التجربة الحسية في شعر المرأة
كه زال إبراهيم، أداعب جسد قصيدتها (ليلة بدونك) لأجدها قد حملت أسمى العواطف لحلمها، جمالها يمحِ قوافي معطلة، ربطت خطين بين أشواق النفس والفكر المنسجم، يدور في رأس الشاعرة، يتضمن العلاقة الإنسانية، بما هو ليس ثابت من الحياة، وتصالب الفكر الظاهري للواقع.
الشاعرة كه زال إبراهيم، يأتيك صوتها حاملاً من خافق الحب ورهبته، رؤية تعبيرية تتفجر من خلالها علامات المودة للحياة، سلاحها المشاعر الجياشة كتغريد البلابل، فضاءاتها شغوفة بالتفتح كأزهار الربيع وعمق صرختها حين تطفوا عليها لمسات شمس الضحى، تموج قصيدتها بفيض ونعومة المرأة ورقتها، الشاعرة وقصيدة( ليلة بدونك) مطمئنة هادئة كسحر أنوثتها، يقولها:
هذه الليلة بدونكأنتي وحيدة أكثر من الوحدةلم أجد صوتاً يسمع همساتيفي وقتً ماكنت تغني ليهذه الليلة وحيدة بدون صديقأعانق الموجات الفضيةوالقمر فوق رأسييلمع مع النجوم الوحيدةهذه الليلة بدونك
الشاعرة كه زال إبراهيم، صافية وعميقة ملامح العتاب عندها، روحها راغبة في وجوده معها، نجدها مسترسلة في مسار القصيدة، وفجأةً تشعرنا أنها ليس راغبة بهذا الهدوء، لعدم تواجد رفيق عمرها، إنسانياً تصرخ، تطالب الكون بعودته لا يمحو شعورها بالوحشة سوى وجوده، بقولها:
الموت أهون مما أكون بدونكمنتصف الليل والناس لا يعلمون ألم قلبيما عدا ساعة رفة قلميذكرياتك رعشةتأتي وتخرج من خيالي
ترصد النبض في جسدها تجاه إنسانها الذي فقدته، مع ذكريات الأيام الجميلة التي باتت معلقة فوق أهداب حياتها، ودائمة التذكر لها، وكيف لا.. وحلم حياتها ضاع في مفارقات الحياة، وهي لا تملك من بعده غير الذكريات، ورغبتها في وجوده، تبحث عنه وباتجاهه باقية تنسج من حنينها وكل ما ترك لها من أشياء، بقولها:
أفتح عقدة جعبتيجعبتيالتي كانت أحفظ فيها ذكرياتكوحفظت فيهاروحك مع كلماتك البنفسجيةوبرعم فمك ومرآةوجهك الواضع مع خصلتين من شعركوضعت كلماتي فوق سماء رأسي
الشاعرة كه زال إبراهيم، تجد نفسها من بعده لا شيء، يحمل معنى لوجودها أو طعم للحياة ما دام هو غير موجود، ما تحتفظ به من أجله هو ما يثمن وجودها، بقولها:
برعم من فميومرآة معلقة بروحي وخصلات شعركوضعتها في ظل أهدابيخيال أبواب جنتك
الألم والخوف والرغبة مثلث المتعانق في زوايا وحدتها، لذا هو وحدة مضمون قصيدتها، بدقة تمكنت من كتابة حروف أوجاعها، ونحتت من أركان الذكريات معاني الفراق الصعب لحبيب فارقها، كان قد وهبها معنى الحياة حين تواجدهما معاً، معاني جميلة لقصيدة نابعة من القلب، انتشرت بين ظلاله أنغام حزينة وصادقة، حاولت الشاعرة أن تخفف من عمق الوجع الساكن في ليالي طويلة بدونه، لم تترك أي مسافة خارج حدود الرغبة المشتعلة والتي لم يفهم أحد من حولها شيء من مصابها، بصمت وألم علقت عذابها فوق آتون الحياة وقسوتها، المرأة في كثير من مواقف الحياة، تعامل على أنها لا تشعر بما يسببه فقدان الحبيب أو الشخص الذي تآلفت معه بالعشرة لسنوات العمر الجميلة، لذا هي تبث مشاعرها لنفسها وتتقاسم الذكريات مع ما تملك من أشياء تحسها هي أقرب إليها من الذين حولها، وبصمت تتهامس معها.