السبت ٥ نيسان (أبريل) ٢٠١٤
بقلم
أفتونا أفادكم الله
حبيبتي اسمُهاقليلُ المقاطع، متينُ البنيانجارتنا كانتْ قبلَ وجودِ الوجدانلا فرقَ بين داريْنا ، لا أبوابَ موصدةٌلا شرفاتٍ تحجبُها أيامنطرقُ حائطاً، سلكاً نعبرُيأتينا الخبزُ والمِلحُوحينا ًيأتينا الماءُ بلا إحساننشأتْ في عروقي جارتنا ، في ناصيتي بلا عنوانكبرتْ ورسم نبعُ البحر على خديها أنوثةونعومةَ رمل الشطآنهامَ الكلُّ بها عشقاً ..عبثتْ بها أيديوتدافعُ عن عِزتها.. تصونُ ، تُهدمُ بعضُ الجدرانِعذبةٌ هي ، تُلقي من يرميها بحجرٍ تمرةصارتْ جارتيزيتونةَ سكير، محرابَ الناسك، وصلاة الرهبانواستعصتْ دوماً في وجه الخطابِأمهروها...قلدوها، بهدايا..حاصرها العرسانترفضُ ، تلعنُ، تصرخ ، فاتَ أوان زواجها، لكنْبقيتْ دوماً معنىًّ مقدساً، كلما زدته فكراً ، زادك غموضاًوحين تُخرِجُ منه معنىًّ ، يُفرخُ معنىًّ جديداًهكذا كانتْ ، وكنت أعرفُها معرفة الأهلِ والدارِوأقدرُها في نفسي وأمنحُها حقَّ الجوارِوظننا جميعا أنها عن الزواج عازفةوبحثتُ أنا عن أنثىتكن لي وطناً وسكناً ، أو عنوانودونَ سابقِ إنذارٍوقبل ليالِ ثلاثٍ بقيتْ من كانوننَبِيتُ ... على آتون، حيثُلا قمر.. لا ضوء..لا شمعاتنسمعُ زغاريدَ، تعانقها الآهاتوتفجرُ جارتي دوي موافقتهالـــــ عريسٍ جاء ليخطبهافارسٌ ملثمٌ، يعرفنا ولا نعرفهيبدو أنها عليه ،كانتْ عاقدة النيةفعلمنا حتماً ، بقصةِ عشقٍ مخفيةأرادَ الكلُّ ليثنيها ، أو يغريها، فأبتْسكبوا تحت قدميها النفط ريالاتٍ.. براميلَ، فتعالتْغازلها الأهلُ، حتى الأعداءُ فما مادتْووسط دهشةِ الجميع ، تعلن جارتي أنهاستتزوج ممن؟ لتنجبَ من؟وفي التوِّ والحالِعُقِدَ قرانها بمأذونٍ سماوي السمتِوشهودٍ من كلَّ أجنادِ الأرضولم يمضِ على الزيجةِ أيامٌحتى أنجبت جارتييا لها من عاشقةٍ! تتزوجُ على غِرةٍ، تحملُ وتُنجبُ في أيامٍ!تزوجتْ جارتي الموتَ ! ورحلت َمعانقة إياه لتنجبَ حماساوتعرينا جميعاً، فبات سادتنا أقزاماًوتركتْ في القلبِ خريطة ، لا تمحوها الأزمانوصارتْ للتاريخ علامة ... بل شامةزادتْ حُسن الحِسانحتى أنها غيرتْ من نواميس الكونفكانت للأرض دورتان ، حول محورها وحول الشمسوالآن... صار للأرض دورة ثالثةتدور حول ( حماس) ، أقصد حبيبتي غزةوأنا بها أهيمُ وأتمنى أن أكونَ ، غزاوي الموطنحماسي المذهب والفكر، حتى الوجدانأصحو على جرس القسام ينادي:أحمل نعشي ..كفني وفؤاديفشكراً ليفنى، شكراً شمعونوجزيل الشكر ومنتهاه لأردوغانفأنا أدركت الآن:أن وحيّاً سماويّاً، أن بناءً ضوئياًفي رحم غزة يحدث جيلاً حمساوياًوالآن أعود أدراجي لأسأل:هل زيجة غزة من الموتِ لتنجبَ حماساً حلالٌ أم حلالٌ؟وهل يمكنُ أن أكونَ ابناً شرعياً لحماس؟أفتونا أفادكم الله.