أغمضت عيني
١
أغمضت عيني
في هدوء متخيلةً الألم في عذابات الانتظار
تأتي متربصاً
تتسلق مشاعري
لتعتريك رجفة الارتجال
تأتيني كستارة لزجاج قلبي
ترضي غرورك
وتتجاهل لقاءنا المؤجل
أنت كل ما أحتاجه في ليلتي هذه
ألوذ بك من الشياطين
ومن تقدست أسماؤهم
أشكر الله على غيابك
أحفر ذاكرتي بحثاً
عما يرضيني
ليس ثمة رجاء
أو حزن مطرود
كنت قد نسيت اللحن
أبعدته مرغمة لأرصفة بلا شوارع
أحتاج إلى عام أو أكثر
ربما مائة من الذكريات لا تكفي
لتجاهل وجودك
فكيف بتجاهلي رحيلك؟
٢
أين الليلُ في هذه الليلة
أحتاج إلى قتلةٍ باسم الحب
إلى نبوءةٍ أخيرةٍ علني أنتقل بها إلى جحيم روحي
أحتاج إلى آخر غيمة مطر
وآخر نوتةِ موسيقى لتعزفني
إنني كضوء الرصيف
أبكي عند فاصلة الكلام
هذا مساء الأسماء
تناديني باسمي
وأناديك بما أشاء من الألقاب
أثقلت أجسادنا هذه الأسماء
تخترقنا رصاصتها
كم من رصاصة أحتاج لأذهب إليك
بإتقانٍ نتبادل عزاءنا وفرحنا
من أوهمك أنني سأطرق بابك ثانية
بعنف كما قبل
محملةً بالأماني والأحلام
ليس ببالي غير أن أقسّم الشمس قطعاً مبعثرةً
لألهو بها وأرسمها كما أريد
لأحترق بها حين أشاء
منذ فترة لم أختر هواياتي
لم أحجز مقعدي في السينما
لم أنفض غبار الأيام عن كاهلي
وقد أرهقني الألق
تبحث عن روعة الحياة
وأبحث عن فتنة الموت
لأقايضك بفراشات امتلأت أفواهها بالحب والياسمين
وأشباهك الطيبين في الغدر
رأيتك في حمى وجودي
تبحث عن لهيب أخريات
كنت أجمعك كلما سارعت ببلوغ اعترافك
فلا أنت تصل ولا قلبي
أظنك الآن ألقيت قناعك
الذي وصفهن بالغاويات
وأخذت معطفي سريراً لك
٣
بالأمس غيرت أصدقائي
ولون شعري
وامتلكت خيالاً لليلة واحدة
وصوتك لدقائق
لا يقاسمني الوقت سوى خيالي
تلاعبت بأوتار المساء
ووضعت صوتك على وجه آخر
وقلب آخر
واستبقيتك معي
أحبك وأنت صامت
لأنك صريح حينها
جعلتك جسداً بلا صوت
لتشبه الروح والدهشة
تركتك للصدفة تلملم أجزاءك
وبعضاً من ذكرياتي
اختصرت بك فرح الحياة
وروعة الوقت
مع انسياب خيوط الليل
لأتابع
تفاصيل النعاس والأحلام
إثارة النجمات أمام عري السماء
وازدحام الكواكب
لجرعة مفرطة من شغفك
وضجيجك الصامت الصاخب
كموسيقى جاز
تغني الجسد لحنَ خُلود
٤
بحثت عن رائحتك في عشب الأرض
وما وجدت غيرَ خوفك من فراقي
خالدٌ أنت في الخوف والشك
وراحلةٌ أنا خلف الدموع
وبقايا الذكريات
تعبت من الأنين
وترداد نفسي
لا يسعني إلاّ الحنين
إلى تلك الأشياء المليئة بالغدر
فارقني الموت
والورد والمطر المصحوب بالموسيقى
غادرتني البراءة في نظراتي
بعد أن حملتها أعوام عمري
مثقلة بكاهل الوقت
بوصايا عشر صنعتها أنت
وما وجدتها
تخليت عنها
وأهديتني عذب البكاء والألم
سخر الموت مني
تسامر وألمي ما ينتابني
سأتبرأ من حنيني
ومن أعوامي وذكريات رسمتها بالألوان في فضاء عتمتك
بعد أن صعدت سلم همومك
وسقطت كتفاحة الخطيئة
ولكن في فم الموت
أمام خذلانك لي في الغياهب
يكفي أن أدير ظهري
لتبدأ بإرسال الطعنات
لن أفكر في حديثهم
لأنني أريدني كما صنعتني
بعد أن سقط جلدك المتلوِّن بالخطيئةِ
عن جسدي
ولم يعد لي غير غبار وجهك
وبعض ذكريات ماتت
في محراب
ألمك