الاعترافات الكاملة للجاسوس الإسرائيلي عزام عزام وشبكته التجسسية في مصر 6 من 8
الحلقة السادسة:
من هم أصدقاء عزام في القاهرة ؟ ومن هي حبيبته المصرية؟ وما هي علاقته بابن الفنان شكري سرحان؟ وما هي أرقام التليفونات التي وجدت معه؟
مفاجآت مثيرة كشفت عنها التحقيقات مع المتهم عزام متعب عزام الذي قبض عليه بفندق السلام بمصر الجديدة وبتفتيش غرفته تم العثور على العديد من الأوراق التي دون فيها أرقام تليفونات أصدقائه في إسرائيل وفي القاهرة فمن هم أصدقاؤه.
السطور القادمة تجيب على هذه الاستفسارات.
قبل أن ينتهي عزام من تعقيبه على ما دار في المواجهة المثيرة بينه وبين عماد إسماعيل حاول عزام أن يلقي مرة أخرى بالتهمة على زهرة يوسف وميكي خاصة بعد أن واجهه عماد إسماعيل بما أنكره في بداية التحقيقات فكانت هذه السطور .
– النيابة:ما هو تصورك حول كيفية قيام زهرة يوسف جريس بترتيب إستلام عماد عبد الحميد إسماعيل للبديهات من مصنع عين الأسد؟
– عزام : أعتقد أن هي قدرت تودي البديهات للمصنع بتاع عين الأسد عن طريق واحدة من أصحابها في المصنع بدليل أنها زي ما عرفت أن هي قالت لعماد أنه يحافظ على البديهات دي وأنا معرفش هي عرفت منين إن أنا أديته البديهات دي وأنا مقلتش لزهرة خالص إن أنا أديت لعماد البديهات دي.
– النيابة: بماذا تعلل تسليم تلك البديهات لعماد عبد الحميد إسماعيل بمثل تلك الصورة الواردة في التحقيقات؟
– عزام:أنا أعتقد أن ده تخطيط أتعمل عشان زهرة تبعد نفسها عن الموضوع ده وفيه إحتمال إنها تمت بالصورة دي عشان عماد يأخذها وهو مطمئن ويخشى مصر وهو مطمئن عشان كده الاتصال تم من زهرة معاه لما جه مصر وزي ما عرفت إنها قالت له يخلي باله من الحاجات دي.
وفي يوم 18/11/1996 كان يوم النظر في تجديد حبس المتهم عزام متعب عزام فسألته النيابة في حضور محاميه شريف غراب.
– النيابة:هل لديك ثمة أقوال فيما نسب إليك من إتهام؟
– عزام:أنا عايز أقول أن احتمال تكون البديهات اللي أنا سلمتها لعماد تكون زهرة بدلتهم وتكون حطت مكانهم بديهات ثانية فيها الحبر السري واحتمال وارد يكون الكلام ده حصل لما زهرة جت مصر وقابلت عماد هنا وأنا عايز أقول أن أنا لو كنت أديت لعماد حاجة وحشة فازاي هنزل مصر بعد كده .
وتنتقل ذاكرة عزام إلى ما دار معه داخل مصر من علاقات بالمصريين فهو يقول "أنا ليه علاقة حب بواحدة بتشتغل في الفندق اسمها عزة.
واتعرفت عليها من حوالي ثلاثة شهور لما بدأت أقيم في فندق السلام وكنت مرة قاعدة في اللوبي بتاع الفندق فجت وكلمتني وسألتني عن رأيي في الفندق من ورقة كانت معاها هل اللي ينضفوا الغرف بينضفوها كويس وسألتني عن رأيي في جميع الخدمات بالفندق ومن يومها وأنا بقعد معها على طاولتها في لوبي الفندق وأتكلم معاها وأول مرة قعدت معاها عرفت إني إسرائيلي فهي اتخضت فقلت لها إن فيه في إسرائيل عرب وأنا منهم فدي كانت حاجة غريبة بالنسبة لها وابتدينا نخرج مع بعض للغداء والعشاء وكان الوقت اللي مسموح لها تقعده معايا هو ساعة ونصف بالكثير في المرة وأنا اتعرفت على أخواتها وهم عرفوني بس أنا معرفش بيتها فين"
وبدأت النيابة تواجه عزام حول كل ما عثر عليه بغرفته بالفندق للوقوف على اتصالاته داخل القاهرة وخارجها.
– النيابة:من أين حصلت على الخطاب الذي كان بحوزتك أثناء تفتيشك؟
– عزام:قبل ما اتمسك كنت مع واحد صاحبي إسرائيلي اسمه فايز بنشتري جزم من محل زلط بشارع سليمان باشا ودار حوار بين صاحب المحل وفايز وبيني وقاللي أنت لهجتك بتدل على أنك من شبرا فأنا ضحكت وفايز قاله احنا فلسطينيين من إسرائيل فسأل من منكم القريب من منطقة الناصرة فقلتله إنها تبعد عن بيتي بحوالي 35 دقيقة بالعربية فقال ممكن أبعت معاك رسالة لأخوة وأنا لما أوصل إسرائيل أحطها في البوستة فقلتله موافق وهو كتبها قدامي وكان فيها سلامات وموجهة لشقيقه واسمه جمال منصور والعنوان كان على مطعم اسمه الطابون في منطقة القاهرة بإسرائيل وصاحب المحل سألني المطعم ده فين فقلتله أنا معرفوش قبل كده.
– النيابة:ما هو سبب إحتفاظك بخمس استمارات خاصة بالحصول على تأشيرة لدخول البلاد صادرين من القسم القنصلي بسفارة مصر بتل أبيب؟
– عزام:عشان أخذ تأشيرة لدخول مصر لازم أملا بليكش وأحط على الطلب صورة ولازم أقدم أربع طلبات والباسبور عشان أخذ فيزا للدخول وأنا كنت مليت طلب وفيه أربع نسخ فاضين كان المقرر أملاهم وأسلمهم عشان أخذ تأشيرة دخول المرة اللي جاية.
– النيابة:ما هي علاقتك بالأسماء الواردة بالورقة التي عثر عليها بحجرتك في فندق السلام ومن هم أصحاب العناوين الواردة بها عرضت النيابة عليه الورقة؟
– عزام:الورقة دي مكتوبة بخطي وعبد الحليم ده شغال في السفارة المصرية بتل أبيب وأنا كنت اتصلت بالتليفون بالسفارة عشان أعمل فيزا ليه وهو اللي رد عليه في التلفون وعرف مني إني باشتغل في شركة لتصنيع الملابس وأنا عرضت عليه أرسله هدية من منتجات الشركة فهو طلب مني أديها لزوجته "ع.ع" في مصر وأعطاني رقم تليفونها اللي مكتوب في الورقة عشان أتصل بيها أسلمها الهدية واتصلت بيها في مصر وسلمتها عدد من الكلوتات من إنتاج الشركة وعادل عثمان اللي اسمه مكتوب في الورقة شغال هناك في السفارة المصرية وبرده عرفته عن طريق التليفون وعرضت عليه موضوع الهدية وسلمت مدام"ع.ع"الهدية بتاعته عشان توصلها لخطيبته وكانت عبارة عن كلوتات حريمي وكان عادل أداني رقم تليفون أخوه محمد في مصر على أساس أني لو ما عرفتش أدي الحاجات بتاعته لمدام "ع.ع"أكلم أخوه على الرقم ده وأسلمه الهدية وإن مش فاكر العنوان اللي مكتوب في الورقة 6شارع الفتح بالجيزة بتاع مين ولا رقم التليفون اللي جنبه بتاع مين أما العنوان اللي مكتوب خلف الورقة شارع 8زامل متفرع م عزبة نوفل فهو الأستاذ عادل أخو مدام"ع.ع".
– النيابة:ما مناسبة عرضك تقديم هدايا من منتجات الشركة للعاملين بالسفارة المصرية الذين قررت بأسمائهم بالتحقيقات؟
– عزام:تقديرا لأنهم كانوا يساعدوني في إني آخذ فيزا لدخول مصر؟
– النيابة:وهل كانت هناك عقبات تحول بينك وبين حصولك على تأشيرة دخول البلاد؟
– عزام : محصلش ولامرة وأنا جيت أعرض عليهم الهدايا مش لأي سبب.
– النيابة:وما هو مقابل تقديمك هدايا لهم؟
– عزام:هو كان طلب مني لو فيه أي عقبات في صدور الفيزا بتاعتي هيسهلوليه وفعلا ما كانش فيه أي عقبات خالص.
– النيابة:وما هي الهدايا التي قدمتها لـ"ع.ع"زوجة من يدعى عبد الحليم الذي يعمل بالسفارة المصرية بإسرائيل؟
– عزام:كلوتات حريمي من منتجات الشركة ومش فاكر عددها قد إيه؟
– النيابة:ومتى سلمتها تلك الهدية؟
– عزام : من حوالي ثلاث أسابيع وأنا رحت لها في بيت أخوها اللي هو في عنوان شارع 8زامل بعزبة نوفل.
– النيابة:ومن الذي تسلم منك تلك الهوية؟
– عزام : هي أخذتها مني في بيت أخوها؟
– النيابة:وما هو الحوار الذي دار بينك وبينها في ذلك اللقاء؟
– عزام :سألتني عن أخبار الشغل إيه وعرفت منها أنها بتشتغل سكرتيرة في شركة اسمها العمارة الحديثة بالقاهرة وعنوانها من الورقة ديه.
– النيابة:وهل تقابلت مع زوجها في إسرائيل؟
– عزام : أنا معرفش إلا عن طريق التليفون.
– النيابة:وما هي الأعمال التي قام بها من يدعى عبد الحليم في سبيل استخراج تأشيرة دخولك مصر؟
– عزام : أنا معرفش هو عمل إيه بالضبط إلا إني أنا أخذت التأشيرة.
– النيابة:كم مرة اتصلت به تليفونيا؟
– عزام: مرة أو اثنين
– النيابة: وما هي الوظيفة التي يشغلها في السفارة المصرية؟
– عزام:معرفش بالضبط وظيفته إيه.
– النيابة:وما الذي دعاك للاتصال بعادل عثمان؟
– عزام:اتصلت مرة في السفارة رد عليه عثمان فقلتله أنهيت جواز السفر مع الأبليكيشن مع كاتب من الشركة عشان آخذ فيزا فقالي خلاص أبعت الورق وحخلص الورق في أربعة أيام بدل أسبوع وأنا حبيت أشكره وقلتله أحب أديلك حاجة ومقلتلوش إيه هي فقال تقدر تديها لأخويا لما تنزل مصر وأداني نمرته فعلا واتصلت وما كانش موجود فاديت الهدية لمدام"ع.ع" في نفس المشوار وهي عبارة عن كلوتات حريمي مش فاكر عددها .
– النيابة:و لماذا لم تتصل بمن يدعي عبد الحليم خاصة أنه قد أنهى لك من قبل إجراءات حصولك على تأشيرة بدخولك البلاد؟
– عزام: عادل عثمان هو اللي رد عليه ساعتها.
النيابة: وما هو الوقت المعتاد الذي يتم فيها استخراج أو صدور تأشيرة دخول مصر؟
– عزام: أسبوع.
وانتقلت النيابة إلى ورقة أخرى كانت بحوزة المتهم عند القبض عليه وبسؤاله عن البيانات المدونة بهذه الورقة التي عثر عليها بحجرته وكانت تحمل شعار واسم فندق السلام؟
– عزام:يحيي سرحان اللي اسمه مكتوب في الورقة دي يبقى ابن شكري سرحان الممثل في مرة كنت قاعد في الأوتيل وهو كان قاعد مع بنت بتشتغل هناك اسمها "نشوى"وعرفتني عليه وعرفت أنه عنده مكتب للدعاية والإعلان وأداني عنوانه ورقم تليفونه في البيت والشغل وكنت بتصل بيه وخرجنا أكثر من مرة نتعشى مع بعض وعلاقتي بيه علاقة صداقة وأنا كنت قلتله في مرة أنا عندي صديق في إسرائيل بيغني لفريد الأطرش وكان قد سألني إذا كان بيقدر يعمل حفلات في القاهرة وأنا سألت يحيي عن الموضوع ده فقالي صعب جدا لأنه بيغني لفريد يبقى مش هيجيب جديد من عنده وأنه لازم يعمل حاجة خاصة بيه هو وقال أنه عنده صديق شاعر اسمه أحمد فؤاد نجم وإداني رقم تليفونه وأنا اتصلت بيه مرة ولقيته نايم وما اتصلتش بيه تاني وكان يحيي قالي أن لو الراجل ده سألني أنا جبت نمرته منين أقوله إن صديق محمد نجم وأنا معرفتش محمد نجم ده يبقى مين.
– النيابة:يخص من العنوان الثابت على الورقة التي عثر عليها بحجرتك 5شارع قصر النيل إما سينما قصر النيل؟
– عزام:ده عنوان منزل يحيي سرحان؟
– النيابة:ما الذي تحتويه الزجاجة الصغيرة التي عثرنا عليها بحجرتك؟
– عزام:دي فيها عطر واشتريته من فندق البرج من عند محل بتاع عطور هناك؟
– النيابة:ممن تلقيت الرسالة الثانية على الورقة التي تحمل اسم فندق سونستا بتاريخ 10/9/1996؟
– عزام: من عزة صديقتي اللي بتشتغل في فندق السلام؟
– النيابة:وما الذي كانت تقصده في تلك الرسالة بأنها شرحت للطبيب حالتك ووصف العلاج؟
– عزام:أنا كنت مريض فهي سألت الدكتور وأخذت منه العلاج ومعنى كلمة أوهيف أوتاخ معناها إني أحبك بالعبري؟
– النيابة:وما الذي دعاها إلى تدوين تلك الرسالة من مطبوع خاص بفندق سونستا؟
– عزام : يظهر أنها لقت الورقة دي عندها في المكتب وسابت الرسالة عليها مع الدوا.
– النيابة: ممن تلقيت الرسالة المدونة على الكارت الخاص بفندق السلام المؤرخة بتاريخ 23/10/1996؟
– عزام: من عزة.
– النيابة:ما هي علاقتك بالأسماء العربية والثانية بأجندة التليفونات التي كانت بحوزتك "عرضتها النيابة عليه"؟
– عزام: اسم مطيعة بتاع واحدة شغالة معانا في المصنع في إسرائيل في عين الأسد ومحمد البهي موظف شغال في سفارة مصر بإسرائيل ونجيب صديق ليه في إسرائيل وصالح نصر الدين ده جوز أختي وعطرة السيد أحمددي صديقة ليه في إسرائيل وأميمة نفس الكلام وأحلام صديقة من قرية اسمها الزرعة في إسرائيل وتوفيق عواد سواق من عين الأسد وبسمة سيد أحمد دي صديقة من إسرائيل وعميد عزام ده ابن عمي وأخو مراتي وأشرف رياض ابن المهندس سمير رياض وأمل مضيفة في فندق السلام وأنا اتعرفت عليها من هناك وهي سابت الشغل وأشرف بديع شغال معانا في مصنع سمير رياض وعزة ديه صديقتي اللي أنا قلت عليها قبل كده ويوسف عباس ميكانيكي في إسرائيل وزيدان عزام ابن عمي ويوسف حيران سواق في الجيش وفؤاد سرحان ده صديق لي في إسرائيل وحمدي فؤاد أخو مرات محمد البهي اللي شغال في سفارة مصر في إسرائيل وسناء مليجي دي شغالة معانا في إسرائيل وسليمان عزام يبقى خالي وسليمان مصري ده صديق لي من إسرائيل وتمام حشمي صديقة شغالة في مصنع عين الأسد وتحية عبد الله دي من إسرائيل وشغالة معانا في مصر ووهيب عزام ده ابن عمي.
– النيابة: ما هي علاقتك بمحمد البهي؟
– عزام : محمد البهي أنا أعرفه شخصيا وكنت شفته مرة أو مرتين في السفارة في إسرائيل واتعرفت عليه بسبب إني كنت عايز أخذ تأشيرة دخول لمصر؟
– النيابة:هل سبق لك تقديم هدايا له؟
– عزام: لا
– النيابة: ومن الذي أعطالك رقم تليفون شقيقة زوجته؟
– عزام: محمد البهي هو اللي أدهولي لأنه كان بيبعت معايا هدايا لزوجته ولشقيقها حمدي وأول ما يوصل القاهرة بأتصل بحمدي ويجي يأخذ الحاجات اللي بعتها محمد البهي؟
– النيابة: وهو علاقتك بمحمد البهي سابقة أم لاحقة لعلاقتك بعبد الحليم وعادل؟
– عزام: أنا علاقتي بمحمد البهي في الأول وبعد كده اتعرفت على عبد الحليم وعادل وأنا أعرف ناس تانيه في السفارة المصرية من كتر ترددي عشان أخذ تأشيرات دخول.
– النيابة: وهل كان محمد البهي يتولى إنهاء إجراءات تأشيرة دخولك مصر؟
– عزام:أيوه.
– النيابة: وما الذي دعاك للإلتجاء إلى كل من عبد الحليم وعادل عثمان لإنهاء إجراءات استخراج تأشيرة دخولك البلاد خاصة وأنك كنت على علاقة بمحمد البهي الذي كان يتولى إنهاء هذا الأمر ؟
– عزام:أنا لما كنت أوقات بتصل بمحمد البهي ولا أجده كان بيرد عليه إما عادل وإما عبد الحليم وكنت بطلب منهم يخلصوا موضوع الفيزا بتاعتي.
بعد ذلك عرضت النيابة على المتهم عزام الصور التي عثروا عليها بغرفته في الفندق عندما تم القبض عليه تبين إنها صور له مع تمام صديقته الإسرائيلية وصورة أخرى مع تحية بملاهي السندباد وصورة أخرى مع صديق له مصري يدعى بولس وخمس صور تجمع بينه وبين صديقته عزة وصورة أخرى له مع عزة بقرية فلفلة.
ومن خلال ما تم عرضه يتبين أن عزام كانت تربطه علاقات حميمة مع مصريين داخل مصر وفي داخل السفارة المصرية بتل أبيب ومن الصور يتضح أنه كان يتمتع بحرية حركة داخل المجتمع المصري لدرجة أن أسرة عزة صديقته تعرفت عليها وبدأ يجوب الشوارع يسأل عن بيوت موظفي السفارة المصرية بالقاهرة ليوزع الهدايا التي هي عبارة عن ملابس داخلية حريمي من انتاج المصنع الذي يعمل به.
لم يكن أمام جهاز نيابة أمن الدولة العليا غير إستكمال الإجابة على جميع علامات الاستفهام من خلال إستدعاء الشهود ووضع إجابات محددة لأسئلة بعينها تزيل الغموض الذي اكتنف أجزاء مهمة في هذه القضية الحساسة.
وديع صبري كامل وشقيقته نيفين عنصران مهمان في فصول التحقيق حيث أن عماد إسماعيل المتهم الأول كان زميل دراسة لوديع وصديقا له وأهداه بديهات وملابس حريمي داخلية كنوع من الهدية لشقيقته نيفين ولما كانت هذه الملابس محل الجريمة التي تبين انها تحوى حبرا سريا فكان لزاما على النيابة أن تضع نهاية لهذه الملابس المهداة لنيفين لعلها تحوى جزءا من هذا السائل السري.تم إستدعاء وديع وشقيقته يوم 10/11/1996 لاستكمال التحقيق وبسؤال وديع صبرى كامل عن معلوماته حول هذه الواقعة.
قال: أنا وعماد عبد الحليم كنا "زمايل" في الكلية قسم الملابس الجاهزة وكان عددنا حوالي ستة او سبعة شباب وكنا أوقات بنذاكر مع بعض والمذاكرة بتاعتنا عبارة عن شغل في قص التيروتات والتصميمات وبعد التخرج التحقت بالعمل في شركة ليلى منصور للعمل كمشرف انتاج وهي شركة ملابس وذلك بعد الحصول على تأجيل من التجنيد لمدة ثلاث سنوات وقد أوكل إلى صاحب المصنع أن أحضر بعضا من زملائي الخريجيين الجدد للعمل معي للإيفاء بمتطلبات العقد المبرم مع الشركة التي نتعامل معها وفعلا قمت بالاتصال بزملائي ولم أجد غير عماد الذي كان لا يزال لا يعمل وبالفعل توجه معي إلى صاحب الشركة وتم تعيينه حتى شهر أبريل 1995 لاستلامه العمل في التربية والتعليم كمدرس وبعد ذلك ذهبت للعمل بمصنع ماري لوي للملابس الجاهزة حيث كنت أود أن أعمل في هذا المجال حتى جاءني التعيين أنا أيضا فقمت باستلام العمل في محافظة المنوفية فاتفق معي عماد أن أعمل معه كمدرس في الاسكندرية حيث هناك فرص عمل كثيرة بالنسبة لي لما اكتسبته من خبرة في مصنع ماري لوي وبالفعل قد حصلت على عمل بأتيليه بالمدينة براتب ألفا ومائة جنيه وكان عماد لا يزال مدرسا وبعد فترة أطلعني بأن هناك فرص بالعاشر من رمضان عن طريق احمد الناظر وبعدها سيتوجهوا إلى إسرائيل للتدريب على أحسن الماكينات التي ستأتي للقاهرة وقد تم السفر بالفعل وعند مجيئه اتصل بي بعد أن عاد من إسرائيل وقابلته في شبين الكوم في اليوم الثاني لمجيئه وتبادلنا السلام وأعطاني هدية عبارة عن اثنين بدي زائد كلوتات داخلية حريمي لأختي نيفين وأعتقد ذلك أنه كان يود أن يرد لي بعض ما كنت أقدمه ليه حيث أنني كنت في بعض الأحيان أعطيه من 10إلى 20جنيها لإحضار هدية لنجل أخته أحمد وبعد العودة من إسرائيل ذهب للعمل في العاشر من رمضان لإتمام صيغة العقد المبرم مع الشركة وبعد فترة لا تتجاوز ثلاثة شهور عاد إلى الإسكندرية وترك العمل الشركة وأراد أن يقطع اجازته ويعود للعمل كمدرس بالمدرسة فمكث فترة في الاسكندرية في السكن الخاص به عند الأستاذ شاهين وبعد ذلك رجع للمنوفية وقبل ان يرجع أنا عرضت عليه نفتح مشروع مع بعض لانتاج الملابس فهو قاللي أنه موافق بس لما يرجع من المنوفية وعرفت بعد كده أنه سافر إلى الأردن منه هو بعد ماجه وأنه كان رايح عشان يقابل واحدة اسمها زهرة فيه بينهم شغل وعرفت بعد كده انه اتقبض عليه.
– النيابة: متى تقابلت مع عماد عبد الحميد اسماعيل عقب وصوله من إسرائيل لللبلاد؟
– وديع:تاني يوم وصوله من إسرائيل بالضبط في شبين الكوم حيث انه كان مضطر للذهاب للعاشرمن رمضان وكان ذلك تقريبا يوم جمعة وهويوم اجازتي في .
– النيابة: ما الحوار الذي دار بينكما في ذلك اللقاء؟
– وديع: هو قاللي أنه اتعلم كويس في إسرائيل واتقن العملية الانتاجية واكتسب خبرة كبيرة ولكن للأسف إن الشركة الأم فسخت العقد مع شركة علاء عرفة المصري وحكى لي عن الفسح اللي تمت في إسرائيل وإن الحياة في إسرائيل كويسة وإن العامل هناك بياخذ راتب كويس .
– النيابة: ألم يذكر لك في ذلك اللقاء شيئا بشأن تعرفه على إسرائيليات هناك؟
– وديع: هو قاللي أنا عرفت هناك واحدة مسيحية زيك اسمها زهرة وقاللي أنها كانت بتدربه على الماكينات هناك.
– النيابة:ألم يقرر لك بأنه على علاقة حب بها وينوي الزواج بها؟
– وديع: أيوة هو قاللي أنه عايز يتجوزها لأنه كان بيحبها زي ما قاللي وأنا ما أعرفش إن كان هو صادق ولا لأ وكم من مرة قلت له إن الزواج ده هيفشل لوجود فارق في السن بينهما.
– النيابة: هل أعطاك في هذا اليوم هدايا من إسرائيل؟
– وديع: أنا لما قابلت عماد ثاني يوم ماجه من إسرائيل في شبين الكوم أعطاني 2بدي وبعض الكلوتات الحريمي وزجاجة اسبري مزيل للعرق وقال أنه خذ الملابس دي كعينات من المصانع اللي كان بيتدرب فيها.
– النيابة:وعلى أي أساس قدم لك تلك الهدايا؟
– وديع: أنا دايما كنت بجامله وأعطيه لما بشوفه عشرة أوعشرين جنيها عشان يجيب هدية لأحمد ابن أخته الاضافة لأنه كان يستلف مني ملابس وقاللي أن الملابس الحريمي دي هدية بسيطة لأختي نيفين.
– النيابة: وما هي أوصاف البديهات التي تسلمتها منه؟
– وديع: على ما أعتقد انه كان منهم واحد لونه أبيض والتاني أسود بحملات تقريبا وأنا أعطيت الملابس الحريمي دي كلها لأختي نيفين وأخذت منها البدي اللي لونه أسود لعمل باترون عيه لتقليد الموديل بتاعه وهو موجود لغاية دلوقتي في السكن بالاسكندرية.
– النيابة: هل قمت بغسل هذا البدي؟
– وديع: لا وهو موجود زي ما هو وممكن يكون عليه شوية تراب.
– النيابة: هل وافقت على أن شقيقتك ارتدت البدي الأبيض اللون؟
– وديع: هي ما لبستهوش لأنه على ما أعتقد واسع عليها والموديل بتاعه لا يناسب لبسها.
– النيابة:وهل وافقت على ما إ ذا تم غسل البدي الأبيض اللون؟
– وديع : أعتقد أنه ما تعسلش .
– النيابة: وأين تحتفظ به شقيقتك؟
– وديع: في منزلنا بالمنوفية.
– النيابة: ألم يقرر لك عماد عبد الحليم إسماعيل ما قام به في الأردن؟
– وديع: لم يحك لي أي تفاصيل عن رحلته في الأردن ومعرفش أنه كان هناك إلا لما جه وحكالي أنه رجع لتعثر المعيشة وارتفاع قيمة الدينار الأردني.
– النيابة: ألم يقرر لك في الفترة الأخيرة عن اعتزامه السفر لدولة أجنبية؟
– وديع: لما بدأ يستقر في المنوفية بعد ما جه من الأردن .
فوجئت به في الإسكندرية وكان ينتظرني أمام المدرسة لتحذره الوصول على في عملي ومسكني وسألته فقالي أنه يعتزم السفر إلى أسبانيا أو أي دولة أوروبية تعطيه التأشيرة.
– النيابة: ومتى أبلغك بذلك .
– وديع:من حوالي شهر تقريبا أو أكثر.
– النيابة: هل قال لك عن سبب إعتزامه السفر للخارج؟
– وديع: عشان يشتغل هناك.
– النيابة: ولماذا وقع اختياره على السفر لأسبانيا؟
– وديع: لأنها الدولة الوحيدة التي كانت شروطها بسيطة ويستطيع تحقيقها عشان ياخذ تأشيرتها وده على حسب الكلام اللي قاله ليه .
– النيابة: ألم يقرر لك عن طبيعة العمل الذي سيزاوله عند سفره إلى أسبانيا؟
– وديع:هو محددش المجر . وانتهت أقوال وديع صبري كامل وبدا منها أن النيابة كانت تود تسجيل الموقف كاملا ومصير البديهات التي تسلمها من عماد. ربما لكونها من نفس النوعية التي تبين أن بها حبرا سريا ومن المحتمل التالي لمجيئه !
وإن كانت هناك استفسارات غامضة قبل اصرار عماد والعائد من السفر على اللقاء بصديقه في اليوم التالي لعودته ومن ثم منحه هذه البديهات والملابس الأخرى الحريمي وما عهد فينا نحن المصريين من البقاء بمنازلنا لأيام عند عودتنا من السفر بين الأهل والأقارب .
ولقد بات واضحا أن عماد أهدى هذه الملابس لوديع في اليوم الثاني لعودته على سبيل الهدية وكان لزاما استجواب شقيقته نيفين التي بادرتها النيابة بسؤالها :
– هل تسلمتي أي هدايا من صديق شقيقك عماد عبد الحميد عقب وصوله من إسرائيل.
– نيفين: أخويا وديع جابلي هدايا من عماد صاحبه عبارة عن عدد من الكلوتات الحريمي مش فاكرة عددهم ، وعدد من البديهات مش فاكرة عددها وهي احتمال يكونوا اثنين أو ثلاثة، جزء منها لونه اسود والجزء الثاني لونه أبيض .
– النيابة: ما هو عدد البديهات التي أحضرها لك شقيقك من صديقه عماد عبد الحميد إسماعيل؟
– نيفين: بصراحة أنا مش فاكرة لأن أول أخويا ما جاب الحاجات دي أنا قست بدي منها ولقيته ما يناسبش اللبس بتاعنا فشلتها زي ما هي في الدولاب عندنا.
– النيابة: ما أوصاف تلك البديهات؟
– نيفين: هم بحملات والبعض منها أبيض والبعض منها أسود .
– النيابة: هل تم غسيل تلك البديهات؟
– نيفين : لا وهي موجودة زي ما هي في البيت عندي ما عدا واحد لونه أسود أخويا وديع أخذه على أساس أنه يقلد الموديل بتاعه.
– النيابة: قرر شقيقك وديع بأنه سلمك عدد 2بدي وملابس داخلية أخرى تسلمها من صديقه عماد عبد الحميد إسماعيل.
– نيفين: أنا مش فاكرة عددها أد إيه.
– النيابة: ومتى تسلمت تلك الملابس؟
– نيفين : مش فاكرة بالضبط.
– النيابة: وأني تحتفظي بتلك الملابس؟
– نيفين : عندي في البيت.
قامت بعد ذلك النيابة بمواجهة بين وديع وشقيقته نيفين حول تسلم وديع 2بديهات من صديقه عماد فقرر وديع صبري كامل بأنه لم يتسلم إلا اثنين بسبب أن البعض منها كان لونه أبيض والأخر لونه أسود على هذا الأساس ذكر في التحقيقات أن عددها اثنين ويعد وجدي فرج سعد فرج أحد الأصدقاء المقربين لعماد إسماعيل المتهم الأول وقد كان معه ضمن الوفد الذي سافر للتدريب في إسرائيل وشهد العديد من الوقائع الخاصة بالقضية وقد كان استجوابه إضافة تأكيدية لتورط عزام عزام في هذه القضية وهو ما نستطيع أن نلمح تفاصيله من خلال ما أدلى به أمام النيابة.