الجمعة ١٠ حزيران (يونيو) ٢٠١٦
بقلم مروة كريديه

استراتيجيات الاعلام الاجتماعي في العصر الرقمي

استضافت الكلية التقنية العليا في فلوريدا بالولايات المتحدة الأميركية ورشة عمل حول "دور وسائل التواصل الاجتماعي في العصر الرقمي" قدمت خلالها الاعلامية اللبنانية مروة كريدية عرضًا حيًّا مدعما بالأرقام والاحصاءات حول تنامي الدور الحيوي لوسائل التواصل الاجتماعي بشكل اكتسح كافة اشكال الاعلام الأخرى بما فيها المواقع الالكترونية. وقالت كريدية :" اننا وأمام واقع تواصلي جديد فرض نفسه بحيث بات بإمكان كل فرد ان يتحول الى اعلامي وصحفي وكاتب وشاعر... يؤدي المعلومة على الوجه الذي يريد، الأمر الذي ادى الى انهيار الاعلام التقليدي الذي يحتكر المعلومة، و بقدر ما يشكل ذلك من ارباكٍ وفوضى لجهة دقة المعلومة و جودتها وسط واقع اقل ما يقال فيه انه منفلت، فإن ثمة أفق انفتح في عالم سيبيري افتراضي ألغيت من خلاله المرجعيات الاعلامية التقليدي كما الثقافية على حد سواء."

وعرضت الدكتورة مروة كريدية لأكثر المواقع الخدماتية انتشارًا وشعبية مثل Facebook Twitter YouTube Blogger Google التي أتاحت حرّية كبيرة لا توفرها أي وسيلة إعلامية أخرى. كون القيود التي تفرضها الصحافة العادية والالكترونية وتوجهات أصحاب ومالكي وسائل الاعلام دفعت بالباحثين عن حرية التعبير الى البدائل الرقمية الأخرى. مؤكدة ان :" الرقميون الجدد هم صُناع المستقبل و البرامج التلفزيونية إلى زوال"

وعن علاقة الرقميون بالمفردات الثقافية اشارت كريدية بالقول: " يتداول بعض المستخدمين مضامين ايديولوجية ربما بغير قصد،غير اننا نلاحظ بوضوح من خلال الحوارات الدائرة على مواقع التواصل الاجتماعي كيف ان الخلفيات الفكرية للمتحاورين تنعكس في السجالات لتتحول الى حرب كلامية و سجالات اتهامية. و ايًّا تكن المضامين السائدة فإن التفاعلات تلك افرزت بلا شك فكرا جديدا وثقافة مولدة وممتزجة سواء لجهة اللغة ام لجهة المضامين، كما نلمس التداخل بين المفاهيم العملية والاجتماعية ومفهوم الأيديولوجيا بوصفها مجموعة الأفكار والخطابات والتصورات التي يعتنقها الافراد لشرعنة وجودهم او لممارسة عمليات الإقناع بأحقيتهم في الوصول إليها، ولعل اوضح مسرح لتلك العمليات هو الشرق الاوسط وما لعبته وسائل التواصل الاجتماعي في ثورات ما بات يعرف ب"الربيع العربي" .

وأكدت كريدية على ان:" وسائل التواصل الاجتماعي مسرحا حيًّا لكافة الأفكار بما فيه الأصولي والديني والليبرالي والحداثي.. منها الغث ومنها الثمين ولعل أخطرها ما يستخدم "المعتقدات" لأغراض أخر."

وعن انعكاسات ذلك على الجانب الاقتصادي عرضت كريدية الى دور وسائل التواصل في مراقبة تذبذبات السوق عن كثب خلال عمليات التسويق وأفول دور الوسطاء في عمليات البيع والشراء مما سمح للمستهلكين بتوسيع خياراتهم في الوصول إلى المنتج من جهة، وأن يكونوا فاعلين فيه من جهة أخرى فقد إكتسحت التكنولوجيا الرقمية وجود الإنسان المعاصر ولا يستطيع أحد إيقاف مدّها المتسارع، بحيث إصطبغ الوجود الإنساني نفسه بصبغة رياضية وافتراضية

وتناولت كريدية اهم المحاور الضرورية لصياغة استراتيجية اعلامية مبتكرة ترتكز على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لا سيما خلال الحملات الانتخابية والدعائية والتوعوية للوصول الى الشرائح المعنية مركزة على فئة الشباب مشيرة الى اهمية الافلام القصيرة التي ينتجها لشباب بأدوات بسيطة ففي وقت تعد فيه الفضائيات البرامج الطويلة المملة مستنفرة جهود أشخاص كثر من فريق إعداد ومخرجين ومنتجين ومقدمين يستخدمون كل مستحضرات التجميل وأدوات الأناقة والديكور متكبدين مبالغ طائلة، يخرج علينا شباب دون الخامسة عشر بعروض إعداداتهم الرقمية وأفلامهم التصويرية التي لا تتجاوز الدقائق الخمس بملابس يومية متواضعة وشكل انسيابي يعرضون أرائهم ويتحاورون فيما بينهم ويتبادلون المعلومات القصيرة و يصنعون المستقبل ويخرجون بنتائج تفوق كل التوقعات ."


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى