أنا على ذمة التحقيق!
تمهيد:
ـ من تعامل بإنسانيته، عرفه الله صدق سلوكه.
نعم، إذا لم ينعكس ما سمعته بتدبر للقرآن الكريم، والحديث القويم، فلا تُراهن على سروري بالتبرير على كل حالٍ!
فكم كبرت بسرعةٍ وبانَّ خط الشيب في لحيتي، ولم ينفعني خضاب الصبغ المنتهي بصلاحيته، ولم أبرح أكذب، وأطمع بذاك الزاد، فأضحكت عليَّ بعض العباد!
أأراني مني إليك؛ فكم تُقدر منك إليَّ المسافة؟!
(يا الله).. لم أكثر من الإيضاح تجاه نفسي هنا؛ لأنني دوماً ما أُحب التطبيل، وأدلس التبجيل.. ولا أدري على أيّ بندٍ أجهر بذلك؛ ألقربي من الله والجنة؛ أم لتوغل لساني في النار وارتهان المنة؟!
فكلما أشحت ضباب الإعجاب الأعمى بنفسي، تبين لي طريق السلامة في غرزة عكازيَّ بهذه الومضات!
أأصابتني الخيبة بعد فوات الأوان برُبما؛ وترنحت في نُكراني بإنما؛ وسخرت من تبياني بريثما؟!
ــ فلا تتعجب حينما تراني أذهب إلى ذلك المأتم، وأرتقي منبر الخطاب، وأطرد الناس من رحمة الله، وكأنني أمتلك مفاتيح الجنة والنار، وتناسيت قول الله سبحانه وتعالى لنبيه الكريم: ﴿فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (٢١) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ )، وقوله تجلى شأنه: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ).
ــ لا تتعجب حينما تراني بكامل صحتي وقوتي وعنفواني، وأحضر مآدب الأعراس والولائم، وكبار السن والشباب والصغار يصطفون خلف بعضهم، ويتبعون النظام لحبهم إظهار السلام.. وأأتي أنا بعد وعظهم بمجلسهم، وأخذ مبلغ أجرتي لكلامي إياهم من دون استحياء أو خجلٍ منهم؛ لمعرفتهم إيايَّ باستصغار عقولهم لجهلهم وسذاجتهم يفرحون (ويتحلطمون سكيتي)، ويقبلون رأسي ويدي بقناعة؟
ــ لا تتعجب ساعة ما تراني أكتنز التمر ببخلي، واستكثر مبلغ مُكالمة وصلي، فهكذا جُبلت على تعليم أبي، وتربيتي لعيالي!
ــ لا تتعجب حينما تراني أكذب وأدلس في كل مكانٍ تكون فيه مصلحتي، وأُدمن بعدها السفر للأماكن المقدسة وثياب العمرة، ولساني دوماً ما يلهج بتواتر الأحاديث القدسية!
صدق من قال: "الفلوس والحباصي طعمها جخ وحلو، والتوبة لاحقين عليها هل بطير.. يكفي نقرأ سورة الإخلاص ثلاث مرات وتكفيك العباله"!
ـ لا تتعجب حين تراني ألون القمر، وأطيب السهر، "واللي ياخذ أمنا يصير عمنا"، كما يقولون!
ـ لا تتعجب حينما تراني أكتب نفسي الآن، فمُحيطي أشد نكايةً لإصلاح نفسي أولاً، كما هو صال وجال بين حروفي والسلام!