الأحد ٢٤ آب (أغسطس) ٢٠٠٣
بقلم سمير قديح

الاعترافات الكاملة للجاسوس الإسرائيلي عزام عزام وشبكته التجسسية في مصر 1 من 8

الحلقة الأولى

سافر عماد عبد الحميد إسماعيل من مصر إلى إسرائيل في 24فبراير عام 1996 ضمن وفد خاص بالشركة السويسرية التي يعمل فيها والتي يمتلكها شريكان أحدهما مصري والآخر إسرائيلي وكان هذا الوفد يضم أحد عشر شابا مصريا توجهوا للتدريب داخل شركة "يتفرون" الإسرائيلية للملابس الداخلية.

تعرف عماد بعد ستة أيام من وجوده داخل إسرائيل بفتاة إسرائيلية تدعى زهرة يوسف جريس 35عام وصديقتها شادية أحمد إسماعيل القائمة بتدريبه بالشركة وتوطدت هذه العلاقة خاصة أن الفتاتين كانتا كثيرتا التردد عليهم بالفندق "بالم بيتش" بعكا الذي يقيمون فيه ولم يخل الأمر من اصطحاب زهرة لعماد بمفرده لاصطحابه بسيارتها في رحلات داخل المدينة بالقرب من بعض المستوطنات وأوحت له عندما علمت شدة حاجته للمال أن بإمكانها مساعدته في السفر إلى أمريكا حيث يعيش عمها وأولاده هناك وذلك بشرط الزواج منها.دارت الأيام بعماد وعاد إلى القاهرة في يوم عيد الأم من العام 1996.

وبدأت زهرة في الاتصال به بدعوى الاطمئنان عليه هو وأصدقاؤه وفي أول أيام إبريل من العام نفسه علم عماد أن خلاف نشب بين الشريكين المصري والإسرائيلي واتجه الشريك الإسرائيلي إلى شريك مصري آخر واتفق معه على أن يأتي بمندس إسرائيلي للتدريب داخل الشركة بمصر.وفي منتصف شهر إبريل 1996 اتصلت زهرة بعماد وطلبت منه استقبالها وصاحب المصنع بمصر لدراسة إقامة مصنع جديد بمصر فتوجه عماد إلى شرطة السياحة في 24/4/1996 لإبلاغهم بأمر قدوم زهرة وصاحب المصنع فطلبت منه الشرطة بأن يبلغ عن تحركاتها داخل مصر لحمايتها.وفي 26/4/1996 توجه عماد وأصدقاؤه الإسرائيليون بعد استقبالهم إلى فندق فلسطين بالإسكندرية ثم عادوا إلى فندق إنتركونتننتال بالقاهرة بعد أن نقلا إقامتهما فيه فتبادر إلى أحد ضباط الشرطة بعض الشكوك في عماد فقام بعرضه مصحوبا بمذكرة إلى جهاز مباحث أمن الدولة بلاظوغلي التي أفرجت عنه في اليوم التالي بعد التحقيق معه ونصحوه بعدم اصطحابهما وانتهى الأمر على هذا النحو.

سافرت زهرة وصاحب المصنع ثم عاودت الاتصال به وعلمت منه أنه ترك المصنع بسبب بعض الخلافات فطلبوا منه التوجه إلى أحد المصانع بالأردن بتوجيه منهما للعمل به فلم يترك الفرصة واتجه على الفور إلى المصنع الأردني فكانت المفاجأة أن قانون المنطقة الصناعية هناك يحول دون عمل أي جنسية غير الأردنية فاتصل بصديقته زهرة وأخبرها أنه سيتجه إلى القاهرة غير أنها أقنعته بالبقاء على وعد باللقاء في الأردن خلال أيام.

جاءت زهرة إلى الأردن والتقت بعماد وأخبرته بأنها سوف تجهز له أوراقا للعمل داخل إسرائيل.

غادر عماد إلى إسرائيل وفور وصوله استقبله وفا عزام وهو درزي إسرائيلي وذهب به إلى الفندق وتركه ثم عاد في السابعة صباحا حيث قاما بجولة على مصانع الشركة بداية من الإدارة بسور شالوم ثم مصنع سيجاف ثم عين الأسد ثم كفر مندل ثم الجشن بالجنوب اللبناني.

وبعد الجولة توجها إلى المنطقة الصناعية تيلدان ثم تناولا طعام الغذاء بطيريا وعادا إلى الفندق لقضاء السهرة بصالة الديسكو وفي اليوم الثالث توجها إلى المصنع الذي سيتدرب فيه عماد، فكان نصيبه داخل مصنع سيجاف وأشرفت على تدريبه في البداية المشرفة دلال ولكنها لم تعلمه شيئا وفجأة اقتحمت عليه شادية أحمد إسماعيل صمته ودعته إلى خط الإنتاج الخاص بها وقامت بتدريبه وفي اليوم الأول من الأسبوع الثاني التقى "بازاك" وهو متعهد حفلات والذي عرض عليه ممارسة الجنس مع إحدى الفتيات،وقام بالفعل بممارسة الجنس داخل غرفة خاصة بها،بدأت الدوامة تدور برأس عماد عندما بدأ الاعتراف أمام أكبر طاقم تحقيق من أجهزة الأمن المصرية وعلى رأسها المخابرات العامة حيث يقول"في اليوم التالي وأثناء وجودي في المصنع تقدمت منى "علا" ودعتني إلى خط إنتاجها فذهبت معها ودار حوار بيننا فهمت منها أنها ترغب في السفر إلى مصر والحياة فيها فعرضت عليها الزواج فطلبت مني أن أتحدث إلى أهلها في الأمر وفي اليوم الثاني فوجئت "بعائشة " سكرتيرة المدير تستدعيني لتخبرني بأن ذلك سبب مشكلة لعلا فاعتذرت عن ذلك ،وبعد مضي أسبوعين كانت عيون عماد عبد الحميد تبحث عن الجنس فقال لعزام يبدو أننا أتينا للحج داخل إسرائيل لأننا لم نعاشر حتى الآن فتياتكم فلم يكن من عزام سوى أن صحب يهوديتين روسيتين في المساء وعرضهما على عماد وأصدقائه .يقول عماد خرجت معهما ومارست الجنس بأشكال مختلفة وأوضاع متعددة.

بدأت شادية وعزام في اللعب بأوتار الشباب عندما عرضت شادية على عماد اصطحابها في جولة مشتريات داخل المدينة فوافق وصحبته بسيارتها الخاصة وكان هذا أول لقاء لعماد بزهرة صديقة شادية.
وبطريقة القروي الساذج قال عماد لزهرة :نحب نتعرف فأهملته بل وعاملته بجفاء شديد وعندما قامت بشراء بعض الحاجيات عرض عليها بطريقة أولاد البلد أن يحمل عنها فعاملته باشمئزاز.

تعددت لقاءاته بعد ذلك بزهرة وبدأت بطريقة مفاجأة في تغيير طريقة تعاملها معه وبدأت تصحبه في رحلات خلوية خاصة عندما صحبته بالقرب من بوابة حديدية وعندما استفسر منها عن هذه البوابة فقالت له أنها مستوطنة.يقول عماد لاحظت زهرة مخاوفي من الوقوف بجوار المستوطنة اتجهت بنا إلى عكا ـ وكان عزام قد أبلغني مسبقا أن زهرة ثرية وعلى الشاطئ بدأنا في التقاط الصور التذكارية في ساعتها تدخلت سيارة شرطة ولكن زهرة تحدثت معهم بالعبرية فتركونا ومضوا إلى سبيلهم وعدنا إلى السيارة وجلسنا على المقعد الخلفي وبدأت تقبلني بعنف وفجأة لاحظت وقوف سيارة بجوارنا وظلت واقفة أكثر من خمس عشرة دقيقة ثم مضت في طريقها.
صحبتني زهرة في اليوم التالي إلى عكا وفي الطريق أشارت إلى أحد المباني التي تقف أمامها سيارات شرطة وقالت لي: أن لي واسطة بهذا المبني ـوقضيت معها نزهة رائعة وعند عودتنا أشارت إلى منطقة خالية وقالت هنا كانت تسقط صواريخ صدام حسين ولاحظت أن المنطقة قريبة من محطة كهرباء ضخمة للغاية.

ينتقل عماد بعد ذلك للتدريب بكفر مندل ـ على حد قوله ـ وزهرة دائمة الاتصال به وفي يوم من الأيام ـ قامت زهرة بتوصيل مجموعة الشباب إلى الفندق وطلبت من عماد أن يبقى داخل السيارة ودخلت بها إلى كراج الفندق وعادا مرة أخرى إلى ممارسة ما كانا يفعلانه داخل السيارة بين حكايات الشوق الملتهب التي صرح بها عماد وعذوبة فتاة لعوب بلغت الخامسة والثلاثين ولكم أن تتصوروا المشهد.

في يوم الثلاثاء من الأسبوع الرابع لعماد بإسرائيل التقى بزهرة وذهبا معا إلى منطقة نهرية وجلسا معا حوالي ساعة على شاطئ البحر ، انتقلا من الشاطئ إلى داخل السيارة وعلى المقعد الخلفي جلست هي بطريقة بدا منها أنها تتعمد هذا الاتجاه وبعد حوالي ربع ساعة من اندماجهما في الحديث وخلافه اقتربت سيارة ميكروباص زجاجها مغطى بستائر ووقفت بجوار سيارتهما نزل منها شاب وفتاة لممارسة الجنس بجوار سيارتهما حتى تحركت زهرة وعماد بسيارتهما إلى الفندق وقد كانت هذه المنطقة مليئة بالجنود والفتيات.في اليوم الأخير لعماد بإسرائيل جاءت زهرة وشادية واصطحبتا عماد للعشاء في مطعم سمعان بعكا وعندما عادوا إلى الفندق وجلسوا داخل الريسبشن وصل شخص يدعي "ميكي" وتحدث مع زهرة في زاوية من الفندق فنادت على عماد وقدمته لميكي على أنه مهندس مصري جاء للتدريب في إسرائيل وكان هذا هو أول لقاء بين عماد وميكي باغوث.

في صباح اليوم المقرر فيه عودة عماد إلى القاهرة كان اللقاء هاتفيا بين زهرة وعماد ساخنا رقيقا تواعدا معا على اللقاء مرة ثانية فكانت العودة يوم 21/3/1996 بعد وصول عماد وزملائه إلى القاهرة بتسعة أيام علم الجميع أن خلافا نشب بين الشريكين المصري والإسرائيلي وكانت زهرة قد اتفقت مع عماد على الاتصال تليفونيا في تمام الساعة التاسعة مساء من كل جمعة.اتصلت زهرة وأخبرت عماد بمجيئها إلى مصر فقام عماد بإبلاغ شرطة السياحة التي نصحته بالإبلاغ عن أي مكان يتوجهوا إليه لحماية السائحين وذلك عبر ضابط شرطة السياحة في كل مكان وقد كان حتى غادرت زهرة القاهرة .حدث خلافات بين عماد ومدير المصنع فترك العمل به وأبلغ زهرة التي طلبت منه الحضور إلى الأردن للعمل بأحد مصانع إحدى المناطق الصناعية هناك وعندما سافر في 19/5/1996 ظهر "ماهر "فجأة أمام عماد على أنه صديق زهرة التي توسطت له لمساعدة عماد في السفر إلى إسرائيل وأخذ ماهر يحدث عماد عن جمال دولة إسرائيل وديمقراطيتها ويصفها له على أنها أعظم دول العالم ثم صحبه إلى فندق" فلادلفيا" بعمان.

لم يكن عماد يدري ما يدبر له على حد قوله وفجأة أخرج ماهر ألبوم صور وانتحى بعماد جانبا وبدأ يعرض عليه صورا بالألوان الطبيعية له أثناء ممارسته الجنس مع زهرة حقا كانت الأوضاع مشينة للغاية أدت إلى انهيار عماد نفسيا .

بدأت رأسه تدور شمالا ويمينا وقبل أن يستعيد اتزانه كانت كلمات ماهر كالسم الزعاف على عظمه والمستقبل الحالم الذي ينتظره فوق أرضها وكيف يمكن أن يجوب العالم كله بأوراق لن يعرف عنها المصريون شيئا وأن إسرائيل قادرة على حمايته في أي مكان وأن الأجهزة الأمنية المصرية ضباطها لا يجيدون إلا الجلوس داخل المكاتب وأنهم لا يعرفون أي شئ عن التكنولوجيا الهائلة لإسرائيل.

كانت عيون عماد جاحظتين وأصبح مهيئا نفسيا لقبول الوضع الذي سيمليه عليه ماهر الذي اقترب منه وأخرج إقرارا بالعمل مع الموساد الإسرائيلي ليوقع عليه عماد ويحصل على أول مكافأة له ثلاثمائة دولار ثم أخرج محررا رسميا بالمبلغ ووقع عليه أيضا عماد دون تفقيد المبلغ بدأ ماهر في تهدئة عماد نفسيا وبدأ يشرح لعماد المستقبل الذي ينتظره فوق أرض إسرائيل ومحاولة التخفيف عنه ولكنه الطرق على الحديد وهو ساخن عندما بدأ في تدريبه على استيفاء المعلومات حول قياس الرأي العام إزاء بعض القضايا ومشاكل المجتمع والأزمات التي يتعرض لها وكيفية حفظ ذلك بالذاكرة دون تسجيله على أوراق.وكانت بداية المهمة ـ على حد قول عماد ـ تدور حول أعداد المصريين القادمين إلى الأردن يوميا ولو بشكل تقريبي وأعداد الراغبين في الدخول إلى لبنان وزعماء تهريب هؤلاء المصريين إلى لبنان وسوريا والعكس ومدى إقبال المصريين على الجنس بالأردن والعديد من الأمور الحياتية مثل المشاكل التي يتعرض لها المصريون فوق الأراضي الأردنية وقام عماد فعلا بالإجابة على بعض هذه الاستفسارات في حينه ثم قام بكتابته في تقرير داخل حافظة أوراق معدة كوسيلة إخفاء ثم قام ماهر بإزالته بواسطة تركيبة خاصة وكان قد أظهر هذه الأوراق خاص بمكاتبات خاصة بإحدى الشركات السياحية .

سقط عماد في المستنقع وتسلمته زهرة وتمكنت من تعليمه في يومين اثنين فقط كيفية كتابة الرسائل بالشفرة من الكتاب المقدس بحيث يتم تجميع العبارات بأشكال مختلفة بطريقة حسابية وقام عماد بالفعل بعدة محاولات أثناء تدريبه وصفها بنفسه بأنها كانت ناجحة وكانت الطريقة الحسابية مدونة في كتيب صغير رفضت زهرة منحه لعماد بدعوى أن ماهر سيمنحه آخر.

مضى يومان والتقت زهرة مع عماد بفندق "فيلادلفيا" وأكدت عليه أن يتصل باكرا بماهر حتى يتم اللقاء بينهما لمناقشة عدة أمور وبالفعل بدأ عماد في الاتصال ولكن لم يجد ماهر طوال هذا اليوم حتى اليوم التالي .اتصل عماد بزهرة في الفندق فأخبرته أن أسرته تم القبض عليها بمصر وقالت له أن ذلك حدث منذ مجيئك للأردن وأن المعلومات المتوافرة لديها تؤكد ذلك .

سقطت سماعة التليفون من يده بينما سقط هو في أعماق مخاوفه وظنونه فمضى مسرعا لا يدري إلى أين يتحرك وساقته أقدامه للهروب من عماد إلى جرش والتقى بأحد المصريين هناك الذي وفر مبيتا له داخل محل حلاقة وفي الصباح علم عماد أن الحلاق مطارد من المخابرات الأردنية بسبب علاقاته النسائية فعاد عماد إلى عمان هاربا من جحيم إلى جحيم. فشل عماد في الإقامة بمساكن الشبيبة والتقى بأحد المصريين الذي استضافه لمدة أسبوع لم يبرح فيه غرفته من أشباح السقوط ومن ثم الإعدام وحتى جاء يوم الجمعة عندما توجه إلى أحد المساجد ربما يستغفر ربه ويتوب وعقب خروجه من المسجد فوجئ بمن ينادي عليه من الناحية الأخرى من الطريق الذي يمضي فيه.

كانت المفاجأة عندما رأى زهرة يوسف جريس وصديقتها منى أحمد شواهنة يقتربان منه فأحس قواه تنهار فاصطحبتاه وكأن إرادته قد سلبت منه إلى فندق حياة عمان واقتربت منه منى أحمد شواهنة وسألته لما لم تتصل بأهلك في مصر وأكدت أن شيئا لم يحدث لهم كما قالت زهرة ولم يكن من زهرة سوى أن أومأت برأسها للاتفاق مع منى فيما تقوله وقالت منى لقد كانت هذه رؤية بعض الأصدقاء في إسرائيل لقياس رد فعلك ونصحتني بالاطمئنان على أسرتي والسفر إلى مصر.
لم ينس ماهر أن ينصح عماد بالتخلص من كل ما هو "عبري" سواء أكانت كروتا أم عبارات مدونة على أوراق مع الاحتفاظ ببقية كروت شركات الملابس الأردنية حتى إذا ما تعرض عماد لمضايقات أمنية فإن هذه الكروت ستكون بمثابة دليل قاطع على أنه كان يبحث عن عمل بالأردن في تخصصه.

قال ماهر أيضا لعماد عليك أن تعود للأردن بعد شهر ونصف الشهر لاستلام راتبك على أن تقوم بجمع المعلومات حول عدد المصانع في مدينتي العاشر من رمضان و ستة أكتوبر ومتوسط عدد العمالة ونوعية هذه المصانع والبلاد المستوردة لإنتاجها والأزمات الاقتصادية والمواد الغذائية الناقصة داخل مصر ومدى تقبل الشارع لحكومة مصر وشعور المصريين تجاه نتنياهو ومدى مؤشرات التفاؤل بالنسبة لعملية السلام وأحاسيس المواطنين عند زيارة مسؤول إسرائيلي للقاهرة.

وطلب ماهر من عماد أن يقوم بزيارة مباحث أمن الدولة بلاظوغلي ويقدم الشكر للضابط الذي نصحه بعدم الزواج من إسرائيلية أثناء التحقيق معه وتوطيد علاقته به ومحاولة تدعيم العلاقات مع هذا الجهاز.وقال ماهر لعماد:"عندما تعود إلى الأردن ومعك هذه المعلومات سيلتقي بك ميكي ليمنحك 1000دولار هذا بخلاف مصاريف السفر والإقامة ومكافأة تقدير من الجهاز للمعلومات التي ستأتي بها.
ووعده بأن ميكي سيجهز أوراقه للسفر إلى إسرائيل وذلك للتعلم على أحدث أجهزة الإرسال والاستقبال .عاد عماد إلى مصر وتوالت اتصالات زهرة التليفونية حتى أخبرته أن شادية بمصر وأنها ستتحدث معه تليفونيا لتهنئته بعيد ميلاده في 28/6/1996 وبالفعل طلبته شادية وهنأته بعيد ميلاده فدعى أصدقاؤه الذين كانوا معه في إسرائيل لزيارتها بفندق البارون.

يقول عماد توجهت إلى شادية لأخبرها بالتنبيه على زهرة على عدم الاتصال بي وكنت أخشى أن أجد ماهر معها في الفندق لأنه كان قد طلب مني معلومات حلو المنشآت السياحية ومتوسط أفراد الحراسة ورواتبهم ودورياتهم وتسليحهم وغيره.

عاد عماد إلى قريته الراهب وقد أبلغ صديقه أحمد الناظر بأن يبلغ كل من يتصل به على تليفونه ـ على حد قوله ـ بأنه قد سافر للسعودية وبالفعل انقطع الاتصال به مدة شهرين وبعدها عاودوا الاتصال به حتى تلقى مكالمة من زهرة التي طلبت أن يتوجه في أقرب وقت إلى أي دولة أوروبية ليلتقيا هناك وقد حاول عماد الحصول على تأشيرة دخول لأسبانيا ولكنه فشل.

بعدها حاول عماد الحصول على تأشيرة دخول لدولة المجر وقد نجح بالفعل وقام بحجز تذكرة ذهاب وإياب غير أن شيئا ما أوقفه عن استكمال الرحلة.

انتهى عماد عبد الحميد إسماعيل من كتابة تقريرا مفصلا عن رحلة تجنيده ... من وجهة نظره.... داخل إسرائيل والأراضي الأردنية والذي قدمه إلى الأجهزة الأمنية في مصر .

وقد ذكر فيه جانبا من الحقيقة وأخفى العديد من التفاصيل التي تكشفها تحقيقات النيابة كما كشفتها أيضا تحريات جهة أمنية رفيعة المستوى.اتفق تقرير التحريات مع ما ورد في تقرير عماد في بعض النقاط كان أهمها سفره إلى إسرائيل وتوطيد علاقته بزهرة يوسف جريس وأنه كلف في الأردن ببعض الاستفسارات الاقتصادية والسياسية والعسكرية والأمنية وأجاب عليها في حينه مما أدى إلى مكافأته بمبلغ مائة دولار وأسفرت التحريات الأمنية على أن عماد يجوز بمسكنه بقرية الراهب بشبيه الكوم المنوفية على وسائل إخفاء وبعض المحاليل للكتابة السرية وباستدعاء المتهم في 23/10/1996 اقر بصحبة ما جاء في تقرير التحريات وحرر إقرارا بخط يده يتضمن نشاطه أثناء وجوده في إسرائيل وكيفية تجنيده وفي تمام الساعة العاشرة والنصف مساءا من يوم 23/10/1996 صدر إذن النيابة بإلقاء القبض على المتهم عماد إسماعيل وبالفعل تم إلقاء القبض عليه وتبين أن الإقرار الذي وقعه عماد إسماعيل الذي يفيد بموافقته على العمل مع الموساد الإسرائيلي كان نصه كالتالي:

أقر أنا عماد عبد الحميد أحمد إسماعيل المصري الجنسية وبكامل إرادتي أنني أرغب في الدخول والإقامة بدولة إسرائيل وأنني على أتم استعداد للتعاون مع جهاز الاستخبارات الإسرائيلي ـ الموساد ـنظير ما يقدمه لي من خدمات إرساء للحرية واحتراما للديموقراطية بها وأنني على كامل الاستعداد للتضحية بكل ما أملك من وسيلة لنصرة شعبها" التوقيع عماد عبد الحميد أحمد إسماعيل عمان الأردن.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى