الخميس ٢٥ آذار (مارس) ٢٠١٠
بسطة كتابة على رصيف «الأيام الثقافية»
بقلم عبد السلام العطاري

أصوات جديدة ورصيف مزدحم بالمنتظرين

ملاحظة وملاحقة

البسطة فعل ثفافي جماعي بدأ بفكرة فردية آلت إلى شراكة بين الكاتب والمكتوب عنه والقارئ الذي يتابع ما تنتجه البسطة. وصحيفة الأيام التي نسجل لها هذه المأثرة الجميلة التي حققت بها صوابية فعل الصحافة الثقافية، والعودة الى دورها الحقيقي بأن تكون على مسافة واحدة من الفعل الثقافي الفلسطيني، ولعل «الأيام» التي فتحت صفحاتها لـ "بسطة" معن سمارة الكتابية ليتناول من خلالها أقلاماً شابة باتت تورق فعلها الابداعي على صفحات الفضاء السيبرني (الإلكتروني) وحفرت بصوتها وصورتها حقيقة ان فلسطين ولاّدة إبداع يستحق ان نرى التماعته في سماء الثقافة التي باتت على غير ما هية وما كانت عليه عندما كان الفعل الثقافي الفلسطيني المحرك الأساس للثقافة العربية وبوصلة يُهتدى بها وتضيء سدوم الكون من خلال أعلام برزوا وعلوا بسماوات الوعي والفكر الانساني والوطني، وليس غريباً ان تكون مبادرة "بسطة كتابة" من جيل ورث الابداع، ولعل الكاتب معن سمارة ابتدع وسنّ سنة ثقافية حسنة ليجعل من أعمال وكتابات منال مقداد وغياث المدهون وطارق العربي وفيروز شحرور ورائد الوحش وغيرهم وغيرهم من أسماء سيكون لها شأن كبير في عالم الابداع، ويحفزها ويورّطها من أجل أن تبدع وأن تخلق رسماً مبدعاً محاكاً بخيط الرغبة الأكيدة لاخضرار مواسم ثقافة عالية، يؤتى حصادها المحصن من التهميش والمغلف بالإبداع البعيد عن التوتر والقلق المتكئ على جذر ثقافتنا الممتد منذ ان تهجى طفل كنعاني حروف التاريخ.

لون آخر لصباح الثلاثاء

ولعل «بسطة الكتابة» التي خرجت من مدينتها ومن قطريتها لتصبح محط اهتمام القراء والكتاب والادباء العرب وخاصة على فضاء (الفيس بوك) المحطة السيبرنية «الالكترونية» الأهم في عالم الفضاء بما لها وعليها، حيث اصبحتَ ترى بسطة سمارة او لنقل بسطتَنا الابداعية نافذةً جميلة تطل على المشهد الثقافي الشبابي في فلسطين من خلال متصفحه (الثلاثائي) تتناقلها الاسماء وترفعها بمحبة نتاج ما اصبحت عليه هذه «البسطة» التي رفعت أيضا معنى البسطة من رصيفها المحصور ومن اختلاط النفيس بالرخيص الى اثمن ما فيها من اسماء جميلة نراها ونحتسي معها صباح كل ثلاثاء فنجان المحبة والاستمتاع بما تحمله من نصوص شعرية وسردية وقصصية وغيرها، وربما ان البسطة بما افهمه ستخرج قريباً لتشكل حالةً إبداعية سواء في عالم الفنون أو في مجالات ثقافية أخرى، وهذا بتقديري سيمنحها دوراً هاماً من خلال هذا التنوع الجميل، ولذلك وجدنا العديد من الأقلام العربية التي تحرص وما زالت تحرص وتحرّض على استمراها وبقائها، وربما يؤكد ما ذهبتُ اليه الشاعر العراقي عبود الجابري الذي وصف البسطة بأنها «دليلنا اليهم وخارطة تدلنا عليهم» اي هذه الأصوات الفلسطينية الشابة، وليس بعيداً عن الجابري ما يقوله الكاتب الفلسطيني المقيم في ألمانيا سامر عبد الله: لن أقول إلا شكراً لكم...لقد جعلتم لصباحي لوناً آخر...وجعلتم لروحي مسكناً بين كلماتكم...

ويضيف عبد الله باشارة واشادة واضحة لصاحب البسطة : «أهلوس عن مزايا بسطتك وما اعطتنا عن أدباء لم نكن نحلم في المنافي بقرائتهم لولا بسطتك، وأقول لك لقد رمت بسطتك حجراً في المياه الثقافية الفلسطينية الراكدة وبدأت دوائرها تتسع الى اوسع مدى... وآن الاوان لوقف معاركنا الدونكيشوتية والبدء في تأسيس مشاريع تُعنى بنشر ثقافتنا وبأشكال خلاقة ومتعددة منها بسطتك الجميلة».

ولعل هذا الاشارة التي ينتهي بها سامر عبد الله الذي رأى مشهداً ثقافياً فلسطينياً من خلال (بسطة كتابة) تؤكد الحرص والرغبة على بقاء هذه البسطة مشتعلة ومتّقدة ومنحازة للاصوات التي لا تستطيع الوصول إلى صحافتنا الورقية لتكون ذات يوم محط اهتمام نقّادنا واصحاب الشأن الثقافي الفلسطيني الرسمي والأهلي الذين ما زالوا بعيدين عن القاع اليومي للثقافة وعن ولادات ثقافية باتت تضيء حديقةً وحقيقةً وعيناً، خاصة في ظل مرحلة يتلبسها الضبابُ وعدم وضوح الرؤية، وعوضاً عن الالتفاتة والانتباه وإيلاء الأهمية لهذه الولادات التي تحتاج إلى دعم ورعاية ينشغل المهتمون بهذا الشأن بمصائرهم وقضاياهم الخاصة.

بسطة تجديد وتذكير

ولعلني رأيت كما رأى غيري أن بسطة الكتابة جاءت كنقطة ضوء تشعل صعيدين، أولهما:

التجديد في عالم الكتابة الصحافية وتناولها لأصوات جديدة ومهمشة ايضا أو هامشية احياناً لترفع معنى «البسطة» من فعل القاع الشائك والمختلط إلى رفوف الصحافة وجلوسها على قمة صفحاتها لترفع عين القارئ ليرى أكثر بوضوح قاع ثقافتنا الممتلئ بنقاء وصفاء لم تعكره اختلاط الرؤية والرؤى.

وثانيهما: هو للتذكير، ولعل ما ينفع وينتفع بالذكرى بأنه فعلٌ فردي وإرادة واعية مدركة لأهمية (مَن يكتب مَن) في ظل غياب الدور الرئيس للجهات الرسمية والأهلية المعنية بالفعل الثقافي الوطني الفلسطيني. ولعلنا اكثر من غيرنا نملك أجساماً رئيسة وأهلية يتطلب منها توفير الحد الأدنى من مقومات الحياة الثقافية، فهناك وزارة الثقافة الفلسطينية، دائرة الثقافة والإعلام بمنظمة التحرير الفلسطينية، بيت الشعر الفلسطيني، المجلس الاعلى للثقافة والفنون، اللجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة والاتحاد العام للكتاب والادباء الفلسطينيين، هذه المؤسسات الرسمية وشبه الرسمية التي من واجبها ان ترعى وتصون الثقافة الوطنية الفلسطينية وإن اختلفت وتفاوتت الأدوار والإمكانات بينهما.

ليأذن لي أصحابُ تلك المؤسسات ان اجرّمهم وان احمّلهم مسؤولية هذا الترهل والتكاسل وعدم المأسسة التي لن تبني ثقافة وطنية في ظل حالة غياب و(تطنيش) المسؤولية، رغم معرفتي ان البعض منهم ما زال يبذل كل ما بوسعه من أجل أن يكون على قدر من تحمل أعباء المسوؤلية، ولكنها هي المسوؤلية التي تتطلب منا أن لا ندخل في تفصيلاتها الآن، وربما نأتي عليها لاحقاً في سياق من انتفضته ونفضته بسطة كتابة، وليس الهدف هنا أن أذكر أو أذكّر بقصور بعضها في ظل اجتهاد البعض منها، وأقول كما يقولون ... رحم الله الامكانات وما تيسر منها وما توفّر، ولعل الثانية ما جئت بها إلا لأقول أن هذه البسطة البسيطة استعادت الذاكرة واستدعت المسؤولية لاعادة مجلات أُعدمت وانتهت بقرار وتجاهل قيمتها وأهميتها أو بحجة غياب التمويل عنها.

إن هذا الفعل (البسطجي) البسيط خلق حالةً أبسطتنا وأفرحتنا ودقت جدران الخزان ــ مأثرة مقولة راحلنا الشهيد غسان كنفاني- من جيل وسط الجيل الذي أُثقل بالهموم وبالقضايا التي أشغلته وشاغلته عن همنا اليومي وهي الثقافة جدارنا الأول والأخير، وربما بدافع الأمل اقول ان ثمة انتباهة ستأتي وأنا المتفائل دائماً وأبداً، وإن كان الشك يراودني ويزاورني ويزورني أحياناً أنهم ينتبهون أو انتبهوا إلى هذه البسطة التي يعلو صوت أصحابها صباح كل ثلاثاء وتثير نقعها وصهيلها و ضجيجاً وحراكاً.

عيار ثقيل ... ولكن ..؟!

وهذا ما أراه مرةً أخرى بما ذكره الشاعرالشاب طارق العربي الذي يقول: ( البسطة بالنسبة لي من أهم مراحل الثقافة الفلسطينية، وهناك من البعض الذين يريدون اغتيال الثقافة في فلسطين، ويريدون سرق الهوية من أصحابها وحماتها، يريدون سرقة فلسطين وحلمنا بها، ثمة بشر يريدون تخريب الذائقة الادبية في فلسطين لأنهم كبار يستطيعون خلق شاعر من لا شيء ويستطيعون إعدام شاعر بحرف).

إذا كان هذا رأي العربي الشاعر الشاب يكتب قصيدته بماء الرمان وحبر التعب في سوق يكتظ بكل الأصوات إلا صوت القصيدة، حلمه أن رأى اسمه يزين صحيفة "الايام" وقصيدته ترى النور على صفحاتها، وكل هذا بفضل بسطة الكتابة وبانتباهة معن سمارة.

إذا كانت هذه البسطة العيار الثقيل الصحافي الثقافي الذي يدق جدران الخزّان، خزّان الثقافة الفلسطينية كما يقول الكاتب زياد جيوسي فإن المتابعة الفلسطينية والناشطة الإجتماعية إلهام الحاج المقيمة بدولة الإمارات العربية المتحدة تذهب إلى أن البسطة خلقت حالةً فعل ليس ثقافياً فحسب، بقدر ما خلقت حالةً من التواصل الاجتماعي بين اصحاب الشأن الأبداعي كل في مجاله وهمه واختصاصه، ولعلني أتفق تماماً مع ما تقوله الحاج أن البسطة ليست فعلاً ثقافياً وجدت فقط على صفحات "الأيام" الثقافية بقدر ما خلقت حالة من التشبيك والتعارف بين القارئ والبسطة وما وجد عليها من بضاعة قصصية وشعرية وحكايات يفردها لنا سمارة من خلالها.

تماماً، هذا ما أجده بقول الكاتبة الشابة من مدينة غزة منال مقداد بأن البسطة هي خيارنا بعد ان غابت خيارات الفعل الثقافي.

تماماً هذا هو الخيار والصوت الذي يبسط ذراعيه ليس على حدود رام الله أو جغرافية الوطن، وهذا ما اتفق به مع طالبة تكنلوجيا المعلومات في جامعة النجاح ولاء صلاحات التي رأت بها حلم الابداع ورأت بها انها تقرأ أقرانها وأسماء جديدة شدتها البسطة إلى قصائدهم وكتابتهم وهي المنتبهة لهذا بحكم ايغالها بدراسة الفلسفة وعشقها لها إضافة إلى ولعها بالنظم المعلوماتية، فإذا كانت ولاء تقتات كما تقول من حلم البسطة وتتابعها بشغف وتترصدها لأنها جاءت بسياق ينسجم تماماً مع تطلعات جيلها في جامعة النجاح، كما تقول صلاحات «إن هذه البسطة أصبحت من حقنا وجزءاً من يومنا» الثلاثاء. وقد بادرت صلاحات ببناء موقع خاص بالبسطة على صفحات (الفيس بوك) زاد عدد مشتركيه حتى اليوم عن الـ 700 مشترك من مختلف الأقطار العربية.

ثلاثاء «الأيام» صباح بلا حدود

وربما هذا يستدعي من وجهة نظري أن لا قرار عن التراجع ولا قرار عن التوقف، والاستمرار أصبح ضرورياً كي تبقى هذه الفكرة تولّد وتفرّخ أفكاراً أُخر، فالبسطة التي كانت أولى حلقاتها تشير الى انها جزء من خمس حلقات، وأن "الأيام" سوف تكتفي بهذا القدر، ولكنها عند الحلقة الثانية، وهذه مأثرة لا بد من ذكرها للصديق الشاعر غسان زقطان، الذي رحب بالفعل دون حدود لهذه البسطة ودون توقف، وكذلك أُدرك معنى التعب والجهد الذي سيكون على صديقنا معن سمارة، لذلك يتطلب هذا منا جميعاً رفد هذه البسطة بالدعم والمساحة التي تتحرك بفضائها حاملة قبسها الذي يضيء صفحات "الأيام"، وعلينا ان نجترح ونقترح ونساهم في رفع التعب والعتب من خلال تزكية ما يستحق أن نبسطه على ركح البسطة العامرة.

هذه البسطة العامرة، تستدعي منا جميعاً ان نرفدها بما تيسر من نشر وانتشار، وان نساهم وبمقدورنا ذلك، بترشيح الاسماء التي تستحق ان يتم ترسيخها من اجل التواصل مع محيطنا العربي والدولي، فهي اصبحت نافذةً يطلون من خلالها علينا، ويرون شموس اسماء جديدة تكتُب وترسم وتغني، وليس غريباً أن تقول هذه المختصة بالعمل المسرحي عفراء بيزوك من سورية الشقيقة: "إنه من خلال بسطة الثلاثاء بتنا نطل على فلسطين كل فلسطين بوطنها وبشتاتها، ونسمع أصواتاً جميلة ونقرأ مشهداً ثقافياً حيّا" و"نحن نتواصل مع فلسطين عبر هذه البسطة".. تضيف بيزوك.

إذا كانت البسطة نافذة فلسطينية ثقافية على العالم كله وعلى محطينا العربي، وهذا ما يشاطر به الكاتب المغربي عبد الصبور عقيل الكاتبة عفراء بيزوك بأنها أيضاً تطل على شرفات الاطلسي هناك في المغرب العربي، تماماً كما نطل نحن هنا على إبداعات الشباب الفلسطيني كما يقول الصحافي محمد عطايا.

هذه النافذة التي توسمَت بها الأصوات الجديدة أملَها وعقدت عليها أصواتها ويدقون ليس فقط على ابواب جهات ثقافية رسمية بقدر ما هو الانفتاح على نوافذ الأشقاء والأصدقاء، وهذا بالفعل يجعل من حالة الترهل حال انتباهة لأصحاب القرار الثقافي الذين ينتقدون ولا يصلهم ربما الانتقاد او لا يسمعون او يحتارون حال ارتطام صدى الصوت بآذانهم.

وسام جودة الباحثة الاجتماعية والمهتمة بمتابعة البسطة عبر صفحات "الفيس بوك" تذكر بما نذكره عن حالتنا الثقافية، وكلها أمل بعدم التخلّي عنها كما تقول، وتشير هنا إلى حالة أصابها الوهن "كلنا نعرف الحالة الثقافية المترهلة التي نعيشها وتحديداً على مستوى المؤسسات الثقافية أي كانت مسمياتها فكلها تدور في دوائر مفرغة دون أن ترتقي بالمستوى الثقافي الفلسطيني، ولكن بفضل "بسطة كتابة" أنير جانبٌ جميل للمبدعين الشباب الذين لم يفكر في دعمهم أو تبنيهم أحد تحديداً من قبل اولئك الذين من المفروض ان يكون هذا جزءاً أساسياً في مسؤوليتهم تجاه الابداع والثقافة، والرقي بالمشهد الثقافي وليس فقط التغني به ...إن كانت البسطة في بدايتها ملكا فرديا وفكرة أحادية فهي الآن ملك لكل الذين قدمت ولم تقدم بعد نصوصهم .. هي ملك لكل المؤمنين بالفكرة وبالمبادرة ذاتها ... هي تأسيس جميل لحالة ثقافية نتمناها ولمستقبل ثقافي نريده..

هذا الفعل الإبداعي الجميل الذي يثري وينمي واقعنا الثقافي الذي بات في غياهب اولويات المسؤوليات، سيجد، بتقديري، مكانته وسط ركام وحطام لم يكن بسبب دهم او تدمير خارجي بقدر ما كان فعله نتاج انشغالنا بفواصلَ ذاتية انانية خاصة جداً، وهذا لا يعني ان لا نعترف به ولكن علينا ايضا ان نعترف بما يبتكره ويبتدعه افراد يحرصون على ايجاد حياة ثقافية رصينة ومحصنة. وهو ما يؤكده انس العاقل، مخرج وممثل مغربي وأحد المهتمين والمتابعين لشؤون بسطة كتابة في مداخلة له حول إحدى حلقات البسطة بأنها: (أصبحت شراكة وفعلاً جامعياً بصوت فرد اتقن حسبته فكان رصيف جريدة الايام محطتها... وان البسطة رقصة جميلة في مأتم دائم ومشهد بكّاء).
فإذا كانت البسطة منارة وإضاءة رائعة، يقول الشاعر الكرمي احمد الأشقر، فهذا يؤكد ما تقوله الفلسطينية ميساء سمهوري المقيمة في الأمارات العربية المتحدة وهي تخاطب صاحب البسطة سمارة: نحن ننتظر عملا وجهداً منتظماً وجاداً كهذا.. الكل يكتب هنا عن نفسه، وأنت تكتب عن الآخرين، فتمد جسوراً بين جميع الجهات وإلى أرجاء متعددة وبعيدة.. فلا تبخل بهذا الجهد والعمل النبيل الرفيع علينا الذي يضيء عتمة الثقافة الملتبسة.

سماء داكنة تضاء بمصابيح اصواتهم

وهذه السماء الداكنة تضيئها بسطة كتابة وهي أشعة شمس تشرق من عيون أجيال تستحق أن ترى النور، يقول الشاعر التلحمي طلعت شعيبات، الذي يخاطب سمارة أيضا: «أقول ذلك وأنا على يقين أن بسطتك لن تقيم الدنيا ولن تقعدها ولكني أؤمن بأن الفعل أي فعل أفضل من صمت المقابر».

الفنانة التشكيلية اللبنانية ماجدة ناصرالدين؛ لم تقرأ الفرح فقط في كتابات الأصوات الجديدة أو في سياق تقييمي، وإنما ترى ملامح الحب والشوق المجبول بأحزان الحصار، وأن هذا الفضاء الرحب يتسع لهم من خلال ما تفعله بسطة كتابة من خلال جريدة الأيام.

إذا كانت ماجدة ناصر الدين ترى بارقة فرح مدمعة فإن جو غانم الشاعر اللبناني يثق ويؤمن بان اهمية مثل هذه المحاولات التي تخلق حالة جميلة وتشعل حرائق تدفئ وعي القارئ وتحفز الاهتمام بها رغم كل الصعوبات التي قد تعترض اي فكرة هنا وهناك.

منطلق ما كان هنا ومن خلال قراءتي ليس للبسطة فحسب وانما من خلال متابعتي للأصدقاء عبر الفضاء، وما لمسته من اهتمام كبير جدا وعالٍ، وان بسطة الكتابة ليست هي بعينها وانما ما أحدثته من فكرة وموج يضرب شاطئ اهتمامانا، حفزّني ان اشرك ما كان من مداخلات لبعض الاصدقاء والذين ربما بعد هذه الأفكار تحفزهم وتدفعهم من أجل الكتابة حتى تتحد العين برؤيتها لقرص الشمس الكبير... الشمس التي لن يغطيها غربال عدم التفاتتنا واهمية ما يحدث،، فالصوت يلج من اعماق الشوق لحياة تكتب عن الحياة، وليوم يحيك عباءة الغد لنمضي معاً الى مستقبل جميل.

فإذا كانت الشمس لا ترى من الغربال والبسطة لا يسمع ضجيجها، والاصوات التي تنشد وتكتب وتفعل وتحرك وعيها لا تثير غضب بحر ثقافتنا، فإذاً ثمة صمم وعمى، وعلى الدنيا السلام.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى