شَهْقَةٌ فِي الرَّمَادِ
هِيَ امْرَأَةٌ مِنْ زُجَاجٍ طَرِيٍّ
أَعَدَّتْ؛ خَرَائِطَهَا خَلْفَهَا شَهْقَةً فِي الرَّمَادِ النَّقِيضِ
بِفَكَّيْهِ لِلْمَرَّةِ المُنْكَرَةْ.
هُوَ انْسَلَّ مِنْهَا إِلَيْهَا
كَشَوْكَةِ حَلْقٍ مَرِيضٍ؛
رَأَى الوَحْشَ فَاكِهَةً، تَحْتَ صَحْرَائِهَا، صَابِغًا وَجْنَتَيْهِ
بِحَالَاتِ شَهْوَتِهِ المُضْمَرَةْ.
هِيَ امْرَأَةٌ مِنْ زُجَاجٍ طَرِيٍّ
هُوَ الفَارِقُ الغَضُّ؛
بَيْنَ (النَّبِيِّ) النَّقِيِّ.. وَ.. بَيْنَ (النَّبِيِّ) الشَّهِيِّ.
مُخْتَفَى الْإِبْطِ
وَأَخْفَيْتُهَا بَيْنَ جَمْرِ القَصِيدَةِ كَيْ لَا تَرَانِي أَرَاهَا،
وَأَوْغَلْتُ فِي مُخْتَفَى الإِبْطِ كَيْ لَا أَرَانِي أَرَاهَا..
إذًا لَحْظَةً لِلصَّدَى:
مَنِ السَّارِقُ الشَّهْمُ مِنَّا
أَأَبْنَاؤُهَا فِي التَّرَائِبِ يَغْلِينَ، أَمْ مَاؤُهَا فِي ذُرَى المُبْتَدَا؟
تَوْأَمُ النَّايِ
مُرُورًا بِأَجْنِحَةٍ بَارِدَاتٍ
لَهَا يَخْتَلِي عِطْرُهَا البَاطِنِيُّ؛
لَمَسْتُ كُوًى مِنْ صَهِيلٍ- فَحِيحٍ..
(وَلَمْ يَسْمَحِ السَّمْعُ حَتَّى أُمَيِّزَ بَيْنَ الأُنُوثَةِ، أَوْ تَوْأَمِ النَّايِ فِي جُحْرِهِ الطَّيْرِ)
قُلْتُ: اهْبِطِي قِمَّةَ الشَّهْدِ- امْرَأَةً
مِنْ حَوْضِ بَلْقِيسَ كَانَتْ
تَجُرُّ الثَّيَابَ لِأَعْلَى
فَأَعْلَى..
وَأَمْشِي أَنَا مُسْفِلًا نَحْوَ سِرِّ سَرَائِرِهَا إِذْ تَجَلَّى..
هُنَا زَمْجَرَ الإِثْمُ؛
ثُمَّ دَنَا
فَتَدَلَّى.
وِسَادَةٌ لَاذِعَةٌ
أُكَاشِفُهَا قَبْلَ لَوْنِ الغُرُوبِ،
وَقَبْلَ شُرُوقِ التَّحَرُّشِ فِي خَصْرِهَا- المَذْبَحَةْ،
وَأَمْنَحُهَا بَعْدَ غَابِ الجُيُوشِ،
وَبعْدَ بِحَارِ الجُنُونِ
وِسَادَةَ أَطْمَاعِهَا اللاَّذِعَاتِ
أَسِيرُ إِلَيْهَا عَلَى جَسَدِي فِي العَرَاءِ النَّبِيلِ،
وَظِلِّي هَوًى لَمْ يَزَلْ مَطْرَحَهْ.
آيَةٌ فِي الزَّنَابِقِ
كَأَنِّي شَرِبْتُ انْفِجَارَ الزُّهُورِ
شَمَمْتُ شَظَايَا الإِنَاءِ الَّذِي يَحْتَوِينَا
(لِبِلَّوْرِهِ آيَةٌ فِي الزَّنَابِقِ)
لَا تَسْتَحِي مِنْ عُيُوبِ الزَّخَارِفِ عِنْدَ الظُّهُورِ
كَأَنِّي شَرِبْتُ،
وَلَمْ يَغْسِلِ المَاءُ أَضْلَاعَهُ، بَعْدُ، مِنْ صُدْفَةِ الحَادِثَةْ..
أَدُورُ كَنَهْرٍ إِلَى مِنْبَعَيْهِ؛
صَدَارَةِ صَدْرٍ تَسَلَّقَ سَطْرِي
وَعَيْنَيْنِ مِنْ قَادِمٍ وَارِثَةْ
كَأَنِّي شَرِبْتُ، وَلكِنْ؛
لِمَن هذِهِ الدَّمْعَةُ الثَّالِثَةْ؟
أَحْرُس ظَنِّي
لَهَا فِضَّةٌ فِي مَسَاءِ النِّسَاءِ تُوَزِّعُهَا دَفْقَةً وَاحِدَةْ
كَغَيْمَةِ نُورٍ أُصِيبَتْ بِحَمْلٍ،
وَلَمْ تَنْتَظِرْ بِذْرَتِي الوَاعِدَةْ..
لِهذَا..
بِهذَا الفَضَاءِ اشْتَعَلْتُ لَدَيْهَا- إِلَيْهَا
لِأَحْرُسَ ظَنِّي بِهَا مِنْ خُسُوفٍ،
وَقَدْ هَبَّتِ العَادَةُ العَائِدَةْ.
تُوغِلِينَ احْتِفَاءً بِشَيْءٍ
بِأَيِّكِ أَطْفُو إِذَا مَا رَغِبْتُ؟
(إِذَا مَا رَغِبْتُ)
وَمَنْ سَوْفَ يَهْتَزُّ فِي قَاعِ غَابَاتِكِ المُوحِشَاتِ
إِذَا مَا اسْتَطَاعَ؟
(إِذَا مَا اسْتَطَعْتُ)
لِمَنْ تُوغِلِينَ احْتِفَاءً بِشَيْءٍ؛
أَنَا طَرْفُهُ المَاضَوِيُّ
أَنَا نَزْفُهُ فِي الجَدِيدِ
تَسَلَّلَنِي عُشبُهُ فِي الصُّعُودِ، صَعَدتُ..
أُبَايِعُكِ، الآنَ، سَطْوَةَ خَطْوِ الأَرِيجِ المُذَابِ،
وَنكْهَةِ بَابِ غَرِيبِ الغِيَابِ
فَتَنْسَكِبِي فَوْقَ مَيْلِي طَوِيلًا،
وَأَعْدِلُ شَهْقَةَ حَالِي قَلِيلًا..
تُرَاني- رَفِيقَةَ ظِلِّي- عَدَلْتُ؟
مَقْعَدٌ مُسْتَطِيرٌ
وَحِيدًا عَلَى مَقْعَدٍ مُسْتَطِيرٍ
شَغَلْتُ الفَرَاغَ الجَلِيسَ بِقُرْبِي
فَرَاغًا قَرِيبًا.. غَرِيبًا،
وَلَا دِفْءَ فِيهِ،
وَلَا قِطْعَةً مِنْ قِمَاشٍ
أُرَاقِصُ فِيهَا خُيُوطَ الشُّكُوكِ بِأَعْصَابِي البَاقِيَاتِ
قُبَيْلَ
النُّزُولِ
إِلَى
حَافَّةِ
السَّاعَةِ
السَّائِلَةْ.
وَحِيدًا عَلَى مَقْعَدٍ مُسْتَدِيرٍ
(أَنَا خِلْتُهُ- خِلْتُنِي... هكَذَا...)
تُرَانِي قَرَأْتُ ارْتِعَاشَ الأَزِقَّةِ فِي مَتْحَفِ القَلْبِ،
أَمْ لَذَّةَ التَّسْلِيَةْ؟
تُرَاهَا اسْتَعَانَتْ بِقِشْرَةِ رُوحِيَ
أَمْ فَسَّرَتْ رِيشَةً عَادِيَةْ؟
تُرَانَا مَدَى اللُّغْزِ، ذَاكَ الصَّبَاحَ، فَلَا حَلَّ، بَعْدُ، لِلقَاضِيَةْ؟
تُرَاهُم رَأَوْنَا التِصَاقًا بِظِلٍّ
فَأَوَّلَ أَوَّلُهُم (في اعْتِقَادٍ):
هُمَا فُرْصَةُ اللَّحْظَةِ التَّالِيَةْ.
وَحِيدَ(انِ)... فِي سَاعَةٍ مِنْ عِقَابٍ شَهِيٍّ
أُحَاوِلُ أَنْ أَنْتَشِي بِالقِمَاشِ؛
أُغَالِبُهُ نَزْوَةً فِي العَرَاءِ لِكَيْ يَفْضَحَ السِّرَّ... فِي السَّائِرَةْ..
أُكَاشِفُهَا، الآنَ، بَعْدَ جُلُوسٍ قَصِيرٍ:
(أَكَاُد أَرَى عَبْرَةً فِي التَّمَنِّي)
أُرِيدُ اكْتِشَافِيَ.. يَا لَيْتَهُ لَمْ يَكُنْ قَسْوَةً عَابِرَةْ.
لُحَاءُ الْجَسَدِ
عَلَى عَتَبٍ أَمْهَلَتْنِي قَلِيلًا
لَعَلِّيَ أَسْتَطِيعُ بَسْطَ حَنِينِي
إِلَى لَمحَةٍ مِنْ لُحَاءِ الجَسَدْ..
يَدَايَ عَلَى فُسْحَةٍ فِي القَمِيصِ كَلِصٍّ
يُجَالِسُ جُدْرَانَ غُرْفَةِ نَوْمِ الضَّحِيَّةْ..
يُغَازِلُ- فِي خَجَلٍ- : أَتْعَبَتْنِي؛
/ مَفَاتِيحُهَا المُوبِقَاتِ/
/ وَرَائِحَةُ الخَوْفِ فِي رُخْمَةِ الصَّدرِ/
/ عَيْنُ احْمِرَارِ الظُّنُونِ/
/ وَخُبْثُ الشَّظِيَّةِ فِي أَسْفَلِ البَطْنِ/
وَذَاكَ الوَلَدْ؛
قَدَّنِي بِالنَّشِيدِ:
إِلَى أَيْنَ (أَيْنِي) بِهذَا البَلَدْ؟
قُرْحَةُ النَّايِ
يُغَنِّي المُغَنِّي عَلَى قُرْحَةِ النَّايْ،
وَيُطْعِمُ أَسْمَاكَهَا فِي البَرَارِي..
أَمِنْ غَامِضٍ فِي صَوَابِ اضْطِرَاِري
فَلَا يَسْمَعُ الصَّيْدَ بَعْدِي...
سِوَايْ؟
قَوْسُ الحَمَامِ
خُذِي لَفْظَكِ الصَّعْبَ بَيْنَ ضُلُوعِ الهَوَاجِسِ حِينًا،
وَحِينًا..
خُذِي رِقَّتِي لِلأَمَامْ؛
أَنَا مُطْفِئُ الشَّكِّ
عُرْيُ الحَقِيقَةِ
قَوْسُ الحَمَامْ
سَلَامٌ عَلَيْكِ؛
إِذَا مَا مَشَيْتِ إِلَى حَافَّةِ المَهْدِ
إِذَا مَا ارْتَقَيْتِ عُرُوقَ انْتِظَارِي
إِذَا قَشَّرَ الصَّمْتُ هذَا الكَلَامْ.
مُشْبَعٌ مِنْ حَرِيرِي
بَرِيقٌ لَهَا مُشْبَعٌ مِنْ حَرِيرِي
حَرِيرِي يَحُكُّ شُعُورَ صَبَاحٍ
صَبَاحٍ تَقَدَّمَ مِنهَا أَخِيرًا
أَخِيرًا..
هُنَا ظِلُّهَا لَا يَغِيبُ، وَلكِنْ
يَغِيبُ لَدَيْهَا حُضُورِي.
عَلَيْنَا مِنَ الوَقْتِ سَهْلٌ
لَدَيْنَا حَنِينٌ... بَطِيءٌ... بَطِيءُ...
نُخَبِّئُهُ بَيْنَ أَطْرَافِ أَفْكَارِنَا،
وَمِنْ جَمْرَةٍ لَا يَزُولُ..
أَيَكْفِيكِ مِنْ ثَمَرٍ فِي الكَلَامِ المُغَطَّى
لِيَشْهَدَ سَهْمُ اللُّعَابِ المُكَنَّى
عَلَى جُمْلَةِ الحُبِّ فِيمَا أَقُولُ؟
لِمَاذَا عَلَيْنَا مِنَ الوَقْتِ سَهْلٌ
طَوِيلٌ.. طَوِيلٌ.. طَوِيلُ؟
عَلَى هَيْئَةِ الطَّيْرِ
إِلَى أَيِّنَا هَيْئَةُ الطَّيْرِ تَأْتِي بِرَغْبَةِ فَحْلٍ،
وَقَدْ أَدْرَكَ الشَّاةَ قَبْلَ بُلُوغِ الوِسَادَةْ؟
رَغِبْتُكِ شِعْرًا؛
يُهَيَّأُ فِي جَنَّةِ النَّحْرِ... / أَو/ ... جُنَّةٍ دَاعَبَتْنِي كَثِيرًا
فَمِلْتُ عَلَى قَصَبٍ أَعْتَلِيهِ- اعْتَلَانِي
(أَنَا فِي مَكَانِي)
عَلَيْهِ.. أَقُولُكِ قَبْلِي وَبَعْدِي:
هُنَا حَيْثُ أَنْتِ
تَفُكِّينَ أُكْرَةَ بَابِ القَمِيصِ لِنَسْتُرَ عُرْيَ أَرِيكَةِ مَوْجٍ
خَضَعْنَا لَهَا مَرَّةً لِلإِعَادَةْ..
...، ...، ....
- تُرَى.. هذِهِ فِكْرَةٌ لِلشَّهَادَةْ؟
عَنَاوِينُ أُخْرَى مُقْتَرَحَةٌ
تَوَكَّأُ حُزْنِي عَلَى جُلِّ نَارٍ بِهَا فَانْتَبَهْتُ
لِأَسْمَائِهَا اْبِيضِ؛ يَغْفُو حَلِيبُ نُعَاسِي عَلَيْهَا..
أَعِيدِينِي حَيْثُ شِئْتِ إِلَى مَنْزِلٍ فِي غُيُومِ المَعَانِي..
أَفِيضِي عَلَيَّ قِرَاحَ النَّوَايَا لِأَغْسِلَ أَيَّامِيَ العَارِيَاتِ..
مَعِي أَوْقِفِي حَرْبَ فِتْنَتِكِ المُرْجَأَةْ..
لَكِ النَّثْرُ فِيَّ، وَلِي الشِّعْرُ فِيكِ
مَتَى يُطْرِبُ السَّيْلُ أَقْدَامَ أَزْهَارِنَا المُطْفَأَةْ؟