السبت ٧ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
بقلم
قطرة ماء تجف عند انتصاب العمر
نمْ بُنيّ ... ودَعْني أحرسْ هذا النُّعَاسَنَمْ بُنَيّ... ودعْني على ليلِ أهدابِك المسبلاتِأَحْرُسْ نومَكَ فوق التَّرابِوَتَحْتَ التَّرابأفاوضْ هذا الظّلامَأروِّضْ لكَ الكوابيسَالعَادياتِالغادياتِأبحثْ عن هدنةٍ معَ الجيوشِ المتربّصةِ بجسدِكَ الغضِّبستٍ وعشرين قرنفلةٍ ما كانت كافيةًلأنْ ينتهي الخيالُ من لعبتِهِ المحمومةِمن رغوةِ أحلامِهِ في الدّخولِ إلى دنيا القرنفلِوالزنجبيلِ وعطرِ الغلالاتِ والحريرِويستسلمُ للواقعِ المتربّعِ فوقَ هاويةٍ من فراغٍ...كنّا وحيدين ليلَ الأمسِلم أنسَ بعدُ عناقَ اليدينكيف انسلّتْ روحي خلفَكَحين أطبقتَ عينيكرويداًرويداًلتهيمَ في غربةٍ داكنةٍوتقذفُ قلبي لصحراءٍفوقَ صحراءٍتحت صحراءٍفكيفَ أفجّرُ نبعَ المياهِ لأزرعَ حولَ سريرِكَ الأبديَّكروماً وتيناً ليسّاقطَ رمانُ قلبيوالجحافلُ أقبلتْ تتركُ كلّ الأرضِ،وتنفذ لتأكلَ هذا اليابس النابضِ بالخوفِوالغربةِ الحامضةِتقضِمَ تفاحةَ ضلعي،تنخّلَه حتى يصيرَ حفنةَ رملٍ.يا طريّ الأجنحةِيا نجمةً أسرجت الروحَ ذات مساءٍوغارتْ في حلكةٍ معتَّقَةٍلماذا ما هيأتَنِي لصفعتِك الماحقةما قلتَ لي أنّك ضيفٌ خفيفٌ طريٌّما قلتَ لي يوماً:وقفتْ عليكَ أغنياتي و ممتلكاتُ الحنينِ؛وأنّك قطرةُ ماءٍ تجفّ عند انتصابِ العمْرِوقبلَ اكتمالِ القمرِلتتركَ لي ليلَ الكآبةِ والذّكرياتِ.يقولُ قميصَككانَ هنَاوفراشَك المبعثرَلا زال دفئاً مشعاً برائحة العرقِ النديّ... يشعلُ حرقةَ الصَّدرِ فيَّفأطلقْ آهةً تململُ هذا الفضاءَواتركْ شيئاً من صوتِك السّاخر المرِّلا شيءَ أمنحُكَلا شيء هنَاسوى الحزنِوالفجائعِ الممتدّةِ من نبضِ الوريدِإلى شهقةِ الصَّوتِسلاماً يا غرفة قلبي ..رحلتَ وانغلقَ القَبْرُوارتّجَ الليلُعضّ القلبُ على الرّملِ طويلاًواختصرَ الصّمتَلتكونَ قطرةَ ماءٍ تجفُ عند انتصاب العمر.