الأسباب والعوامل المؤثرة في ثورة ابن مضاء
– الموضوع: دراسة حول الأسباب و العوامل المؤثرة في ثورة ابن مضاء علی النحو القدیم
– الإعداد: زهرا سعیدی
– الطالبة فی فرع اللغة العربیة و آدابها من جامعة آزاد (قم)
الملخص:
هذه المقالة تکون دراسة حول الأسباب و العوامل التی شجعت ابن مضاء علی الثورة و التمرد علی کل قدیم فی النحو مما مکّنه من حمل لواء التجدید في أسلوب دراسة النحو. الباحثة تدرس مجموعة من العوامل التی أثرت فی تفکیر هذا النحوی الکبیر. نطلع فی هذه المقالة عن عصر ابن مضاء و مدی أثره فیه و فی تفکیره و فی آرائه النحویة و الظروف المختلفة التی تأثر بها و أثرت فیه الأمر الذی أدی في النهایة إلی ظهور آرائه النحویة المتمیزة . ثم تبیّن خصائص المناهج النحویة حتی عصر ابن مضاء و ما تمیزت به الدراسات النحویة فی ذلک العصر، الأمر الذی دفع ابن مضاء لإتخاذ موقف متمیز من النحو ثم تحدثت عن ثقافته و الظروف الفکریة التی کانت تعیشها دولة الموحدین و هیأت الجو الصالح للقیام بثورة ابن مضاء.
و أنا قمت بدراسة هذه العوامل و کشف عنها حتی نعرفّ جیداً مدی أهمیة منهجه النحوی الجدید و المبتکر و آرائه النحویة و جهوده العظیم التی بذله فی سبیل إصلاح النحو و تیسیر فهمه علی الدراسین و تخلیصه من کل تعقید دخیل.
مفاتیح الکلمات :
ابن مضاء، الدولة الموحدیة، الثورة النحویة.
المقدمة:
قد تمیّز عصر ابن مضاء عن غیره من العصور بأنه کان عصراً غلبت فیه الصبغة الفلسفیة و المنطقیة علی مختلف الدراسات اللغویة و النحویة ، کما کان أیضاً یقوم علی النظر الفلسفی المجرد ، فکان التکلف و التلاعب بالالفاظ و المعانی هو المسیطر و الممیز للدراسات اللغویة و النحویة علی حد سواء.
فقد کان من الصعب علی الدراس أن یجد فی هذا العصر ابداعاً أو ابتکاراً یخرج الدراسات اللغویة و النحویة من هذا المأزق الذی وصلت إلیه ،حیث اَغلق باب الاجتهاد فی النحو و اللغة ، و أصبح کتاب سیبویة هو المرجع الأول و الأخیر الذی دارت حوله الدراسات المتعلقة بالنحو و اللغة ، و لذلک کثرت التعلیقات و الشروحات و المصنفات حول هذا الکتاب و غیره من الکتب النحویة المشرقیة و قد کثرت نتیجة لذلک الاقوال و الآراء المتضاربة ، و الجدل الطویل فی المسألة الواحدة . أما بالنسبة الوضع العام بالأندلس و المغرب فی ذلک العصر، اشتدّ الصراع المذهبی بین المرابطین و الموحدین، فقد کان المرابطون أهل سنة یلتزمون بمذهب مالک و کتب الفروع ، بینما کان الموحدون یدینون بالظاهر من الکتاب و السنة ، و یحاربون کتب الفروع و المذاهب و یمنعون الافتاء بها لما تحدثه من آراء متناقضة و متعددة فی المسألة الواحدة ، و لذلک کانت ثورة الموحدین علی المقلدین فی الفقه مثلما کانت ثورة قاضی جماعتهم ابن مضاء علی التقلید فی النحو .
ابن مضاء القرطبی کان ممن عاصروا محنة النحو هذه و قد أثار هذا الوضع المتردی للنحو، العدید من النحاة الأولین الذین رأوا فی النحو عاملاً مهماً فی خدمة اللغة و تیسیرها بدل أن یکون عامل هدم و تعقید لها الاّ أنَّ هولاء النحاة لم یتوفر له ما توفر لابن مضاء من القوة السیاسیة التی تحمیه و ترعاه ، و تدافع عنه بل و تشجعه علی الثورة و التمرد علی کل قدیم من النحو حتی یبنیه علی أسس جدیدةٍ ، و أنا أرید أتعرف إلی ألاسباب و الدوافع التی شجعت ابن مضاء و دفعته إلی حمل لواء التجدید فی أسلوب دراسة النحو و ساعدته فی تلک الثورة .
النحو الأندلسی: ما إن سطعت شمس الاسلام علی بلاد الأندلس ، الواقعة جنوب أوروبا حتی أخذت الأندلس ، تنهل من معین العلم الاسلامِِِِِِی الذی عزا العالم فی عصر بنی أمیة،الذین حکموا العالم الاسلامی قرابة مئة عام ، فنشروا فیه العلم و المعرفة، ثم انتقلوا إلی بلاد الفرنجة لینتشروا شمس الحق هناک ، فقام موسی بن نصیر عام اثنین و تسعین للهجرة بفتح تلک البلاد، التی لایفصلها عن أفریقیا الاسلامیة سوی مضیق جبل طارق الذی لایزید عرضه من خمسة و عشرین کیلومتراً. [1] .
دخول النحو إلی الأندلس : إنَّ الدراسات النحویة قد انطلقت من البصرة إلی غیرها من مناطق الدولة العربیة الاسلامیة ، و کانت الکوفة أول من نافس البصرة فی هذا العلم ، و لذلک رأینا علماء النحو فیها بصریون فی علومهم و آرائهم، و مسائلهم ، و علیه فقد کان النشاط النحوی فی الکوفة یشکّل امتداداً طبیعیاٌ لما کان یدور فی البصرة من خلافات ، و مسائل متعددة، علاوة علی ما جاء به علماء الکوفة من مخالفات جدیدة ، و مصطلحات مستحدثة رغبة فی المخالفة و التمیز ثم کانت بغداد مرکز السلطة و القوة ، و قبلة العلماء و الادباء و النحاة حیث انتقل إلیها نحاة البصرة و الکوفة ، فکان النشاط النحوی فیها یشکل مزیجاً من الخلافات البصریة و الکوفیة أو توفیقاً بینهما مع ظهور بعض آراء جدیدة [2]
ثم یتسلط الترک علی بغداد و یتحول أمرها ، و تذهب قوتها و هیبتها ، و یفسد حالها ، فیتنقل هذا التراث النحوی الضخم من المشرق إلی مصر و الأندلس . و لم تکن الدراسات النحویة فی الأندلس لتختلف کثیراً عن مثیلا تها فی المشرق و مصر، فیما عدا تلک الثورة التی قادها ابن مضاء و أراد بها تخلیص النحو و النحاة من ذاک التضارب الذی انتهی إلیه ، و تلک التعقیدات المتوارثة منذ زمن بعید.
و قد کان معظم نحاة الأندلس ممن تتلمذوا علی النحو المشرقی و أکثروا الرحلة من أجله فورثوا نتیجة ذلک طریقتهم في الدارسة ، و أسلوبهم في البحث و التألیف.
و کان جودی بن عثمان أول نحاة الاندلس الذین رحلوا إلی المشرق حیث أخذ عن الکسائي الکوفي و عن الفراء ، وکان هو أول من أدخل کتب الکوفین إلی الأندلس ، و أول من صنف في النحو مذهبهم و ظل یدرس النحو الکوفي لطلابه حتی توفی سنة ثمان و تسعین و مانعة و بعده ظهر مفرح بن مالک الذی وضع شرحاً علی کتاب الکسائی ، و بعده جاء أبوبکر ابن خاطب المکفوف الذی وضع کتاباً فی النحو علی مذهب الکوفیین. [3].
و یبقی نحو الکوفة سائداً في الاندلس حتی أواخر القرن الثالث للهجرة حیث یدخل إلی الأندلس کتاب سیبویه و یتدارسه الطلاب بقرطبة و ینکب علی تدریسه العدید من النحاة الأندلسیین و کان علی رأس هولاء ، أحمدبن یوسف بن حجاج و محمد بن یحیی المهلبی، و القالي، و ابن القوطیة، و الزبیدی ، و غیرهم . [4]
و ما کاد القرن الخامس یبزغ فجره حتی وجدنا من علماء الاندلس من یأخذ بالمذهب البغدادی ، و ینتهج منهجه في الاختیار من آراء البصریین و الکوفیین فأخذ الأندلسیون یتعرفون علی مختلف آراء البصرة و الکوفة و بغداد في النحو ثم نراهم یتعمقون في فهم دقائق النحو ، و استنباط أحکامه و تعلیل قضایاه ، و حذق أصوله ، و التبحر في فروعه مستعینین فی ذلک بما ثقفوه من المنطق و الفلسفة و معرفة الجدل و الکلام تلک البضاعة العلمیة الرائجة فی عصرهم. [5].
و لم یتخلف العصر الموحدی عن غیره من العصور الأندلسیة فیما یختص بالنحو و اللغة ، بل سار نحاة العصر الموحدی علی طریقة سابقیهم و اعتمدوا مناهجهم فی التعلیل و التأویل، و إدخال الفلسفة و المنطق ،والجدل و الکلام في دراساتهم.
و کان من أوائل نحاة العصر الموحدی و أبرزهم ابن الرماک تلمیذ ابن الطراوة فی القرن الخامس للهجرة ، و کذلک السهیلی و ابن خروف و غیرهم کثیر و کان جمیعهم لا یخرجون في دراساتهم النحویة من الخط العام الذی رسمه المشرق و اتبعه النحاة فی مصر و الأندلس باستثناء ابن مضاء القرطبی الذی خرج علی کلّ ما ألّفه القوم و جاء بمنهج جدید. [6]
هکذا ینتقل هذا التراث النحوی الضخم من المشرق إلی مصر و الاندلس بکل ما فیه من خلافات وتناقضات و لم یکن حاله فیهما أقلّ سوءاً مما کان قبل ذلک بل علی العکس من ذلک استفحل أمر الفلسفة و المنطق و سیطرتهما علیه بحیث أصبحت الدراسات النحویة في مجملها تدور التساءول عن – لِمَ کان کذا ؟ - ولم کان غیر ذلک – من کل ذلک یتضح لنا أن النحو التقلیدی کان معیاریاً ذاتیا یقوم علی الأفتراضات والأوهام التی لا وجود لها إلا في النحوی فقط فابتعد النحو و دراسته عن الأسلوب العلمی المتصف بالموضوعیة و الواقعیة حیث یعالج اللغة علی مختلف مستویات . و قد کان ابن مضاء القرطبی ممن عاصروا محنة النحو هذه ، و قد کان له موقف متمیز عن غیره نحاة العصور کلها . فقام بدراسة منهج خاص وایضاحه کما رسمه في کتابه «الرد علی النحاة » . [7]
فانا أرید أن أقف علی أهم الأسباب التی ساعدت ابن مضاء في تلک الثورة النحویة ، و دفعته إلی دراسة هذا المنهج. و قبل البدء بالحدیث عن هذه الأسباب و العوامل أمثل صورة کلیة عن حیاة ابن مضاء و عصره و مدی تأثره بجوانب حیاته هذه حتی تکون مقدمة في ذهن القاریء و یتمکن بواسطته من الإلمام بمواضیع البحث.
ابن مضاء و سیرته:
هو احمد بن عبدالرحمن بن محمد بن سعید بن حریث بن عاصم ابن مضاء اللخمی القرطبی الجیانی ، یکنی بأبی العباس، و أبی جعفر.
ولد ابن مضاء القرطبی فی قرطبه سنة 513 ه ، و کانت وفاته باشبیلة سنة 591 ھ فی عهد الخلیفة الموحدی یعقوب بن یوسف بن عبدالمؤمن فیکون بذلک قدعاش ما یقرب من الثمانین عاماً قضاها في الدراسة و التدریس و العمل فی سلک القضاء في دولة الموحدین.
إنّه ثارعلی تقالید الآباء و الاجداد ، فکانت تلک الشخصیة ممّن درسوا کتاب سیبویة علی ابن الرماک ( 541 ھ ) فی بلاد الأندلس ثم رحل إلی المغرب لیعین قاضیاً فی مراکش فی فترة النشوءة و القوة لدولة الموحدین، فکان فقیهاً ظاهریاً تابعاً لاستاذه و إمامه ابن حزم الاندلسی ، و هذا الفقه و التفقه لم یکونا إلاّ سبباً من أسباب توجه ابن مضاء نحو النحو و علوم اللغة العربیة. [8]
مدی تأثر ابن مضاء بجوانب الحیاة المختلفة فی عصره:
عصر ابن مضاء من جوانبه المختلفة أثّرت فی تفکیره کرجل لغة بشکل عام و کرجل دولة بشکل خاص ، فعصره کان عصر ثورة علی المشرق و أهله و معاداته خاصة و أن الدولة الموحدیة قد حرضّت علی المرابطین الذین یدینون بالطاعة و الولاء للعباسیین فی بغداد ، و اتخذت مذهباً یخالف مذهبهم و لذلک فقد کان من أوامر المهدی و تعالیمه أن المرابطین طاعتهم حرام ، و أنّهم کفار و منافقون ، و متبعو الهوی ، و معتدون ، و مفسدون ، و جاهلون یجب قتالهم ، و الخروج علیهم. [9]
و کان خروج الموحدین علی المرابطین یمثّل ردة فعل و ثورة عنیفة علی ما کان یسود الدولة العباسیة فی ذلک الوقت فی مختلف مناطق نفوذها من فساد و انحلال ، و بعد عن مبادیء ، الدین و تعالیمه ، و شیوع المنکرات و لهذا فقد کان خروج قاضیهم ابن مضاء القرطبی ، و ثورته علی النحو المشرقی مؤیداً ، و مدعوماً بثورة دولته علی المشرق ، و کانت آراؤه النحویة تمثل ردة فعل قویه علی ماانتهی إلیه النحو و دراسته من کثرة التعلیل ، و التأویل ، و تفریع المسأله الواحدة ، و تعدد الآراء فیها مما لاطائل تحته ، و لافائدة منه ، و لذلک فقد اعتبرت ثورة ابن مضاء امتداداً طبیعیاً لتلک الثورة التی قادها و تزعمها الموحدون عند المشرق ، و علیه فقد ساعدت الظروف السیاسیة السائدة فی دولة الموحدین فی ذلک العصر ، ابن مضاء فی ثورته النحویة، و دعوته الجدیدة ، و کما سبق أن رأینا فإن کون ابن مضاء قاضی الجماعة فی حاضرة الموحدین مراکش ، هذا الوضع تطلّب منه أن یکون منافحاً عن مذهبهم ، و داعیاً إلیه بجمیع الوسائل ، و لذلک رأینا ابن مضاء یعلن الغاء القیاس ، و ابطال التقدیر ذلک لأنّ المذهب الظاهری یقدّس النصّ و لا یقبل أیّ زیادة فیه . [10]
بعد ذکر مقدمة فی حیاة ابن مضاء و عصره أبین أهم الأسباب و العوامل التی شجّعه علی التمرد علی کل قدیم فی النحو .
تأثیر الثقافات الأجنبیة علی اللغة و النحو العربی
إنّ الأثر الذی ترکته الثقافات الأجنبیة خاصة فلسفة الاغریق و منطقهم علی الدراسات النحویة و اللغویة عند العرب منذ عصر نشأة العلوم العربیة وحتی عصر ابن مضاء ، کان له أکبر الأثر في ظهور روح الثورة و التمرد لدی بعض نحاة و تبلورت بشکل واضح عند ابن مضاء الذی استطاع أن یضع منهجاً مستقلاً في دراسة النحو لایتأثر بالمنطق و الفلسفة هادماً الکثیر من الأسس التی أقام علیها النحو التقلیدی صرحه الشامخ. [11]
فقد اتصل العرب بالثقافة الیونانیة فی زمن مبکر بواسطة الکثیر من طرق الاتصال ، فقد کانت جندیسابور و حران و الرها و الاسکندریة و مدرسة انطاکیة و الکثیر من الادیرة المنتشرة ببلاد الشام من المراکز الهامة التی أثرت علی النحو و اللغة العربیین و علی الثقافات العربیة . [12]
ففی جندیسابور ازدهرت الثقافة الهلینیة علی ید الاغریق الذین فروا إلی بلاد فارس بعد أن طاردتهم الامپراطوریة البیزنطیة و فی الحران امتجزت فیها مختلف الحضارات من یونانیة و رومانیة و مسیحیة و اسلامیة و إنتقلت إلی هذه المدینة مدرسة أنطاکیة و قد ترجم العرب ما وصل الیهم من هذه الثقافات ابتداءاً من القرن الثانی للهجرة و حتی القرن الرابع. [13]
اما الأدیرة المسیحیة المنتشرة فی مختلف مناطق الشام فقد کان یلحق بها المدارس الدینیة و قد احتضنت هذه الأدیرة الثفافه الیونانیة التی کانت تستعمل اللغة السریانیة جنبا إلی جنب مع اللغة الیونانیة حتی مجیء الفتح الاسلامی لمناطق سوریة، و العراق ، و قد نشط السریان فی ترجمة المؤلفات الیونانیة إلی العربیة منذ القرن الثانی للهجرة و حتی القرن الرابع إلی أن شارکهم العرب فی هذا النشاط . [14]
فقد کان من أهم مظاهر هذه الصلة و هذا التأثیر مایلی:
سیطرة قانون السببیة (مبدأ العلة و المعلول) علی مختلف مسائل النحو:
قد تبلور هذا القانون فی الفلسفة الیونانیة من خلال بحثها فی الکون و الوجود ، حیث رأی الیونان لابد أن یکون لکل سبب من مسبب ، و کل علة من معلول و قد نقل هذا القانون إلی اللغة و النحو العربیین فی اثناء عهد الترجمة فقالوا: إنه لابد من أن یکون لکل مرفوع من رافع ، و لکل منصوب من ناصب و هکذا فی جمیع المسائل النحویة ، حتی إنهم اذلم یجدوا السبب اضطروا إلی تقدیره، بل نراهم أحیاناً یعتمدون إلی اختراع العلة مما أوجد اختلافاً فی اعراب الکلمة الواحدة من نحوی إلی آخر. [15]
المقولات العشر عند أرسطو و مطابقتها للتقسیمات النحویة:
انعکست نظرة أرسطو إلی الأشیاء المادیة و المحسوسة من حیث الکلم و الجوهر، علی لغة العرب منذ زمن بعید. «... و تقرأ کتاب سیبویة فتجد ترتیبا و تبویباً منطقیاً » و جعل النحاة لکل کلمة جوهراً أصیلاً یمکن التعرف علیه بارجاع الکلمة إلی اصلها الثلاثی ، کما دفعهم البحث عن الجوهر إلی التقدیر لأنّ الحرکات المقدرة هی جزء من جوهر الکلمة لایکتمل بدونها ، و الجملة عندهم فی وضع اعرابی دائماً و یجب تقدیر حرکة الاعراب لها دائماً لکی یکتمل جوهرها.
کما انعکس اثر مقولة الکلم علی تفکیر النحاة فی اعتبارهم الفتحة نصف الألف ، و الضمة نصف الواو، و الکسرة نصف الیاء و تقسیمهم للجملة من المسند و المسند الیه تاثراً بالتقسیمات المنطقیة للموضوع و للمحمول و کذا فی تقسیمهم للکلمة إلی اسم ، و فعل معرف تأثراً کبیراً بتقسیم فلاسفة الاغریق للوجود . کذلک أوقعتهم مقولة الزمان فی تقسیم الفعل إلی ماضی، و مضارع و أمر ، و عدم القدرة علی تفسیر مجیء الماضی بصیغة المضارع أو العکس. [16]
ح- سیطرة علم الکلام و الجدل علی الدراسات النحویة :
لقد کان المتکلمون هم أول من أدخلوا الفلسفة و المنطق للاسلام للاضطرارهم لدراستها و الدفاع عن حججهم أمام الاخرین. فقد دخل علم الکلام و الجدل میدان الدراسات اللغویة و النحویة عن طریق المتکلمین فقد کان للفلسفة الیونانیة أثر کبیر فی تعالیم المتکلمین و تأثر النحاة بعلل المتکلمین تأثراً کبیراً . [17]
و نظراً لما عرف عن النحاة من علم الفقه و علوم القران من قراءة و تفسیر ، و غیرها بسبب نشوء علم النحو حول الکریم و المحافظة علی قراءته ، فقد تسرب الکثیر من القواعد الفقهیة إلی النحو و اللغة فقالوا مثلاً – ما جاء علی أصله لایسأل عن علته – و هم یشیرون بذلک أن الرفع أو النصب أو الجر قد ورد عن العرب علی هذه الصورة و وصل إلینا بالاستقراء و لا یجوز لنا أن نسأل لم کان کذلک ؟ بل یجب علینا الاتباع دون السؤال عن السبب. [18]
کذلک فان مبدأ القیاس فی المنطق قد انتقل إلی الفقه و من ثم إلی النحو من حیث قیاس الفروع علی الأصول . فظاهر من ذلک ما نتج من تعدد للآراء ، و اختلافها بحیث ذهب الأمر بالنحاة إلی حد القول، « ... ما قیس علی کلام العرب فهو من کلامهم ... » [19]
فظاهر من کل ما تقدم ما دخل اللغة و النحو مما لیس منهما ، و لا یمت إلیهما بصلة ، مما أضاف إلی النحو الکثیر من التناقض مما جعله مادة ممجوجة عند الدارسین، مستکرهة عند الطلاب دون أن یستفید منها الدارس أو الباحث علی حد سواء .
2- الجمود الذی سیطر علی النحو، و أهمّ مظاهره:
لکتاب سیبویة عند نحاة الاندلس منذ فجر النهضة العلمیة المکانة المقدسة . فجدّوا و تحمّلوا المشاق و الأخطار فی ارتحالهم من بلادهم إلی المشرق للحصول علی صورة منه . فتکاثرت نسخة بعدئذ، و صارت کتابهم المقدس فی العربیة و إلیه تؤول فضیلة النهضة الأندلسیة الهزبیة فقد شغف به الاندلسیون و المغاربة من هذا الحین و تنافسوا فی اظهاره و قاموا بوضع الشروح علیه او عمل المختصرات له ، أوجمع مسائله و شواهده أو احصاء علله و شرحها و بیان أنواعه . [20]
و کان هذا الجمود الذی سیطر علی الدراسات النحویة و اللغویة ، یؤذن بظهور تغییر فی أسلوب الدراسة یخلِّص النحو مما وقع فیه و انتهی إلیه ، و یعید النحو إلی خدمة اللغة بعد أن کان فی خدمة الآراء الشخصیة ، و التخمینات الظنیة.
و لقد کان من أهمّ مظاهر هذا الجمود مایلی :
توقف الاستشهاد باللغة عند عصر معین:
اعتمد النحاة منذ البدایة فی وضع قواعد اللغة علی استقرائها من أفواه العرب الفصحاء فی البوادی التی لم تصل إلیها عدوی الحضارة ، و لم یختلط أهلها بأهل الحاضرة ، ظناً منهم بان لغة الأعراب هولاء تمثل اللغة العربیة الأصلیة التی لم یدخلها أی أثر من آثار الحضارة المنتشرة من حول الجزیرة العربیة ، و ان هولاء الأعراب منقطعون فی بوادیهم لایتصلون مع الحضارة بأی سبب.
و لذلک نراهم یعرفون النحو بقولهم : « ... النحو علم مستخرج بالمقاییس المستنبطة عن استقراء کلام العرب ، ... أو النحو علم استخرجه المتقدمون من استقراء کلام العرب » [21]
کما حدد النحاة و اللغویون العصر الذی یبدأ عنده الاستشهاد باللغة ، و متی ینتهی الاستشهاد بها فی الحاضرة و البادیة حیث قرروا أن عصر الاحتجاج باللغة ینتهی عند منتصف القرن الثانی للهجرة فی الحاضرة ، و یستمر حتی منتصف القرن الرابع للهجرة فی البادیة . [22]
و بهذا التحدید الزمنی لعصر الاحتجاج باللغة جفت موارد الاستقراء اللغوی و الروایة عن الاعراب ، فتوقف نتیجة ذلک وضع القواعد النحویة المستندة علی الاستقراء اللغوی . هذا بالاضافة إلی أن هذا التحدید قد أوقع النحاة فی خطاً منهجی خطیر و هو تعمیمهم لتلک القواعد و الاقیسة المأخوذة من لغة ذلک العصر علی جمیع عصور اللغة فی جمیع بیئاتها . و کأن اللغة قد جمدت عند ذلک التاریخ فحکموا علیها بالجمود و التوقف . و هذا الوضع جعل الدراسات النحویة بعد تحدید عصر الاحتجاج تخضع للرأی الشخص و التقدیر الذاتی الذی یختلف من شخص إلی آخر و قد نتج عن ذلک أن دخل النحو میدانا فسیحاً من التناقضات التی سیطرت علی الدراسات النحویة و حتی العصر الحدیث. [23]
الاعتماد فی الشواهد اللغویة علی فئة محددة من العرب:
قد وقع النحاة العرب فی خطأ منهجی آخر عندما اقتصروا فی أخذ شواهدهم اللغویة عن عدد محدد من قبائل العرب و اعتبروا ما خرج علی هولاء إما شاذاً أو نادراً لایؤخذ و لا یقاس علیه ، ینقل السیوطی عن أبی نصر الفارابی قوله : « ... و الذین عنهم نقلت اللغة العربیة و بهم اقتدی، و عنهم أخذ اللسان العربی من بین قبائل العرب هم قیس و تمیم و اسد ... ثم هذیل و بعض کنانة و بعض الطائیین و لم یؤخذ عن غیرهم من سائر قبائلهم . و قد أورد السیوطی الکثیر من القبائل التی لایؤخذ بکلامها بسبب قربها من الحضر، أو من الحبشة ، أو من الفرس ، أو غیر ذلک من مواطن الثقافات الأجنبیة . [24]
غیر أن النحاة لم یتقیدوا بهذا التحدید أیضاً بل نری ابن جنی یقول: ( ... اللغات علی اختلافها کلها حجة... ). کما أنّ الخلیل یستشهد بشعر بشار و جریز و الفرزدق، و سیبویه یستشهد بشعر فی کتابه. و قد ناقض النحاة أنفسهم اکثر عندما أحتجوا بلغة قریش التی نزل علیها القران الکریم و المعروف أن قریشاً لم تکن منعزلة عن أثر الثقافات الأجنبیة و انما أخذوا بها لیس لسبب الا لأنها لغة القران المقدس. [25]
ح- سیطرة القیاس علی النحو، و اختفاء الاستقراء و الملاحظة:
کان من أبرز نتائج توقف الاستشهاد باللغة عند عصر معین، توقف الاستقراء اللغوی لتلک اللغة فیما تبع ذلک من العصور ،مما دفع النحاة بعد ذلک إلی القیاس علی تلک القواعد التی استخرجها النحاة الأوائل دون أن یکون لهم الحق في الخروج علیها و مخالفتها أو حتی حریة المجیء بشیء مخالف لما ألفوه و عرفوه النحاة الاوائل ، کما نتج عن ذلک ایضاً توقف الاجتهاد فی المسائل اللغویة ، و لجوء النحاة إلی القیاس علی مختلف المسائل التی ورد فیها حکم ، و إن لم یجدوا ما یقیسوا علیه لجأوا إلی التعلیل و التقدیر ، و فرض الآراء الشخصیة، و الأهواء الظنیة. [26]
و بتحکم القیاس و سیطرته علی الدراسات النحویة ، و اختفاء أثر الاستقراء و الملاحظة من الدراسات اللغویة ، دخل إلی اللغة ما لیس منها لأن «ما قیس علی کلام العرب فهو من کلامهم ...» [27] کما قیل «... انما النحو قیاس یتبع...» [28]
یتصح لنا مما سبق أن النحاة اعتنوا عنایة خاصة بالاستدلال ، و استخراج الأحکام و کان لابد لهم من خلال ذلک من شواهد نقلیة لتدعیم رأیهم ، و اسناد حججهم و اذا لم تتوفر تلک الشواهد النقلیة التی أقرها النحاة الأوائل لجأوا إلی الحجة العقلیة ، أی إلی القیاس النحوی ، و لقد بلغ إهتمام النحاة بالقیاس إلی درجة أن جعلوه أصلاً من أصول الأدلة فی النحو حیث ینقل السیوطی عن ابن الانباری قوله : «... أدلة النحو ثلاثه : نقل ، و قیاس ، و استصحاب حال». [29]
و إلی هذا الحد و علی هذا النحو أخذ القیاس یتحکم فی تفکیر النحاة ، و یسیطر علی مختلف دراساتهم اللغویة و النحویة ، و قد بدأ ذلک بسیطاً منذ القرن الثانی للهجرة ، و أخذ یتعمق شیئاً فشیئاً حتی القرن الرابع للهجرة حیث أصبح القیاس القطب الذی دارت حوله الدراسات النحویة. و نتیجة لذلک فقد أخذت المسافة بین اللغة کما وردت عن العرب الأوائل ، و بین اللغة کما وردت عن النحاة تتسع و تزداد بعداً ، مما دفع النحاة و اللغویون إلی الإختلاف فی الآراء بالاضافة إلی اهمال إستعمالات کثیرة وردت عن العرب و لم یقرها القیاس .
و قد کان لابن مضاء رأیه الخاص فی هذا الموضوع ، حیث رأی أن القیاس الذی یتبع، و یؤخذ به هو ما یؤیده السماع عن العرب و تسنده الروایة ، و لذلک کان رفضه للتمارین غیر العملیة لانه لم یرد ما یؤیدها من کلام العرب حیث یقول : « ... و رأیی فی هذه المسألة و ما شاکلها أنها لاتجوز ، لانه لم یأت لها نظیر في کلام العرب ... » . و فی هذا ما یدلّ علی مدی احترام ابن مضاء النص اللغوی و ما سمع عن العرب . [30].
3-الحیاة الخاصة لابن مضاء و أثرها في منهجه النحوی :
إنَّ ابن مضاء کان فی عصر غلبت علیه النزعة الفلسفیة و الجدل فی مختلف الثقافات و منها علم النحو و اللغة ، و کان عصر الثورة علی المشرق و أوضاعه فی الفقه و فروعه. حیث کانت دولة الموحدین التی کان ابن مضاء قاضی قضاتها تتزعم هذه الثورة و تأمر بحرق کتب المذاهب الأربعة ، لترد فقه المشرق علی المشرق ، و تابع ابن مضاء لیرد به نحو المشرق علی المشرق . [31]
فکانت أحوال العصر بصورة عامة قد مهدت لابن مضاء طریق الثورة علی النحو و أهله ، و تحریره من القیود التی جمدت حرکته ، وحدت من قوه النحو و نشاطه و تطوره ، هذا بالاضافة إلی مجموعه من العوامل التی أثرت فی تفکیر هذا النحوی الکبیر، و التی کان من أهمها :
ثقافة ابن مضاء ، و أثرها فی تفکیره النحوی :
إنّ ابن مضاء قد ألمّ بمختلف العلوم و الثقافات فی عصره و لذلک نری ابن مضاء یدرس بالاضافة إلی العلوم النقلیة الکثیر من العلوم العقلیة التی یتطلبها عصره و عمله ، و منهجه الجدید، و إلی ذلک أشار السیوطی بقوله « هو أحد من ختمت به المائة السادسة من أفراد العلماء ، أخذ عن ابن الرماک کتاب سیبویه تفهمّا ، وسمع علیه و علی غیره من الکتب النحویة و اللغویة و الأدبیة ما لایحصی، و کان له تقدم فی علم العربیة ، و اعتناء و آراء فیها ، و مذاهب مخالفة لأهلها ...» [32]
کما یقول ابن فرحون عن ثقافته بقوله : « ... و کان مقرئاً مجوداً ، محدثاً مکثراً ، قدیم السماع ، واسع الروایة ... نشأ منقطعاً إلی طلب العلم ، و عني أشد العنایة بلقاء الشیوخ و الأخذ عنهم فکان أحد من ختمت به المائة السادسة من أفراد العلماء و أکابرهم ذاکراً لمسائل الفقه عارفاً بأصوله متقدماً في علم الکلام ماهراً فی کثیر من علوم الأوائل کالطب و الحساب و الهندسة ... بصیراً بالنحو مختاراً فیه مجتهداً فی أحکام العربیة متفرداً فیها بآراء و مذاهب شذ بها عن مألوف أهلها ... » [33]
هکذا ابن مضاء قد تلقی العلم علی أقطاب زمانه فی مختلف العقول ، و تعرف إلی مختلف الآراء الغویة فی عصره ، و رأی بعینه ما انتهی إلیه النحو من الضعف و الاسعاف . [34]
و علیه فقد هیأت هذه الثقافة التی ثقفها ابن مضاء فی ذلک العصر المضطرب سبل الثورة و التمرد علی انحراف الدراسات النحویه، مما دفعه إلی الاجتهاد فی النحو محاولاً إنقاذه مما إنتهی إلیه، و تیسیر دراسته علی الطلاب و الباحثین في کتابه المشهور ﺒ «الرد علی النحاة »
مذهبه الفقهی وأثره في تفکیره النحوی
أنَّ الدولة المرابطیة کانت سنیة المذهب تأخذ بمذهب مالک و تجارب ماسواه و قد تحکم هذا المذهب فی المغرب و الاندلس زمنا طویلاً ، و قد حاربت الدولة المرابطیة نتیجة ذلک علم الکلام و قضت بتفکیر من خاض فی شیء من العلم ، و قد کان من نتیجة سیطرة علم الفروع و مذهب مالک أن انصرفت العقول عن النصوص إلی الظنون ، و عن الابداع العقلی إلی الجدل و کثرة الاختلافات کما وردت في کتب الفروع تماماً کما هو الحال فی کتب النحو التقلیدی . و عند سقطت دولة المرابطین ، خلفتها دولة الموحدین الظاهریة التی لاتأخذ إلا بالکتاب و السنة ، و لذلک فقد تبوأ ابن مضاء فی هذه الدولة أرفع المناصب بسبب مذهبه الظاهری فقد عمل فی القضاء فی مدینة بجایة ، و فاس ، إلی أن ولی قضاء الجماعة فی حاضرة الموحدین مراکش . [35]
و قد کان المذهب الظاهری لا یعترف بالتقلید فی الفقه و انما یدعوا إلی الاجتهاد فیه و هذا ما فعله ابن مضاء فی نحو فنراه یجتهد فیه إجتهاداً مطلقاً فلا یأخذ بالتقلید و إنما یحترم النص، و یقف أمامه ، و یقرر ما یراه فیه دون زیادة أو نقصان ، و قد أشار السیوطی و ابن فرحون ، و أحمد أمین إلی تفرد ابن مضاء ، و اجتهاده فی النحو ، و عدم التقلید فیه، و قد شجعه علی ذلک موقعه من السلطة التی تحمیه و تدعم موقفه ، و ثورته لأنها ضد التقلید ، و ضد المشرق .
هکذا کلّ ما تقدم من عصر ابن مضاء و ثقافته و الظروف الفکریة التی کانت تعیشها دولة الموحدین، و التی خلقتها طبیعة دعوتهم المذهبیة قد ساعدت اتجاهه العقلی کما هیأت له الجو الصالح للقیام بثورته النحویة ، و الدعوة إلیها ، و الدفاع عنها ، بل ان هذه الظروف مجتمعة قد جعلته من أنسب الناس لحمل لواء هذه الثورة ، فقد عاصر حملة دولته علی الفقه و فروعه و أوضاعه في المشرق ، کما أنه تولی أخطر المناصب فیها ، هذا بالاضافة إلی أن جمیع خلفاء الدولة الموحدیة الذین عاصرهم ابن مضاء کانوا من العلماء النابهین الذین شارکوا فی النهضة الفکریة بفعالیة و قوة . [36]
و هکذا توفر لابن مضاء القرطبی القوه السیاسیة ، و الفکریة ، و الجرأة الشخصیة فتمکن أن یتنقل منهج التفکیر الثوری علی الأوضاع الفقهیة الجامدة إلی النحو و أصوله و أسسه ، و فروعه .
استنتاج:
نستنتج من أبحاث ماضیة أنّ عصر ابن مضاء ، و ثقافته ، و الظروف الفکریة التی کانت تعیشها دولة الموحدین، والتی خلقتها طبیعة دعوتهم المذهبیة قد ساعدت اتجاهه العقلی کما هیأت له الجو الصالح للقیام بثورة النحویة ، و الدعوة إلیها ، و الدفاع عنها ، بل ان هذه الظروف مجتمعهة قد جعلته من أنسب الناس لحمل لواء هذ الثورة ، فقد عاصر حملة دولته علی الفقه و فروعه و أوضاعه فی المشرق ، کما أنه تولی أخطر المناصب فیها ، کما أن جمیع خلفاء الدولة الموحدیة الذین عاصرهم ابن مضاء کانوا من العلماء النابهین الذین شارکوا فی النهضة الفکریة بفعالیة و قوة و هکذا توفر لابن مضاء القرطبی من القوه السیاسیة ، و الفکریة ، و الجرأة الشخصیة ما مکنه من القیام بثورته علی النحو التقلیدی و ذلک عن طریق نقله منهج التفکیر الثوری علی الأوضاع الفقهیة علی النحو التقلیدی و ذلک عن طریق نقله منهج التفکیر الثوری علی الأوضاع الفقهیة الجامدة إلی النحو و أصوله و أسسه و فروعه ، فی الوقت الذی کانت فیه الدولة الموحدیة تقود حملتها و ثورتها علی المشرق بصورة عامة ، و المرابطین بصورة خاصة.
المراجع و المصادر:
- ابن جنی، أبوالفتح عثمان . الخصائص ، تحقیق محمد علی النجار. القاهرة : مطبعة دار الکتب المصریة . 1952 م .
- ابن فرحون ، برهان الدین ابراهیم بن علی بن محمد بن فرحون . الدیباج المذهب فی معرفة أعیان و علماء المذهب . مصر . مطبعة السعادة . الطبعة الأولی . 1329 ھ .
- ابن مضاء القرطبی ، ابوالعباس أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن مضاء اللخمی القرطبی . الرد علی النحاة . تحقیق شوقی ضیف . القاهرة : دار الفکر العربی . الطبعة الأولی . 1947 م.
- الأفغانی ، سعید. نظرات فی اللغة عند ابن حزم الأندلسی . بیروت : مطبعة البیان . الطبعة الثانیة . 1973 م .
- أمین ، أحمد . ضحی الاسلام . مصر : مکتبة النهضة المصریة . الطبعة السادسة. 1935 م .
- أمین ، أحمد . ظهر الاسلام . القاهره : مکتبة النهضة المصریة . الطبعة الثانیة . 1959 م .
- حسان ، تمام . اللغة بین المعیاریة و الوصفیة . القاهره : مکتبة الأنجلو المصریة . 1958 م .
- حسان ، تمام . مناهج البحث فی اللغة . الدار البیضاء : دار الثقافة . الطبعة الثانیة . 1974 م.
- الخولی ، عبد البدیع. الفکر التربوی فی الأندلس ، ط 2 ، دار الفکر العربی . 1985م.
- د. روّای ، صلاح . النحو العربی نشأته ، تطوره ، مدارسه ، رجاله . دار غریب . القاهرة . 2002 م .
- السیوطی ، جلال الدین . الاشباه و النظائر . دار الکتب العلمیة . بیروت . 1984 م .
- السیوطی ، جلال الدین عبد الرحمن بن أبی بکر. الاقتراح فی علم أصول النحو. حلب : دارالمعارف . الطبعة الثانیة . 1359 ھ.
- السیوطی، جلال الدین عبد الرحمن . بغیة الوعاة فی طبقات النحویین و النحاة . تحقیق . محمد أبوالفضل إبراهیم . مصر : مطبعة عیسی البایی الحلبی و شرکاء . الطبعة الأولی . 1964 م.
- ضیف ، شوقی . المدارس النحویه . ط 3 . دار المعارف . 1976 م .
- الطنطاوی ، محمد . نشأة النحو . مصر : دار الصاوی . 1938 م.
- عبادة ، محمد إبراهیم . عصور الاحتجاج فی النحو العربی . القاهرة : دارالمعارف . 1980م. ج : 1 .
- علام ، عبدالله . الدولة الموحدیة بالمغرب. مصر : دارالمعارف . 1971 م .
- ملین ، محمد الرشید. عصر المنصور الموحدی. ( لا. ب ) : ( لا . ن ) . مطبعة الشمال الافریقی.