الثلاثاء ٢٠ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٢
بقلم الشربيني المهندس

الحلم والكابوس والطيب والشرس والقبيح

الحلم الذي انقلب إلي كابوس كان وهروب المرشح المصري للرياسة والخاسر مدعيا أنه يؤدي الفريضة بالأراضي المقدسة .. المأساة أن يتم استدعاء رد الفعل للحالة الأمريكية وتخيل هروب رومني الخاسر في انتخابات الرياسة وإسقاط باقي الحكاية معه من هروب بالأموال وأداء الحج الإسلامي والادعاء بتزوير الانتخابات والمنع من السفر إلي آخره....تذكرت فيلم الطيب والشرس والقبيح ولكني لم انجح في الإسقاط..

الحلم والأمل حق طبيعي للأفراد والأمم.. مارتن لوثر كينج الزعيم التاريخي لحركة الحقوق المدنية الأمريكية، والحائز على جائزة نوبل للسلام قال «عندي حلم» القوة هي المعيار بصرف النظر عن اللون والجنس والعقيدة.. هكذا أصبح الحلم له خصوصية فى العقلية الأمريكية كونه عماد ومصدر إلهام تاريخهم منذ قيام الدولة ولتصبح أمريكا هي القوة الاقتصادية والعسكرية والعلمية الأولي في العالم وهي الحلم للآخرين .. والآن تدهور موقفها وظهرت قوة الاتحاد الأوربي والصين المنافسة فجاء أوباما رجل القانون الأسود لحفز همم الأمريكيين لمواجهة نظام سياسي يعانى من أمراض المال والنفوذ والمصالح ودعوة حماية الأمن القومي وردد بصوت عال «أنا الحلم» ليؤكد أنه شخصيا تجسيدا حيا للحلم.. فهو ناضج بما يكفي ليكون حكيما، شاب يملك القوة بما يكفي ليفعل، وخطيبا بما يكفي للتأثير في الناخبين..وبجانب مشاكل الداخل والخارج كانت الرؤية المستقبلية حديث الساعة لاوباما ومنافسه رومني..

في مصر تنحصر الرؤية المستقبلية في الوهم الفاصل بين الواقع والحلم بخصوصية الحالة المصرية وكأن مصر هي بيضة الديك بين دول العالم فهي الدولة المحورية وهي أم الدنيا ومع الشعارات الرنانة والبراقة وأخيرا هي الطريق إلي الخلافة الإسلامية..هكذا قفز الإخوان إلي السلطة في لحظة تاريخية ازاح فيها الغضب الشعبي مبارك وأسرته رأس الفساد وجلس مرسي علي الكرسي وجماعته في ظل غموض موقف ما يسمي مشروع النهضة المطروح انتخابيا وليلقي علي الشعب خطب الجمعة كواعظ رغم أنه دكتور مهندس وأستاذ بالجامعة وتناسي أن مصر في أسوأ أوضاعها الاقتصادية والسياسية داخليا وعلي مستوي العالم وقد أفسحت لدولة إسرائيل الحلم الموازي في المنطقة مكان الصدارة بجدارة.. ومع رحيل كنز اسرائيل الاستراتيجي المبارك والمعارك القانونية والدستورية والإعلامية عاد السؤال الحائر في همسات الناس قديما ومن يحكم مصر ومصر إلي أين ليتصدر المشهد.. فهل بدأ الكابوس..

هنا مربط الفرس وأدرك الإخوان صعوبة تحقيق الحلم من مصر فقط وأطلقت سهامها نحو الخليج لاصطياد أموال عربية تدعم الحلم الديني ، وكانت تركيا الملجأ ليتعلموا منها فقد كان الفوز والمسئولية أسرع من الحلم.. وتم تأجيل العدالة الاجتماعية لحين إشعار آخر..

هكذا تتضح الصورة وتتعدد أطراف الصراع ليدخل الحلم الفارسي في الصورة.. ويدرك مرشد الإخوان الحاجة لعدم إثارة العقبات في طريق الحلم الإسرائيلي أو الإيراني.. وتعود الكرة لملعب الرئيس الأمريكي وهل يكون ايزنهاور آخر .. كان الاستمرار قراءة كتاب اللـه المنظور واجب بعد أن قطعوا شوطا طويلا في رحلات الفضاء .. وينطلق الحلم من جديد في صورة انتخابات صفق لها العالم.. نعم لكي يعود الحلم الأمريكي يدرك اوباما أن الوقوف الي جانب الضعفاء لا يكفي لوحده بل هي الحاجة الماسة لإدخال تغيير في منظومة المؤسسات الدستورية الأمريكية والعلاقات بينها سعيا نحو مزيد من العدالة . فرص العمل لا تقل أهمية عن التأمين الصحي ، ولذا يجب الإسراع بحل مشاكل الاقتصاد الأمريكي عن طريق علاقات خاصة مع الدول المتقدمة وضمان استمرار الدول العربية كمصدر للطاقة وسوق للسلاح الأمريكي..

ويظهر الدور الإسرائيلي مع الضوء الأمريكي الأخضر وتبدو الأصابع الخفية مع مصطلحات الفلول والطرف الثالث وما يحدث على الساحة المصرية من تربيطات ومساعدات من قبل القوى العظمى الخارجية وأمريكا – وإسرائيل بالقطع - للقوى الثورية والجماعات الإسلامية على اختلاف مسمياتها وإيديولوجياتها، من أجل دفعهم إلى التناحر وإظهار كل طرف لقوته ومدى دعم الشارع المصري له من أجل الاستئثار بمخرجات ما سمي بثورة يناير، ومع سياسة الفوضى الخلاقة بالدول العربية يصبح الطريق ممهداً للفتن والصراعات حول تفسيرات كتاب اللـه المقروء والتي ربما تصل إلى حد الصراعات المسلحة وضرب غزة وميلاد إمارة سيناء الجديدة لتقترب أمريكا من حلمها الضائع وإسرائيل أيضا .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى