الجمعة ٩ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٩
بقلم ليندة كامل

إستقالة مستشار

كان القلق ظاهرا على وجهه والعرق يتصبب من أعلى جبينه يمسحه ليخفف عن قلقه لكنه سار في عرقه كما يسير الدم والماء والهواء، راح يتقدم إلى مكتبه بخطى متثاقلة مترددة تم بدأ يرتب أوراقه وملفاته المبعثرة ويداه ترتجفان خوفا هذه المرة؟ لعل ما أنجزه في هذه السنوات لن ينال رضاه. ثم بدا يحقق ويراجع كل حرف جاء في أبحاثه التي اخدت زمنا من عمره.

بدا العمل في هذا المنصب مند ثلاث سنوات كان يعطي لكل ما يصادفه من مشكلة في عمله الجهد للبحث والوصول إلى أسبابها ومبادرة منه لإعطاء حلول مقنعة وعملية فقد تعمق في متابعة تلاميذه ومحاولة إيجاد حلول لمشكلات التركيز ومراعاة القدرات الذهنية ومدى مطابقتها مع البرامج المعدة ومدى تأثير الرغبة في إنجاح التلميذ في حياته الدراسية والمهنية.

في تلـك الأثناء دجل عليه وهو يرتدي بـدلة سوداء ويحمل في يده حقيبة سوداء أيضا؟ صك الباب بقدمه وكانت الهيبة تملاه. جحظ عينيه وحدق إليه جيدا.

قال: بصوت حاد:…هات ما أنجزت ارني ما ذا فعلت يا بطل؟

فأخذ يشرح ما لديه من بحوث وإنجازات كلفته وقتا وجهدا.

لكن الرجل لم يعطه فرصة للشرح، حيث كان يقاطعه في كل تدخلاته بقوله: وماد أيضا؟ وكأن ما يقدم إليه لا ينال رضاه.

حتى إمتلا المكتب ملفات واستمارات فلا يكاد يظهر منه شيء مما أوجس في نفسيه خيفة فطيلة وجوده معه لم يطرح عليه سؤال واحدا فكان يقول:

آه ….نعم أي …ومادا أيضا؟

مما آثار الغموض في نفسه وبدأ يفقد الثقة بأعماله وإنجازاته. وعندما نطق أخيرا طلب إعطاءه القلم

فكتب في الورقة أنه مقبول نسبيا في هذه المهنة. ووضع ختمه عليها ورحل.

تنفس الصعداء ونزل الدم في عروقه وبدأت يشتم رائحة الهواء تم رفع الورقة وحدق بها جيدا فوقع بصره على الختم …السيد … مختص في تلحيم الصفائح المعدنية؟

فجمد الدم في عروقه ونزل البرد إلى ركبتيه ولم تعد قادريتا على حمله فجلس ولطم الورقة على وجهه وكتب استقالته و…وطلب تحويله من مستشار تربية إلى عامل في تلحيم الصفائح الحديدية ليصير ….؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى