الجمعة ٣٠ حزيران (يونيو) ٢٠٠٦
بقلم
الحب
أسرعت فوق أشلاء آخر- قرار - مثل ريح ،وجعلت العيب ينسل مني هاربا للوراء،وأبعدت عني ثقل التردد ، وأصبح الضعف خلفي ،قلت لك : كان فطوري خصامي معك ،والعصير الذي تناولته خطواتي أشبعها ، بل دوخها ،وإذا كان لا يعجبك ، فشجي رأسك بفتوري ،رأيتك تستجيرين بدمعة ،وتطلبين من جاذبيتك أن تعيدني ،ولوحت إصبعك لي بالرجوع ،فأشرت لك بأصابعي العشر،والرفض فوق رأس كل إصبع فتيل شمعة مضيء .ابتسامة قلبتني ضد محور الهروب ، وأمسكني من طرف أذني ،- أن أعود-رائحة الحب كلمتني ، لحسن الطالع ، طلع مني فجرا فأبعده ،و دعوت الميت من عاطفتي لشمها ،عبرت أول حاجز أقامه لي ، وثاني حاجز وثالث ورابع ،تبعني ، جلدته على مؤخرته بعصا نظراتي الغليظة ،تركته يفك معادلته الخاصة بالعواطف،وطرت فوق أرقامه اللامتناهية ، تجاوزت آخر حاجز ،وألقيت بنفسي حيث لا يزال للحب أثر.***حيث تحط نظراتيوتدشن لي رؤيا تشكل مسحة نظر من زرقة ،وتبني فيها حكمة ،ولا تبرح من أمامي ، تتفرج كيف أتشكل .حيث أمشي ومن حولي حولي ،ومن حولي الورد .. أتذكر .مشيمة العطر التي تغذي الفوضى فيّ ،أجعلها كائنا حيا من خبز وجلنار .. تغرسني تحت خط الغنى ،أول الفصول مثل جنين كبير ، يولد فصلا من شحم ولحم .لم تتعبني تربيته ، ولم أذهب به للمدرسة،ولم أعلمه كيف يهجي أولى الكلمات،رأيته على قوة مثل مطر .. وأنا تحت تراب صورتهاالأخيرة تكسرتْ فلقتي وأزاحت قشور الأسئلة .كانت مثل الهواء في غدرها ،البارحة مرت بجانبي ، داست على دهشتي ،انتعشتُ وأنا أركض وراءها بساقي المغروزةفي حمرتي وخضرتي التي تتشكل ،مثل يتيم أحمل وريقاتي ، وأطلب منها أن ترحل،أن تكبر في فضاء ترسل لي منه ظلا يشبه تلك اللحظةمن زمن كنت أضع رأسي على زندها وأنام ، كانت المرة الوحيدة ،اشتعل فيها الوقت ، وبلغت قدر فراشة ،عظيم مثل زهرة كانت بجانبي تنتظر من ينظر إليها وكنت سعيد الحظ ،أشرت لها بأن العالم كله مسخر لنا ،لم تجب ، وكان قلبي الواقف في ذروة ساق العاطفة في جلجلة ،يستعين بالوقت أن يبقى في مدفنه،ودعتني تلك التي زرعتني في جسدي ،تلك التي مرغت غريزتي بالتأوه ، وروحي في مضمونها ،أسمتني الوشاية المحببة بالهلامي الذي يصدق أنه يتحرك ،وصدقت أنني أكبر في التراب دون حساب للفصول ،وكل جميل كان مطري وغيمي ،وكل متمرد كان مثلي لا يعرف ماذا يريد سوى أنه متمرد كفطرة من شوق،استلقيت على ساقي أنتظر ،وكانت تعبر ،أنتظر ..وتعبر..أنتظر ،وتعبر ،وبدأت قيامتي ،لا أحتاج إلى طاعة ، ولا عبودية ،ولا محبة ،لست بحاجة للحاجة ،وللحياة ،سأتركهم يموتون فيّ ،سأترك نفسي تموت في الذي يموت ،ولا يموت ،لأنه مثلي يعرف أن عنقود السماء الذي يتدلى فوقنا ،يشكو من داء العدم ، ويبقى يتدلى ، ولا يذبل ،ويبقى التراب حاضنا لي وأنا فوقه ، تحته ، وسطه،معلق في فضائه : مسيح ، دجال ، نبي ،مراهق ، مشعوذ ، عابد ، عاشق ،محتال، منتظر ..هذا ما خمرّه الحب فيّ .***لست من وجدان ، أنا من محاولة فاشلة في لذة ناقصة ،أنا محاولة فشلت حتى في غسيل صرختي عني ،وفشلت في تثبيت جسدي حتى النهايةعلى أسلاكك كي تنشفه نظرات تهب من عينيك ،فلت من الملقط قبل الأوان ،ولم تكن هناك أرض موجودة لتلتقطه ، ولا عتمةترتديه ، ولا كلمة تأويه،فعاد إليك كي يجف مما تبقى لديه من أمل بليل .***أحتاجك لنكون اثنين،احتاجك لأقول شيئا ليس من حقي أن أسمعه وحدي ،وربما لأشرب فنجان القهوة،أحتاجك كي لا أبقى وحيدا تتفرد بي وحدتي وتجلدني ،كي لا يفلت مني اسمي ويضيع ، وأبحث عنه في ما تبقى منك لدي.***أتعاطى شرب ظلي ، دحرجته على الدرب الطويل ، محوته ، قتلته،أدخلته مختبر تسليتي ، استلدته ، وكان أكثر عبقرية مني،لأنه كان يجرب فيّ ما اعتقدت أنني أجربه فيه .***كنت نكرة ،وبعد أن قبلتك أصبحت قلما .***وظيفتي واحدة ، أن أطارد نفسي حتى تلحق بك .***أتصفح يدي التي لمستيها،علني أجد فيها ما يفطر صومي عن النساء ،ألثم يدي التي صافحتها ،علني أصدق أن لدي يدا .