الثلاثاء ٤ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١١
بقلم
خِطَابُ الاسْتِقَالَةِ
(بُقَعٌ بَيْضَاءُ عَلَى رِقَاعٍ أَسْوَدٍ)
1.مَا زَالَ لَغْطٌ فِي المَسَارِ، وَلِي حُرُوفٌ لَمْ أَقُلْهَاثُمَّ اشْهَدُوا خَوْفَ الجِيَادِ عَلَى صَوَابِ العَابِرِينْفَوْقَ الخَوَاتِيمِ الأَخِيرَةِ، وَالضِّلَالِ مِنَ العِبَارَةِ فِي ضَلَالِ القَاعِدِينْهَلْ بَانَ لِلشُّعَرَاءِ، فِيهذَا المَكَانِ، تَجَلِّيَ الصَّفِّ المُزَيَّفِ فَاسْتَرَدُّوا مَا تَبَقَّى مِنْ أَصَابِعِهِمْ، وَهُمْفَوْقَ البَيَاضِ الهَامِشِيِّ/ تَوَسَّدُواظِلَّ الهَوَامِشِ، وَاسْتَرَاحُوا فِي أَعِنَّتِهَا، وَرَاغُوا نَحْوَ أَصْغَرِهِمْ جَمَالًا، ثُمَّ مَالُوا حَيْثُمَامَالَتْ بِهِمْأَهْوَاؤُهُ السَّوْدَاءُ.. لَا يَأْتِي الرَّمَادُ مِنَ السَّوَادِ بِدُونِ أَنْيَلِدَ الحَرِيقُ شُعَاعَهُالوَرْدِيَّ عَنْ دِفْءِ المَكَانِ، وَلَا زَمَانٌ لِلِّسَانْ..أَنْ تَدْخُلَ الأَفْعَى رُوَاقَ غِنَائِهَا قَبْلَ المَدَائِحِ وَالهَوَى،وَتُبَدِّلَ الزِّيَّ المُكَثَّفَ إِنَّ ذَايَعْنِي فَرَاغًا فِي الرُّؤُوسِ، وَفِي تَفَاصِيلِ المَسَارِ، وَفِي مُرَاوَدَةِ الأَمَانْهَلْ أَصْبَحَ الشُّعَرَاءُ مِرْآةً لِنَرْجِسَةِ الفَرَاغِ؟ إِذًافَلْيَخْرُجُوا مِنْ جِلْدِ جِلْدَتِهِم، وَمِمَّافِي كَرَارِيسِ الصِّغَارِ مِنَ الهَوَامِشِ،وَالهُبُوطِ مِنَ القَنَادِيلِ البَرِيئَةِ، إِنَّهُمْلَوْ يَتْرُكُوا قَوْلًا تَخَثَّرَ فِي ثَنَايَا حَلْقِهِمْ، لَاذُوا الخَرَائِبْلَتَوَسَّعَتْ لُغَةُ الحِوَارِتَوَاصَلَ النَّهْرُ الدَّقِيقُ إِلَى مَوَاعِيدِ الأَصَابِعِثُمَّ إِشْرَاقُ الرَّغَائِبْ.2.... وَتَوَاصَلُوا..صَمْتًا أَرَى، لُغَةً تُكَذِّبُ سَاكِنِيهَالَا شَيْءَ يَدْوِي فِي فَصَاحَاتِ التَّقَوُّلِ، مَنْ يَرَىهذِي البَشَاعَةَ فِي بَلَاغَاتِ المَنَاعَةِ؟يَرْجِفُ الرِّيشُ المُلَاصِقُ لِلْجَنَاحِ المُسْتَعَارِتَنَاغُمُ اللَّحْمِ المُهَيَّأِ لِابْتِلَاعِ المَائِدَةْيَرْفُو مِنَ الأَفْوَاهِ عَنَّابُ الثَّوَابِتِ، وَالثَّبَاتْ؛أَنْ يُسْمِعَ الثَّرْثَارُ ثَرْثَارًا بِأَعْشَابِ الْبَيَاتْ... وَتَوَاكَلُوا..قَامَ (الإِمَامُ) إِلَى عَشَاءَاتِ الضَّحَايَالِلصَّوْتِ رَشْقَتُهُ عَلَى سَهْلِ النُّقُوشِ وَقَدْ تَوَلَّى لِلسُّبَاتْ(مَا مِنْ مُجِيبْ)... فَتَوَاصَلُوا..... وَتَوَاكَلُوا..3.بُعْدٌ بَعِيدٌ بَيْنَ مَاتُلْقِي عَلَى سَطْحِ البَيَاضِ، وَمَا يَكُونُ الحَرْثُ فِيهْالأَرْضُ أَبْعَدُ مَا تَكُونُ مِنَ احْتِرَافَاتِ التِّجَارَةِ، وَالتِّجَارَةُ تُخْطِئُالأَحْلَامَ، لَا تَمْشِي عَلَى جَمْرِ المَحَابِرْ..هَلْ كَانَ لِلشُّعَرَاءِ بَيْتٌ فِي رِمَالِ الكَفِّ، فَاصْطَفُّواعَلَى خَطَأِ السَّرَائِرْ؟هَذَيَانُ هذَا الوَقْتِ أَنْيَطْفُوَ عَلَى وَجْهِ الجُرُوحِ شُعُورُ نَرْجِسَةٍ أَتَتْمِنْ بَاطِنِ الأَوْرَامِ، فِي لَهَفٍ، إِلَى حَيْثُ المَزَايَا..قَامَ (الإِمَامُ) إِلَى عَنَاقِيدِ السَّرَايَا؛هَلْ أَنْتَ وَاحِدُنَا الوَحِيدُ بِلَا مَثِيلٍ، أَمْ تُمَثِّلُ أَلْفَمَعْنًى لِلدُّمَى المَفْرُوغَةِ الأَوْزَانِ؟ بَلْ تَنْحُو إِلَى قَطْفِ الخَبَايَا..ضَاقَتْ مَعَالِمُنَا بِنَا،وَاشْتَدَّتِ الجُمَلُ الخَبِيئَةُ فِي الضُّلُوعِ، أَوَانُهَايَدْنُو مِنَ الأَعْنَاقِ، كَمْ بَرَزَتْ هُنَانُوَّارَةُ الكَلِمَاتِ أَجْرَاسًا، وَلكِنْ لَيْسَتِالآذَانُ تُخْرِجُ عُشْبَهَا المَنْسُوجَ: مَنْ يُصْغِي إِلَىشَبَقِ السُّؤَالِ؟ وَكَمْ أَتَى صَوْتٌ يُعَالِجُنَا إِلَى أَصْدَائِنَا..كَمْ دَجَّنُوا مِنَّا الوُلَاةَ فَأَقْبَلُوا،طَوْعًا، إِلَى لَبْسِ المَقَاعِدِ، وَانْتِحَالَاتِ الشَّرَانِقْأَقْلَامُهُمْ خَشَبُ السَّلَالِمِ نَحْوَ غَيْبٍ مِنْ هَوًىأَقْلَامُنَا عُوَدُ المَشَانِقْ..هذِي هِيَ الأَثْوَابُ تَنْزَعُنَا عَنِالجَسَدِ المَرِيضِ، وَذِي افْتِرَاسَاتُ النَّظَرْهذَا هُوَ الفِكْرُ المُعَادُ، وَذَا غَرِيبٌ لَيْسَ يَدْنُو مِنْ تَفَاسِيرِ الخَبَرْسِرِّيَّةُ الأَرْقَامِ تَدْخُلُ فِي الجُيُوبِ.. تَوَاكَلُواقَدْ يَقْصِمُ الشُّعَرَاءُ ظَهْرَ قَصِيدِهِمْنَحْوَ السُّعَالِ إِذَا تَرَتَّقَتِ الثُّقُوبُ النَّابِذَاتُ مِنَ الجُيُوبْ،أَوْ أُخْرِجَ التَّهْرِيجُ مِنْ خُرْمِ الوَطَرْ.4.لَمْ يَلْبَثُوا فِينَا إِلَى طُهْرِ الكَلَامِ، فَدَاجِلٌمَعْنَى النَّشِيدِ، مُنَافِقٌزِيُّ المَعَانِي، حَالِكٌوَرَقُ الصُّوَرْ..لَمْ يَظْهَرُوا إِلَّا لِأَحْلاَمِ الظُّهُورِ، مِدَادُهُممِنْ آسِنِ الأَمْوَاهِ، لَوْ مَا شَابَهَ الشُّعَرَاءُ شِعْرَهُمُ لَمَاكَانُوا عَلَى صِدْقِ الحَقِيقَةِ أَوْ عَلَىلَوْنِ البَشَرْ..إِنِّي أُفَسِّرُكُمْ جَمِيعًا؛ حَيْثُمَاحَطَّتْ مَنَاقِيرُ الأَصَابِعِ فَوْقَ أَطْرَافِ الجِهَاتِ، وَحَيثُمَالَاحَ الثَّمَرْ..تَتَبَدَّلُ الخُطُوَاتُ، فِي حَذَرٍ، إِلَى حَشْدِ المَشَاهِدِ؛مَشْهَدٌ وَهُوَ الثِّمَارُوَمَشْهَدٌ وَهُوَ الفِرَارُوَمَشْهَدٌ وَهُوَ الظَّفَرْ..لَا تُبْحِرُوا فِي سَاعَةِ الظُّلُمَاتِ، عَنْ رِجْسٍ، وَلَا تَثَّاقَلُوافَوْقَ المَقَاعِدِ، قَادِمٌ شَوْكِي إِلَيْكُمْ:يَا أيُّهَا الشُّعَرَاءُ مِنْ خَلْفِ الزُّجَاجْيَا أَيُّهَا الدُّخَلَاءُ مِنْ سَقْطِ السِّيَاجْيَا أَيُّهَا النُّدَمَاءُ فِي كَأْسِ الخَرَاجْيَا أَيُّهَا الثُّقَلَاءُ فِي زَيْتِ السِّرَاجْهذَا خِطَابِي قَائِمٌ فِي بَابِكُم، وَهُوَ الرِّتَاجْ.