أحلامٌ في سِدْرَةِ النِّسْيَانْ
عَانِقْ صِغَارَكَ يا حِصَارُ مِنَ الرَّدَى
وطَنِي عَلَى نَهْرِ الأَسَى ظَمْآنُ
اصْعَدْ عَلَى يَخْتِ الهُجُومِ مُفَخَّخَاً
إِنَّ الضِّفَافَ يَقُدُّهَا الخِذْلانُ
اعْزْفْ رَصَاصَكَ فالهَوَاءُ مُسَيَّجٌ
هَذَا الأَنِيْنُ بِسَاحِلِي أَلْحَانُ
لَمْ تَعْتَرِفْ حِيْتَانُهُمْ بِنَوائِبِي
فِي الليلِ تَرْفَعُ كَفَّهَا الخُلْجَانُ
يا أُمَّ إسْمَاعِيْلَ أَهلِي شُرِّدُوا
مَاذا سَنَفْعَلُ بَيْنَنَا ثُعْبَانُ !
مِنْ تَحْتِ قَوسِ النَّارِ يَنْهَضُ صَبْرُهُمْ
ودُمُوعُهُمْ ضَاقَتْ بِهَا الأكْوَانُ
هِيَ صَيْحَةُ الحَلَّاجِ تَجْرَحُ صَخْرَةً
هَبَّتْ تُرَمِّمُ صَوتَهُ الغُدْرَانُ
الآنَ سَلْمَى آيَةٌ للصَّابِرِيْنَ
نَبِيَّتِي أَنْفَاسُهَا قُرْآنُ
نَصَّبْتُ دَمْعِي للسَّنَابِلِ جَدْوَلاً
واسْتَبْسَلَ الزَّيْتُونُ والرَّمانُ
خُذْ صَرْخَةَ الفِسْفُورِ مِنْ أَعْصَابِنَا
نَحْنُ الحِكَايَةُ جَدُّنَا كَنْعَانُ
وكَأَنَّهُمْ لا يَعْرِفُونَ خَرِيْطَتِي!
فَبِعِطْرِهَا تَتَحَالَفُ الأوطَانُ
صَعَدَ التُّرَابُ مُضَرَّجَاً بِدِمَائِهِ
والأَرْضُ تَصْرِخُ في االثَّرَى غِيْلانُ
فِي كُلِّ حَانَاتِ العُرُوبَةِ زَهْرَةٌ
مَدْفُونَةٌ يَجْتَاحُهَا النِّسْيَانُ
يا شَهْرَزَادَ الصَّبْرِ أَيْنَ مَوانِئِي؟
والبْحْرُ يَهْتِفُ دَمْعُكُمْ إِنْسَانُ
والبُرْتُقَالُ السَّاحِلِيُّ مُرَابِطٌ
بَيْنَ القَذِيْفَةِ والدِّمَاءِ بَيَانُ
ذَبَحَتْ سُيُوفُ الغَادِرِيْنَ بَلابِلِي
والشَّرْقُ يَسْرِقُ نِفْطَهُ الشَّيْطَانُ
قُولُوا لِقَارُونَ الجَدِيْدِ وصِيَّةً
هَذِي البِلادُ كُنُوزُهَا نِيْرَانُ
إِنَّ الهُنُودَ الحُمْرَ إِخْوَةُ حُزْنِنَا
ونَشِيْدُ (هاتيكفا) لَهُ غِرْبَانُ
أُمُّ الحَضَارَةِ غَزَّتِي مِيْلادُهَا
قَبْلَ الوُجُودِ ورِيْحُهَا رَيْحَانُ
إِنَّ اليَهُودَ جَهَنَّمٌ فِي حَقْلِنَا
واليَاسَمِيْنُ تَجُرُّهُ الأَكْفَانُ
وطَنِي يُسَجِّلُ فِي الحِدَادِ ذُهُولَهُ
كُلُّ الكَوَاكِبِ عِنْدَهُ تِيْجَانُ
بِالأمْسِ فَرَّ المَوتُ مِنْ أَكْفَانِنَا
كَمْ نَكْبَةٍ شَابَتْ لَهَا الغِلْمَانُ
يا أُمَّ هَاشِمَ والشَّهَامَةِ كُلِّهَا
أَنْتِ النِّبُوَّةُ عَزَّهَا الرَّحْمَنُ
مَاذَا أُفَسِّرُ والثَّكَالَى لُطَّمٌ !
أُمِّي وأُخْتِي إِنَّهُ الحِرْمَانُ
سَرَقَتْ جُيُوشُ الجِنِّ طَوقَ حَمَامَتِي
والرِّيْحُ يَهْتِكُ عِرْضَهَا السُّلْطانُ
خُذْ هِجْرَتِي كَي لا تُعَاتِبَنِي الخُطَى
كَالزَّيْزَفُونِ يَهُزُّنِي البُرْكَانُ
مَلِكٌ عَلَى شَرَفِ الذَّبِيْحَةِ سَاخِرٌ
كَذَبَ المُلُوكُ لِأَنَّهُمْ كُهَّانُ
مِنْ لَعْنَةِ التِّلْمُودِ جَاؤوا كُلُّهُم ْ
هُمْ لِلنَّذَالَةِ خِسَّةٌ وهَوَانُ
فَأُنَازِلُ الدُّنْيَا ولَمْ أَخْشَ الأَسَى
واسْتَنْفَرَتْ لِجِنَازَتِي البُلْدَانُ
هَذَا المُتَوَّجُ بِالنُّجِومِ مُحَمَّدٌ
في القُدْسِ قَدْ صَلَّتْ لَهُ الأزْمَانُ
جَيْشٌ يُوَرِّثُ للفَرَاشِ سُمُومَهُ
وبَيَادِري فِي غُصْنِها طُوفَانُ
لِي قِبْلَةٌ للذَّبْحِ فَوقَ صِرَاطِنَا
والشَّمْسُ شَقَّتْ ثَوبَهَا الأَشْجَانُ
في اليَّمِّ أَلْقَتْ قَلْبَهَا وتَقُولُ لِي
الآَدَمِيَّةُ خَلْفَهُ سَتُهَانُ
يا أُمَّ مُوسَي ألْفُ فِرْعَونٍ هُنَا
وهُنَاكَ يَرْجِفُ جَانِبِي هَامَانُ .