السبت ١٨ نيسان (أبريل) ٢٠٢٠
بقلم عبد السلام العابد

اشتقنا لأبيكم الحبيب..!!

جلست الجدة الحنون، إلى جانب المدفأة، مع حفيداتها وأحفادها، وقالت لهم: اشتقت لأبيكم الحبيب.اشتقت لطلته، وهو يدخل البيت بلباس الشرطة الرسمي، والابتسامة على وجهه، اشتقت لصوته وهو ينادي: يا أمي، منذ أكثر من شهر غادر البيت إلى مكان عمله، ولم يعد.

قال الأحفاد: ونحن أيضا متلهفون لعودة أبينا، وتناول المقلوبة معه، والملوخية مع الأرز والدجاج المحمّر.

قالت الجدة: الله يرضى عليك، يا ابني،الله يرضى عنك، وعن زملائك وأصدقائك. ماذا تفعلون في هذا الجو العاصف؟!، لا يهم، سنصبر على فراقك؛ لأن العمل الذي تقوم به مع رفاقك ضروري ومهم للناس والوطن.

قالت الحفيدة الكبرى: أفتخر بعمل أبي، وأعتز بما يقوم به العاملون في الشرطة والأمن الوطني والأجهزة الأمنية كلها ؛ لأنهم يساندون الطواقم الصحية، ولجان الطواريء الفلسطينية، في التصدي لفايروس الكورونا الخطير الذي غزا فلسطين والعالم.

وسكّ أسماعَهم صوتُ الرعد، وزخات أمطار نيسان المنهمرة، فتابعت كلامها: الحكومة فرضت الحجر الصحي الإلزامي، وطالبت المواطنين كلهم باللجوء إلى بيوتهم؛ حفاظا على سلامتهم، من هذا الوباء الذي ينتشر، كلما زاد الازدحام و الاختلاط بين الناس.الغالبية من المواطنين تلتزم، ولكنّ هناك أناسا لا يلتزمون، ولا يطبقون القوانين، ولولا وجود القوى الأمنية التي توفر للطواقم الصحية الحماية والدعم والأمان،لما تمكنت بلادنا من التصدي لهذا الوباء وحصاره، وتخفيف أضراره.

وفجأة رنّ الهاتفُ الخلويّ، في الغرفة المجاورة، فردّت أمّ الأطفال قائلة بسعادة ومرح: أهلا..أهلا بك..، وبعد حوار متبادل بينهما، كبست على سماعة الهاتف، فجاء صوتُه واضحا: يسعد أوقاتكم يا أمي، ويا أطفالي الأعزاء. الزموا البيت، أنا بخير،والحمد لله، اشتقت لكم،وسأكون على موعد قريب معكم، في بيتنا العامر، ولكن بعد أن يتشافى الوطن، ونطمئن على أن جهودنا الوطنية المشتركة، تمكنت من هزيمة هذا الفايروس الغازي الخطير.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى