الاثنين ١٢ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٢٢
بقلم حاتم جوعية

أليفُ الروح

لقد أعجبتني هذه الجملة الشعريّة المنشورة على صفحة أحد الأصدقاء بالفيسبوك: (أليف الروح مُلفتٌ لو بين الحشود) فنظمت هذه الأبيات من الشعر ارتجالا وعلى نفس الموضوع تقريبا:

أليفُ الروحِ ما بينَ الحشودِ
لهُ الأنوارُ شعّتْ من بعيدِ
يظلُّ مُميَّزًا في كلِّ حفلٍ
إذا ألقاهُ حقًّا يوم عيدِ
ويُنعشُ شعرُهُ الأرواحَ دومًا
ويشفي مهجة الصبِّ العميدِ
أليفُ الروحِ نبراسُ الوجودِ
مدى الأزمانِ يحفظ للعهودِ
يعيشُ الدّهرَ في روحي وفكري
يُحلقُ بي إلى دنيا الخلودِ
فلولاهُ لكانَ العُمرُ قفرًا
فيأخذني إلى كونٍ جديدِ
وصالهُ مُنيتي ومآلُ روحي
ستحيا النفسُ في عيش رغيد
هو الأملُ المطلُّ على بلادي
وَعشقهُ للدّيارِ بلا حدودِ
وكرَّسَ عُمرَهُ من أجلِ شعبي
تحدَّى في الدُّجى كلَّ القيودِ
حبيبُ الشعبِ تعشقهُ الغواني
وتمدحُهُ بمعسولِ النشسدِ
وحُلمُ الغيدِ يبقى والعذارى
ونجمُهُ للمعالي في صُعودِ
تعمَّدَ بالضياءِ يشعُّ طهرًا
وتبسمُ حولهُ كلُّ الورودِ
وتاجُ الغارِ فوق الرأسِ يزهُو
وَتخفقُ حولهُ كلُّ البنودِ
تضمَّخَ بالعطورِ وبالسَّجايا
مناقبُهُ لفخرٌ للجُدودِ
ملاكٌ جاءَ في عصر عصيبٍ
يُطهِّرُ ما تراكمَ من صَديدِ
هوَ الإبداعُ في وطنٍ ذبيح
هنا ومنَ الوريدِ إلى الوريدِ
ولم يقبلْ بتطبيع بغيض
ولم يحفلْ بوعدٍ أو وعيدِ
وللتطبيعِ يمشي البعضُ ذلا
وصاروا في هوانٍ كالعبيدِ
نوادي الخزيِ للتطبيع ركنٌ
وفيها كلُّ رعديدٍ حقودِ
وكم من أبلهٍ قد أكرموهُ
ويرقصُ بعضُهُمْ مثلَ القرودِ
وأمَّا شاعر الأرضِ المُفدَّى
يُندِّدُ بالسَّخافةِ والجُمودِ
ولا يرضى بمأفونٍ سَفيهٍ
.. يظلُّ مع المهازلِ في صُدودِ
لقد رفضَ التَّخاذلَ لم يُهادِنْ
وغيرُهُ في التواطىءِ والسُّجودِ
لقد ضحَّى لأجلِ حياةِ شعبٍ
ولم يخشَ الرَّدَى .. نارَ الوقيدِ
بهِ الأجيالُ تفخرُ كلَّ دهرٍ
ترى إشراقة الفجر السَّعيدِ
سيبقى شاعرُ الأجيالِ نورًا
ونبراسًا إلى الأبدِ الأبيدِ
ويبقى شاعرَ الوطنِ المُفدَّى
وتعشقُ شعرَهُ كلُّ الأسودِ
تحدَّى الظلمَ لم يأبَهْ بشرٍّ
تحدَّى كلَّ جبار عنيدِ
وللأوطانِ في دمِ كلِّ حُرٍّ
عُهودٌ للوفاءِ بلا شهودِ
وَإنَّ الظلمَ مرتعهُ وخيمٌ
صروحُ الشَّرِّ تهوي في اللحودِ
وإنَّ الحقَّ لا يُعلى عليهِ
وصوتُ الشرّ يغدُو في هجودِ
سيقى شاعرَ الأحرارِ دومًا
وشعرُهُ للمناضلِ والشّهيدِ
وللحُرِّيَّةِ الحمراءِ يسعى
إليها كم سيعبرُ من سُدودِ
وإنَّ العزمَ بالإيمانِ يقوى
وحقُّ الشَّعبِ يرجعُ بالصُّمودِ
هي الآمالُ تصنعُهَا رجالٌ
تُحقّقُ بالنضالِ وبالجُهودِ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى