الأحد ١٩ تموز (يوليو) ٢٠٢٠
بقلم سعيد مقدم أبو شروق

الانتخابات سرقت صديقي مني

كنت أردفه على دراجتي الهوائية ونذهب إلى المدرسة معا، يشتاق إلي إن لم يرني يوما وأشتاق إليه.

في إحدى السنين عندما جاءت عطلة الصيف ورجع إلى قريتهم، افتقدته كثيرا، فقطعت ما يقارب المئتي كيلو متر لأزوره.

اليوم رأيته يسوق سيارة أجنبية فخمة، مر عليّ وأشاح بوجهه!

لم أتذكر متى رأيته آخر مرة، ربما قبل خمس سنوات أو أكثر.

والمصيبة أنني أسكن في شارع و يسكن هو في الشارع الثاني من نفس الحارة.
تبا للسياسة القذرة التي أبعدته عني، وألف تب للكرسي الذي غيّر صديقي الحميم إلى هذا الحد من القساوة.

كنت قد حذرته من السقوط في بؤرة الترشيح، وأن لا يدنو من هذه الانتخابات التي كنت منذ صغري أتوجس منها شرا! وأراها أنها تفسد الأخلاق وتجفف الضمائر وتبعد المرء عن الله.

وماذا جنى الذين يلهثون وراءها والحرمان في بلادنا العربية يقفو بعضه بعضا؟!

وكم خفت عليه أن يمسي من الذين يظهرون النزاهة وقت الانتخابات وهم يضمرون النفاق والخداع، ويبتغون من وراء الترشيح والفوز عرض الحياة الدنيا ليس إلا.

وإني لن أغفر لهذه الانتخابات التي أعلم أنها قطعت أواصر الصداقة بين الكثيرين، وسرقت صديقي مني.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى