الأحد ٤ تموز (يوليو) ٢٠١٠
بقلم دارين قصير

الموسيقى الكلاسيكية في أوزبكستان

ضمن الاحتفالات الخاصة بالإعلان عن إطلاق "مركز العين للموسيقا في عالم الإسلام"، الذي سيفتح أبوابه في غضون سنتين تحت إدارة هيئة ابوظبي للثقافة والتراث، تم تنظيم حفل موسيقي جسد انتقال الموسيقى الكلاسيكية في أوزبكستان من جيل إلى جيل وذلك مساء الخميس 1 يوليو 2010 في قاعة ملتقى أسرة جامعة الإمارات العربية المتحدة في مدينة العين بحضور حشد من الصحفيين والمهتمين في التراث.

وأثبتت الحفلة الموسيقية التي تحمل عنوان "صوت النساء من أوزبكستان" أهمية دور المرأة في نقل التراث الموسيقي في العالم الإسلامي، حيث قدمت الفنانة زاميرا سويانوفا التي تعد فنانة الشعب في أوزبكستان تلميذتها ماخفوظا كاريموفا التي تحظى أيضاَ باهتمام شعبي كبير في أوزبكستان لتقوما معاً بتقديم تلميذتهما المطربة الشابة كلارا تورايفا أحد الأصوات الصاعدة في أوزبكستان على الرغم من صغر سنها.

واستعادت الفنانات الثلاث معاً التراث الشعبي الموسيقي لأوزبكستان مصاحباً بعزف الفرقة الموسيقية لهن، كما قدمت كل فنانة منهن أغنيات خاصة بها ترافقها بعض أعضاء الفرقة الموسيقية، ليقنعن الجمهور من خلال الأداء المتميز والجمال الصوتي لهن بما قدمن خلال الحفل من أغنيات وصلت إلى أكثر من 15 أغنية وقطعة موسيقية إلى جانب التصفيق الحار الذي لاقته هذه الفرقة من الجمهور التي بدورها عزفت وغنى أحد أفرادها.

وقد ارتدت الفنانات الثلاث الزي الخاص بالتراث الأوزبكي ليقدمن ومن خلال هذا الحفل تجربة جديدة لجمهور دولة الإمارات العربية المتحدة معرفين بالتالي بالتراث الموسيقي الأوزبكي، ومن الأغنيات والقطع الموسيقية التي قدمت خلال الحفل "سيجوا" (أغنية أوزبكية كلاسيكية من مقامات فرغانة-طشقند)، "فارغونا تونج أوتكونشا (أغنية أوزبكية كلاسيكية)، أغنية خانور" ( أغنية أوزبكية كلاسيكية) وأغنية "علاء" التي هي من الأغنيات الشعبية في أوزبكستان.

وتمثل هذه الحفلة جزءاً من مؤتمر "دور المرأة في نقل التراث الموسيقي في العالم الإسلامي" الذي يعد أحد الفعاليات المرافقة لانطلاق "مركز العين للموسيقا في عالم الإسلام".

وتعد زاميرا سويونوفا، 52، فنانة الشعب بأوزباكستان؛ وهي أستاذ مساعد وزميل بالمعهد العالي للموسيقى بأوزباكستان، انضمت إلى فرقة شهيرة بقيادة غانيجون تاشماتوف اسمها "دوتارتشي قيزلار أنسامبلي" ("مجموعة عازفات الدوتار") وهي لا تزال طالبة. ألّفت زاميرا أكثر من 30 أغنية وأعادت توزيع العديد من الأغاني الأوزبكية الوطنية. أما أشهر ألبوماتها فتتضمن "أين أنت؟" (كايداسان)، و"قلب المرأة" (أيول قلبي)، "لو لم تصدق حبي" (إيشونماسانج محباتيمجا)، وجميعها لا يزال يحظى بشعبية كبيرة بين محبيها. قامت زاميرا بإحياء وتقديم برامج وحفلات في كثير من البلدان حتى يومنا هذا منها فرنسا، والنمسا، وألمانيا، وإسبانيا، وتركيا، وطاجيكستان، وكازاخستان والعديد من الدول الأخرى التي لاقت فيها حفاوة بالغة.

وتعد ماخفوظا كريموف إحدى الأساتذة الرواد في المعهد العالي للموسيقى في أوزباكستان. تشتهر مدينة مارغيلان بأنها موطن أشهر مطربي أوزباكستان. تمثل ماخفوظا الجيل الذي ورث مدرسة زاميرا سويونوفا الغنائية. وقد حازت على العديد من الجوائز في المسابقات الغنائية المحلية والعالمية، منها جائزة "مسابقة الغناء الشرقي." أنتجت المطربة ماخفوظا العديد من الألبومات الغنائية، كما شاركت في العديد من عروض "التوك شو" الحية والبرامج الغنائية في تلفيزيون أوزباكستان. تتمتع المطربة الأوزبكية بصوت طربي رائع وساحر. تغطي مجموعة الأعمال التي قدمتها جميع أطياف الموسيقى الكلاسيكية الأوزبكية ("شاشمقام") والأغاني الفولكلورية.
أمّا الفنانة كلارا تورايفا، التي تخرجت مؤخرًا من المعهد العالي للموسيقى بأوزباكستان وتابعت أعمالها مع مشاهير المطربين، وتسعى للتفوق والحصول على الأستاذية في مدرسة زاميرا سويونوفا الموسيقية. تعلمت كلارا الكثير عن الموسيقى والطرب الشرقي. على الرغم من أنها لا تزال في سن صغيرة، إلا أنها حققت الكثير من الإنجازات. فقد فازت في العديد من المسابقات الموسيقية المحلية كما حازت على تقدير واحترام كبار المطربين في بلدها. أما أهم ما يميزها كشخصية، فهو سعيها الدؤوب وانشغالها المستمر بتطوير ذاتها ودفع مهاراتها نحو التميز في الغناء الشعبي والتراثي.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى