الاثنين ١٩ آب (أغسطس) ٢٠٢٤
بقلم أسامة محمد صالح زامل

الاستيطان

يُطردُ العشبُ والزّرعُ والشّجرُ
من أراضيهِ كيْ يسكنَ الحَجَرُ
والهَوا الطلقُ والشّمسُ والقمرُ
فالسّماءُ يُصادرُها الغبَرُ
والحِجارُ تأبّىْ علىْ الماءِ وال
ذرُّ ليسَ يُفرقُهُ مَطرُ
والزّهورُ لِكيْلا ترَى دمعَ
أمّاتِها وهي تُجتزُّ تنْتحِرُ
والفراشُ يخلِّي أماكنَهُ
لذُبابٍ يساكنُهُ القذَرُ
والعِشا يلْقمُ العصرَ والظّهرُ من
قبلــــــــــهِ قــــد تلقَّمـــــَـهُ السّحرُ
والجبالُ تساقطُ هاماتُها
منْ شرايينِها الدّمُ مُنفجِرُ
وقفتْ جُثثًا دونما أرؤسٍ
فوقَ أكْتافِها عُمِّرتْ بُؤَرُ
والعَماماتُ بينَ السّما والسّما
كِبرياءٌ علىْ الموتِ مقتدرُ
يَستدِلُّ بهِ -حينَ عودتهِم-
الدُّعاةُ لذا فهْيَ تنتظرُ
يستظلُّ بها الشّاهدانِ علىْ
الظّلمِ والجُرمِ: السّمعُ والبَصرُ
فتقصُّ على المَسْمعِ الأذْنُ وال
عينُ تحكِيْ لهَا العينُ والصّورُ
وابتهالاتُها والصلاةُ إلىْ
أنْ يُطيّرَ منهُم لها خبرُ
مثلَ صَيْحةِ حقٍّ بهِ بَعثُها
بينما يهلكُ المُنْظرُ البطِرُ
وإذا لمْ تُصلِّ الجبالُ فمنْ؟
ودُعا منْ سيسْتمِعُ القدَرُ
والنُّجومُ الّتيْ اعتادَ أشرافُها
أنْ يمُرُّوا بها وهْيَ تنْحَدِرُ
منْ لأوجاعِها بالدَّوا والدُّعا
حينَ يبلغُ مبلغَهُ السَّفرُ؟
من سيُشعلُها بالأراجيزِ حتّى
تُلالي ويُستَمْلحُ السهرُ؟
والأراجيزُ إنْ لمْ تقُلْها الجِبا
لُ فمنْ؟ ولِمنْ يطربُ القَمرُ؟
وهدَايا الجُدُودِ لهَا من سلا
سلَ يُطرِقُ مِنْ حُسنِها النّظرُ
بُعثِرَتْ حالُها حالُ واهبِها
في المتاحفِ يُلفىْ لهَا أثرُ
وبُطولاتُ جدِّيْ معَ الأُسْدِ وال
غولِ تُحْكىْ وأبطالُها الخزَرُ
والأكُفُّ الّتي لمْ يجُعْ فوقَها
ابنُ السّبيلِ أو اللّاهفُ الوَجِرُ
أو جناحانِ أوْ حافرٌ أو نُيو
بٌ تقيها العرائنُ والوُجُرُ
لهِبتْ سُوقُها فالشرايينُ مقْــ
طوعةٌ والقُنِيْ لاثَها البَقرُ
فانتفىْ اللوزُ والتّينُ والزّيتُ منْـ
ها ويُرسَلُ مِنها لنا جَزرُ
وابتسامُ الزّهورِ علىْ غُدُرٍ
ضاعَ في دنْدنٍ أصلُهُ الحَشرُ
والرّمالُ الّتي غاثَها جبلٌ
كفرَتْ مثلما أهلُها كفَروا
والّذي يجْحدُ اللهَ أو فضلَهُ
ما اسْتجارَ بهِ عاقلٌ بَشرُ
والكبيرانِ من حولِها واحدٌ
ذنبُ أبنائِهِ أنّهُم عبَروا
والشّماليُّ ما ماتَ أبناؤُهُ
ذنبهُ النّارُ في الدّمِ تسْتعِرُ
والصِّغارُ بمَوطِنِها شُغلوا
بالّتيْ يومَ أنْ أُجرِيتْ خسِروا
ليتَ أسْماعَهم سمِعتْ حَشْرَجات
شوامِخِها وهْيَ تحتضِرُ
أوَكانوا سيمْحونَ عارَهمُ
أمْ بهِمْ ذلّةٌ ليسَ تنحسِرُ
ما نجَا من جُدودِ الجدودِ سِوى
الليِّنِ السّهلِ أو مَنْ بهِ قِصَرُ
كيْ يمزّقَهُ الزّنُما إربًا
تُستباحُ علىْ أنّها نِمَرُ
رحلَ الأوّلانِ وعثمانُ ما
ظلَّ إلّا الأحاديثُ والسِّيَرُ
وبنو هاشمٍ في غِيابِهمُ
وأميّةُ طالَ بهِ السّفَرُ
وإلىْ أنْ يعُودوا فليسَ لها
غيرُ ربٍّ لهُ السّمعُ والبَصرُ
والصّلاةُ على سيِّدِ الخلْقِ والشْـ
شُهداءَ ومنْ بعدهِمْ صبَروا


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى