الاثنين ١٩ آب (أغسطس) ٢٠٢٤
بقلم حاتم جوعية

إستعراض لقصة الراعي الصغير

مقدمة: الكاتبُ والشاعرُ والفنان والموسيقار الأستاذ يوسف ابو خيط من سكان مدينة الطيرة - المثلث. درسَ العديدَ من المواضيع أكاديميًّا وحاصل على عدةِ شهادات جامعيَة، ومنها في موضوع الموسيقى والفنون. وهو فنان وموسيقي قديرٌ ومتمكِّن، وقد درَّسَ موضوع الموسيقى في المدارس فترةً طويلة حتى خروجه للتقاعد. أصدرَ العديدَ من الدواوين الشعريَّة وكتابا في علم العروض (الأوزان الشعريَّة) وهو الكتاب الاول من نوعه في البلاد فيه شرح مفصل وبأسلوب سهل وجميل ومفهوم لجميع الأوزان الشعريَّة وجوازاتها. وقد كتبتُ أنا، بدوري، استعراضا مطوّلا لهذا الكتاب القيِّم. وأصدر أيضا مجموعة قصص اللأطفال فهو إنسان مثقف وفنان مبدع ومتعدد المواهب في شتّى المجالات، وقد أبدع وتألقَ وحقّقَ نجاحًا وتألّقا باهرًا في جميع الميادين التي خاضهَا.

مدخل: إن قصَّة (الراعي الصغير) الي بين أيدبنا الآن - تأليف: الاستاذ يوسف أبو خيط - تقعُ في 26 صفحة من الحجم الكبير وتحليها رسوماتٌ جميلة وَمُعَبِّرة لمواضيع واحداث القصة بريشة الفنانة إلهام المغيث نزال. والجديرُ بالذكر انَّ كلَّ صفحةٍ في هذه القصة مطبوعة باللغة العربية يوجدُ في الصفحة المقابلة لها ترجمة لها باللغة الانجليزيَّة.

تتحدثُ القصَّةُ عن أحدِ الرعاةِ الذي كان يعتني بقطيع كبير من الخراف إئتمنهُ عليه أهلُ قريتهِ. وكان هذا الراعي موجودا طوالَ الوقت خارجَ القرية في منطقة وعرة ويضعُ قطيعَ الخرافِ في حضيرة يحيطها سياجٌ هش..وأما هو فلهُ صومعة صغيرة بجانب مربض الخراف يأوي إليها وينام فيها، وفيها يقيمُ صلواته ودعواته لله دائما لأن كان إنسانا مؤمنا ويخاف الله. وكان قطيعُ الخراف دائما بتعرض لهجوم شرس من الذئاب المفترسة، وفي كلِّ مرَّة يفقدُ الراعي مجموعة من خرافهِ، وأهلُ القرية لم يهتموا لهذا الامر بشكل جدي. وفي بعض الأحيان كان يتطوَّعُ البعضُ من شبان القرية الذين لا حول لهم (حسب تعبير الكاتب) لمساعدةِ الراعي في التصدَّي لمجموعاتِ الذئاب الشرسة والمتوحشّة التي تهاجمُ قطيعَ الخراف... وكان هؤلاء الشبان المتطوعون الشرفاء منهم من يُجرحُ ومنهم من يقضي نحبَهُ من الذئاب الشرسة أثناء الدفاع عن الخراف.. ومعظمُ أهل القرية لا يحركون ساكنا وكأنَّ الأمر لا يعنيهم.

وحدث في احدى المرات بينما كان الراعي يقودُ الخرافَ إلى أماكن العشب والكلأ جاءت مجموعاتٌ كبيرة من الذئاب المفترسة وهاجمت قطيعَ الخرافِ وحاولَ الراعي بعصاه وبإمكانيَّاتهِ البسيطةِ أن يَصُدَّهَا ويُعرِّضَ حياته للخطر لكي ينقذ خرافه من انيابها ولكن دون جدوى. واستطاعَ بصعوبة إنقاذ القليل منها وأدخله إلى الحضيرةِ المحاطة بسياج هَشٍّ وقديم...وأهلُ القرية جميعهم سمعوا صراخ الراعي وتوسلاته لأجل النجدة، ولكن لم يُحرِّكْ أحدٌ منهم ساكنا هذه المرة أيضا.

وفي أحد الأيام رأى الراعي مسلكا في الجبل فقال بينه بين نفسهِ: يجب أن أذهبَ ساعات المساء من هذا المسلك لأنني بحاجةٍ لبعض الماء والطعام لخرافي فهي قد اصبحت بسببِ الجوع الشديد هزيلةً وبصعوبةٍ تستطيعُ الوقوفَ والمشيَ على أقدامِها. وفي ساعاتِ الليل الحالكةِ حيث لا يوجد قمر ولا نجوم تضيءُ قررَ الراعي الذهاب إلى القرية لأنَّ هنالك عزوتهُ وسندهُ كما كان يعتقدُ، ولكنه تفاجأ بتصرفِ أهل قريتهِ الغريب والعجيب والمُجحف حيث أنهم كانوا قد سدُّوا وأغلقوا المسلكَ الآمن بردم من الصخور الكبيرة والتراب فلا يستطيعُ هذا الراعي البائس أن ينقبها ويخترقها ويدخل إلى القرية فاضطرَّ، بدورِهِ، أن يرجع خاليَ الوفاض إلى مكان سكنهِ البائس وينظر إلى أغنامهِ بحسرةٍ وحزن شديد وعيناهُ كانتا مغرورقتين بالدموع. وتنتهي القصة هنا بشكل مفاجىء في هذا المشهد الدرامي المثير..

مدخل: هذه القصّةُ ليست طويلةً من ناحيةِ المساحة الجغرافيَّة، ولكنها عريضة وثريَّة بجماليتها وبفحواها وأهدافِها ومضامينها وأبعادها الإنسانيَّة والفنيَّة والثقافية والفلسفيَّة والوطنيَّة والسياسيَّة. وتحوي وتضمُّ هذه القصَّةُ عدة جوانب وأبعاد هامَّة، وهي:

1) الجانب الترفيهي (عنصر التسلية)
2) الجانب الإنساني والرفق بالحيوان ومساعدته.
3) عنصر الإيمان والتقوى
4) الجانب السياسي
5) الجانب الوطني.
6) التوظيف الدلالي والرمزي الذي لا يدركه ويفهمه أبعاده كل قارىء.
7) عنصر المفاجأة.
8) الجانب الفانتازي.

هذه القصة كُتِبتْ وَنُسِجَتْ فصولها وأحداثها للأطفال ولجميع مراحل جيل الطفولة، وتمنحُ الأطفال إذا ما استمعوا إليها الجوَّ الترفيهي والمُسلّي، وتعزز وَتُنمِّي فيهم محبة الحيوانات الأليفة والرفق بها. وتعلمهم المحبَّة بمعناها الجوهري الشامل ومساعدة ومؤازرة الآخرين. ولكن القصة في نفس الوقت تخدمُ الكبار أيضا وتتناغمُ مع حيِّز كبير من أفكارهم وآمالهم وتطلعاتهم وما يصبون إليه في صددِ أمور وقضايا عديدة. ويتجلى ويبدو هذا بوضوح في الفحوى الموضوعُ والهدفُ الوطني والسياسي والفلسفي في القصّة. وهذه القصّة تعيدُ إلى أذهاننا روائع القصص العالميَّة التي كُتبت للأطفال وقام بترجمتها للعربية الأديب كامل الكيلاني وغيره من المترجمين المُتمرِّسين القديرين قبل عقود من الزمن يوم لم يكن عندنا آنذاك أدب وقصص للأطفال...أو بالأحرى أدب الأطفال كان شبه معدوم في جميع البلدان والأقطارالعربية وليس فقط عندنا في الداخل.

ويبدو واضحا أن الشاعرَ والكاتبَ والفنان والموسيقار القدير الأستاذ يوسف أبو خيط كان متطلعا على الأدب العالمي، وخاصة الأدب الذي كُتبَ للاطفال وقد تأثَّرَ به..هذا بالإضافةِ إلى اطلاعهِ الواسع والعميق على الأب العربي القديم والحديث (شعرا ونثرا).

وبالنسبة للجانب الترفيهي في القصّةِ فهذه القصَّة ترفيهيّة بالتأكيد وتسلي والطفلَ وتسعدهُ، مع أنهُ فيها طابع وجو العنف والقتل (هجوم الذئاب على قطيع الخراف.

وبالنسبة للجانب الإنساني والإجتماعي فالقصة تدعو أولا إلى الرفق بالحيوانات الأليفة ومحبَّتها ومساعدتها وحمايتها من خلال التوظيف الدلالي لتلك الخراف الوادعة، وأنه يجب علينا أن نساعدَ كلَّ شخص وكلَّ كائن حي بحاجة لمساعدةٍ ونعمل على حمايته وأمنهِ سواء كان إنسانا أو حيوانا ضعيفا... (فالقصّة تعلمُ الطفلَ حُبَّ الحيوانات الأليفة - الخراف وغيرها - والعمل لأجل مساعدتها).

وأما عنصرُ الإيمان والتقوى فتحدثَ عنه المؤلفُ (الأستاذ يوسف ابو خيط) عندما دخل الراعي إلى صومعتهِ المتواضعة وبدأ يصلي ويطلبُ العون والمساعدة من الله في محنته).

وبالنسبةِ للجانب الفنّي فالقصّة على مستوى فنيٍّ عال وراق في كل فصولها وأحداثهِا،وهي ترقى إلى مستوى أدب الأطفال العالمي بكل معنى الكلمة وبدون مبالغة. والأهم من كل هذا فبالرغم من كون القصة قد كُتِبت للأطفال وبلغة جميلةٍ سلسةٍ متناغمة منسابة كالجدول الرقراق الجاري بهدوء وسكينة ويفهمها ويستوعبُها الطفلُ ففيها يبدو ويتجلى بوضوح الجانبُ والطابعُ السياسي والوطني. والجديرُ بالذكر أنَّ معظمَ قصصِ الأطفال - محليًّا - إن لم يكن جميعُها هي بعيدة كلَّ البعد عن السياسة والأهداف والأبعادِ الوطنيّة..ويركزُ كُتَّابُ قصصِ الأطفال محليًّا فقط على الجانب والعنصر الترفيهي والتسلية (لغاية في نفس يعقوب) والذي يبدو في الكثيرمن الأحيان سخيفا وتافها يُفقدُ القصَّة مستواها وتألقهَا الفنِّي. وتفتقر مغظمُ القصص التي كتبت للأطفال في الداخل إلى العديد من الجوانب الأخرى الهامَّة، مثل: الجانب والبعد الفني والإنساني والجانب التثقيفي وعنصر الإيمان والجانب الفانتازي. ولهذا نحنُ نجد أنَّ الكثيرَ من كتبِ قصص الأطفال المحليّة تُسَّوَقُ محليًّا بسهولة، وخاصة في المدارس والمؤسسات والأطرالسلطويَّة ويصادق عليها بسهولة هناك لأنها لا تحمل أيَّة رسالة مثلى سامية على جميع الأصعدة، ولا يوجُد فيها سياسة ولا أبعادٌ وطنية ولا أيُّ كلام ومعاني وإشارات عن القضيَّة الفلسطينيّة والقضايا العربية عامَّة.ولا تدعو إلى تعزيزالإنتماءِ القومي العربي. وهذا الذي تريدُهُ الأجهزةُ السلطويّة المحليَّة والتي تمارسُ سياستها المجحفة بل القمعية إذا صحَّ هذا التعبير على الأطر والاجهزة التعليميَّة في الداخل - سواء المدارس أو الكليات والمعاهد العليا وحتى المؤسسات والجمعيات والاطر والمتديات الثقافية.. وأحيانا بعض دور النشر وغيرها.. (وهذا ما يقوله ويؤكّدهُ الكثيرون وليس كلامي أنا فقط، وكل ما يحدثُ ويجري على الصعيد المحلي يثبتُ ذلك.))

لقد أصبحَ سوقُ ومجالُ قصصِ الأطفال تجارةً رخيصةً ومربحة وسريعة في الآونة الأخيرة من قبل دور النشر المحليَّة، وخاصة التي تدعي الوطنيَّة والإهتمام والتخصُّص بأدبِ الأطفال والتي هدفها أولا وأخيرا الجانب المادي فقط، وتضربُ بعرضِ الحائط مصيرَ ومستقبلَ الأطفالِ والأجيال القادمة ورواد الغد وتعليمهم وتثقيفهم بشكل صحيح وسليم وشامل: فكريًّا وأخلاقيًّا واجتماعيا وإنسانيًّا وسياسيًّا ووطنيًّا من خلال المطالعة الصحيحة والسليمة. وأصبح اليوم كلُّ من هَبَّ ودبَّ وكلُّ شخص أخفقَ وفشلَ في كتابةِ الشعر والأدب ولا يعرف حتى قواعد اللغة العربيَّة وكتابة الإملاء يكتبُ قصصا للأطفال ويُسَوِّقُ بسهولةٍ ما يُخربشهُ من هراء وسخافات، وتقام لهُ الأمسياتُ الهزيلة البائسة من قبل بعض الأطر والمؤسسات والمنتديات المشبوهة والمأجورة والعميلة..وأما قصص الأطفال التي على مستوى عال وراق وكل الكتب والدواوين الشعريّة الجيدة في مواضيع أخرى أيضا فلا تحظى بالإهتمام الكافي كما يجب. وهنالك أمثلة وعيّنات كثيرة على ذلك لا حاجة لذكرها.

ولنعود إلى قصة الراعي الحزين..فإنَّ كلَّ شخص حتى لو كان عنده نزرٌ يسيرٌ من الثقافة والذكاء سيفهمُ ويدركُ مباشرة أبعادَ وأهدافَ هذه القصّة (الراعي الحزين): السياسيّة والوطنيّة والإجتماعيَّة. إنَّ الخرافَ ترمزُ إلى كلِّ شعبٍ مظلوم ومضطهدٍ على هذه الأرض ويعاني من نير وغطرسةِ الاحتلال، وبالذات إلى الشعب الفلسطيني وإلى النساءِ والأطفال والشيوخ الفلسطينيِّين العُزّل الذين يتعرَّضون يوميًّا للإعتداءِ والقصفِ الهمجيِّ وللإبادةِ الجماعيّة من قبلِ الاحتلال الغاشم على مدار 76 عاما - منذ عام النكبة وإلى الآن، وخاصة بالنسبة للحرب الأخيرة في غزة والتي راح ضحيَّتها أعداد كبيرة من النساءِ والأطفال والشيوخ والعجزة الذين لا حول لهم ولا قوة دون أي أي ذنب (مع أن هذه القصة كُتبت قبل الحرب الأخيرة والعدوان على غزة)...والعالم كله ينظرُ ويتفرج بصمت على هذه المآسي والمجازرالبربريَّة الرهيبة التي تُرتكبُ والتي لا مثيل لها ولفضاعتِها وهولِها على مدى التاريخ البشري.

وأما القريةُ وسكانها فهم يمثلون ويرمزون للدولِ العربيّة التي لا تُحرّكُ ساكنا ولا تهبُّ لنجدةِ ومساعدةِ الشعب الفلسطيني المنكوب والاعزل في مسلسل نضاله الطويل. وينطبقُ على الشعب الفلسطيني المثل القائل: هو الكف التي تلاطمُ المخرز...هذا الشعب الأسطوري الأبي الذي ما زال يتعرَّضُ لحرب إبادةٍ من قبل المحتلين. وأما القلة من شبان القرية الذين لا حول لهم ولا قوة ويتطوَّعون للدفاع والذودِ عن الراعي وخرافه فهم يرمزون إلى المساعداتِ والمؤازرات الضئيلة والمحدودة التي تأتي من الدول العربية:عسكريا وماديًّا كالأغذية والدواء وغيرها، ولكنها لا تبلُّ الرمق ولا تأتي بأيَّةِ ثمار ونتيجة إيجابية ملموسة أو بالأحرى بحلٍّ شامل ونهائي وعادل لقضية ومأساة للشعب المنكوب.

وأما الراعي فهو يرمز للإنسان الفلسطيني المناضل والمكافح والمجاهد والى كلِّ فدائيٍّ يحملُ روحَه على راحته ويلقي بها في مهاوي الردى ويضحي بكلِّ شيىء ويبذلُ دمه من أجلِ وطنه وشعبه وقضيته العادلة.

والجديرُ بالذكر أن هذه القصة تنتهي نهاية مفتوحة بدون قفلةٍ وخاتمة أسوة بالكثير من القصص العالميَّة.. وهنا يتميّزُ ويتفرَّدُ الأستاذ يوسف أبو خيط بعبقريَّتِهِ وبراعتِهِ في اختيار بداية جميلة ومباشرة ونهاية وخاتمة للقصة التي بدون نهاية. وكلُّ من قرأ هذه القصة كان يتوقع أنَّ المسلكَ والطريقَ السرِّي الذي اكتشفهُ الراعي سيوصلهُ إلى القرية من دون اخطار من قبل الحيوانات المفترسة وغيرها وسيأخذ المساعدة من أهل القرية.. ولكن في اليوم التالي عندما قرَّرَ الراعي العبورَ من خلالِهِ كان الطريقُ مغلقا ومسدودا بأحجار وصخور ضخمة فيرجع الراعي إلى الوراء ويعود إلى صومعتهِ بدل ان يستمرَّ في سيرهِ ويدخل القرية ويأخذ المساعدة المطلوبة من سكانها.. فهنا يظهر عنصر المفاجأة للجميع. وفي القصة أيضا نجدُ بعضَ الومظات الفانتازيَّة الخياليَّة، وفيها جانب وعنصرالإيمان.

وكان من المفروض والبديهي أن تحظَ هذه القصة بالتقدير والإهتمام الكبير من قبل جميع الأدباء والنقادِ المحليِّين والمؤسسات والأطر الثقافيَّة وأن تكون موجودة في كل مكتبة وفي كل مدرسة وكل بيت، ولكن لان لها أبعادا وأهدافا سياسية ووطنية مثلى وسامية لم تنل وتأخذ ذالك الإهتمام من قبل بعض المؤسسات والأطر، وخاصة التي تعمل على وأدِ وقتل كلِّ فكر وكلِّ عملٍ أدبي أو فني في الداخل يحملُ الطابعَ والبُعدَ الوطني والسياسي. وأنا الكاتبُ والناقدُ الوحيدُ محليًّا حتى الآن الذي كتب عن هذه القصةِ هذه المقالة والمُحاولة المتواضعة.

الخاتمة: إن هذه القصة على مستوى أدبي وفني راق، وفيها كل العناصر والأسس الهامة التي يجبُ أن تتوفرَ في قصصِ الأطفال الإبداعية. ونجدُ وفها المعادلة المتوازنة والكاملة بجميع الأبعاد والعناصر التي ذكرت سابقا ((فنيا أدبيا وبلاغيا ولغة وأسلوبا مُنمَّقًا.. والجمال والسلاسة والجوانب الترفيهية والأخلاقية والإنسانية وعنصر الإيمان والجانب السياسي والوطني.وغيرها...إلخ). والجدير بالذكر ان الكتابة للأطفال ليس بالعمل السهل والهيّن كما يعتقدُ البعضُ لأنها مسؤوليَّة كبيرة وخطيرة. ويجبُ على الكاتب والأديب قبل كل شيىء أن يعرفَ عالم وجوَّ الأطفال ويعيشه ويتجسَّدَهُ، ويعرف ما هي حاجات ومتطلبَّات الطفل من كل النواحي والجوانب، وأن يكتبَ له بلغةٍ سلسةٍ جميلة ومفهومة وغير مُمِّلةٍ ويكون فيها عنصر التشويق. وأن يحافظ على المستوى الفني وعلى جمالية اللغة وجزالتها وبلاغتها..ويضع الفحوى والهدفَ والرسالة الكاملة للطفل بشكلٍ مٌبسَّطٍ ومفهومٍ ومن خلال إدخالِ جميع العناصر والأسس الهامَّة التي ذكرتها سابقا. وقد قدَّمَ الأستاذ يوسف الرسالة هنا على أحسن وجهٍ وأبدع أيُّما إبداع. وهذه القصة أنا أعتبرُهَا من أحسن وأجمل وأروع القصص التي كتبت للأطفال حتى الآن على الصَّعيد المحلي.

وأخيرا وليس آخرا: أهنىءُ الشاعر والكاتب والفنان والموسيقى الكبير المبدع الصديق والاخ العزيز أستاذ يوسف ابو خيط على هذا الإصدار الإبداعي المميَّز (قصة الراعي لحزين)... ونحن في انتظار اصدارات إبداعيّة أخرى جديدة له قريبا.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى