السبت ٢٠ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٢١
بقلم عبد السلام العابد

مع الكاتب سميح مسعود وروايته:«حيفا..برقة»

الكاتب سميح مسعود من مواليد حيفا، عام ١٩٣٨،يحمل شهادة الدكتوراة في الاقتصاد، منذ العام ١٩٦٧م، وعمل مستشارا اقتصاديا في عدة دول عربية،ورئيسا للاتحاد العام للاقتصاديين الفلسطينيين فرع الكويت، وعمل مديرا للمركز الكندي لدراسات الشرق الأوسط في مونتريال بكندا، ونشر حوالي خمسة عشر كتابا في الاقتصاد.

وله اهتمامات ثقافية فقد نشر مجموعة شعرية حملت عنوان: (الوجه الآخر للأحزان) وكتابا بعنوان (رؤى وتأملات).

ومؤخرا عثرتُ على كتاب صادر عام ٢٠١٤م عن منشورات دار راية للنشر في حيفا حمل عنوان (حيفا...برقة..البحث عن الجذور).

ترددت في قراءة هذا الكتاب للوهلة الأولى، فأنا لا أعرف شيئا عن هذا الكاتب، ولكن العنوان لفت انتباهي، فما طبيعة هذه العلاقة التي تربط بلدة برقة الواقعة بين مدينتي نابلس وجنين، وحيفا المدينة الفلسطينية على شاطىء المتوسط ؟.

قرأت السطور الأولى فشدتني، لا سيما وأنها رواية واقعية تسجيلية، شخوصها حقيقيون، وأمكنتها معروفة، وأحداثها متسلسلة.

الرواية التسجيلية تتحدث عن طفولة الكاتب وحياة أسرته في مدينة حيفا، فقد عاش فيها حوالي عشر سنوات، وتعلم في مدارسها، وتعرف على شوارعها وحاراتها، وأحيائها، ومواطنيها من الفلسطينيين والعرب، بحكم عمل والده في حيفا، المنحدر من بلدة برقة، والتي كان يعود إليها في الإجازات.

يتذكر أيام الدراسة واليوم الأخير في دوامه المدرسي، عندما أخبر مدير المدرسة الطلبة وهو متألم حزين، بأن هذا اليوم هو الأخير؛ بسبب عدم قدرته على حمايتهم من اعتداءات الغزاة وهجماتهم الغاشمة.

وبعد أخبار المجازر والهجمات الغادرة، قبل و خلال عام ثمانية وأربعين، يغادر الفتى حيفا مع أسرته البيت الجميل الذي عاشوا فيه بسعادة وهناء، ويعود إلى بلده برقة، حيث الأهل والأقارب.

وتمر عشرات السنين، بعد النكبة، ويعود الكاتب سميح مسعود في زيارة إلى فلسطين، وبرقة وحيفا، فيزور الأماكن التي عاش فيها،، وبيت أسرته الذي ما زال ماثلا للعيان، ويتعرض أثناء زيارته حيفا لمرض خطير، فيأخذه أقاربه إلى مشفى متخصص هناك، ويمن الله عليه بالشفاء والصحة من جديد على أيدي أطباء فلسطينيين أكفاء، تماما كما تمكن أحد الأطباء في مشفى حمزة بحيفا، قبل العام ثمانية وأربعين من معالجته بنجاح في طفولته المبكرة.

رواية (حيفا...برقة..البحث عن الجذور) تستحق القراءة حقا..فتحية محبة وتقدير لكاتبها الدكتور سميح مسعود الذي كان يعيش مغتربا في كندا عندما كتبها ونشرها


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى