ مُصْفَرَّيْنِ.لَقَدْ قَبَّلْتِ جَدَّتَكِوَهِيَ صَرَخَتْ.7.لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أُعِيدَكِمَا عَدَا عُطَلِ نِهَايَةِ الأُسْبُوعِ. كُنْتِ تَجِيئِينَفِي كُلِّ مَرَّةٍ، وَتَتَشَبَّثِينَ بِصُورَةِ أَرْنَبٍكُنْتُ أَرْسَلْتُهَا لَكِ. لِلْمَرَّةِ الأَخِيرَةِ أَفُكُّأَشْيَاءَكِ. نَحْنُ عَلَى اتِّصَالٍ عَادَةً.طَلَبْتِ اسْمِي فِي أَوَّلِ زِيَارةٍ لَكِ.الآنَ سَوْفَ تَظَلِّينَ مِنْ أَجْلِ الخَيْرِ. سَوْفَ أَنْسَىكَيْفَ تَفَرَّقنَا بَعِيدًا عَنْ بَعْضِنَا البَعْضِ مِثْلَ دُمًى مُتَحَرِّكَةٍعَلَى خُيُوطٍ. لَمْ تَكُنْ مُتَشَابِهَةًكَالحُبِّ، وَعُطَلاَتِ نِهَايَةِ الأُسْبُوعِ المَسْمُوحَةِ الَّتِيتَحْتَوِينَا. كُنْتِ خَدَشْتِ رُكْبَتَكِ. حَفَظْتِ اسْمِي،مُتَذَبْذِبَةً فَوْقَ الرَّصِيفِ، تُنَادِينَ وَتَبْكِينَ.يُمْكِنُكِ أَنْ تُنَادِينِي أُمًّا، فَأَتَذَكَّرُ أُمِّي مَرَّةً أُخْرَى،فِي مَكَانٍ مَا فِي "بُوسْطُنْ" الكُبْرَى، وَهِيَ تَحْتَضِرُ.أَتَذَكَّرُ أَنَّنَا أَسْمَيْنَاكِ "جُويْس"حَتَّى نَتَمَكَّنَ أَنْ نُنَادِيَكِ "جُويْ".جِئْتِ مِثْلَ ضَيْفٍ مُحْرِجٍفِي المَرَّةِ الأُولَى تِلْكَ، مَلْفُوفَةً كُلَّكِ وَمُبَلَّلَةً،وَغَرِيبَةً عَلَى صَدْرِي المُجْهَدِ.احْتَجْتُ لَكِ. لَمْ أَكُنْ أُرِيدُ وَلَدًا،بَلْ بِنْتًا فَقَطْ، فَأْرَةً صَغِيرَةً حَلِيبِيَّةًلِفَتَاةٍ، أَحْبَبْتُ مُسْبَقًا، وَفِعْلاً صَرَخَتْ فِيمَنْزِلِهَا. أَسْمَيْنَاكِ "جُويْ".أَنَا، مَنْ لَمْ تَكُنْ مُتَأَكِّدَةً تَمَامًامِنْ كَوْنِي فَتَاةً، احْتَجْتُحَيَاةً أُخْرَى، وَصُورَةً أُخْرَى لِتَذْكِيرِي.وَكَانَ هذَا أَسْوَأَ ذَنْبٍ؛ أَنْتِ لاَ تَسْتَطِيعِينَ عِلاَجَهُأَوْ تَخْفِيفَ أَلَمِهِ. لَقَدْ صَنَعْتُكِ لِتَجِدِينَنِي.