الأحد ٩ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٢
بقلم الشربيني المهندس

مرسياهو وجبل الجليد العائم

"(أظن أن وقت المهادنة قد حان) هذا ما قالته القاضية الأمريكية للمجموعتين العملاقتين "آبل" و"سامسونغ" وقد احتدم شد الحبال القائم بينهما فيما يبدو علي السطح أنه لصالح التكنولوجيا وحرصا علي منع الاحتكار.. وهنا في مصر المحروسة نقولها لطرفي النزاع بعد نجاح الرئيس مرسي المنتخب في توضيح هذا التقسيم عكس المطلوب منه.. معتقدا أن مصر ليست السودان أو العراق وهل حكم مصر المنقسمة أسهل.... يتصرف الرئيس المصري محمد مرسي وكأنه رئيس تنفيذي هدفه الأول الانتهاء من صفقة تجارية بأسرع وقت ممكن، وليس كرئيس دولة بعد الثورة، حتى وإن كان صعد لسدة الحكم بـ50 في المائة فقط من الأصوات، والدليل على ذلك أنه قام بتحصين نفسه والجمعية التأسيسية لوضع الدستور ومجلس الشورى من الطعن أمام القضاء، ثم جاء ليقرر الآن المضي قدما وتحديد يوم اعتباطي للاستفتاء على الدستور.. وليرتفع جبل الجليد العائم عدة درجات بصورة أدهشت الجميع عقب ظهور ما يسمي الربيع العربي بمصر ورحيل العسكر الامتداد الطبيعي لعصر الرئيس المخلوع مبارك.. هل صحيح أن الحية ابتلعت الفيل.. طرفا النزاع كانوا شركاء المشهد الديمقراطي فما الذي استجد.. ظهور أجزاء من جبل الجليد إلي السطح كشفت أن الديمقراطية وسيلة للوصول إلي كرسي السلطة أكبر الأحلام الظاهرة.. السياسة لعبة وشهوة كلام والأخطر شهوة الانتقام.. الواضح أن حكم الإخوان الحالي تعالى على من كانوا معه في خندق واحد، وتناسوا أ موقفهم كان سبباً في نجاح رئيسهم وسقوط الفريق احمد شفيق، في وقت تضم حكومة الإخوان عناصر فلولية بامتياز.. صحيح أنهم ذات غرور قالوا لو رشحنا كلبا ميتا لفاز معتقدين أنهم لن يهزموا من قلة، ولا علاقة بذلك لشائعات مدرسة تزغيط البط.. ما الذي حرك جبل الجليد بهذه السرعة.. هل الدور الذي لعبه مرسي في معركة عمود السحاب.. وهل نسي أن نتنياهو الذي اثني عليه هو صاحب مدرسة تقسيم الفلسطينيين والذي فوجئ بطير أبابيل أمام عمود السحاب أحدثت به شروخ لا تنسي.. ربما تعهد بوعود زمنية خاف من معارضتها قانونيا.. وهذه المرة مع ماما أمريكا.. ربما تبدو مسألة نقض الوعود وسيلة سياسية تعلمناها من أولاد العم والمشكلة أنها دينيا مرفوضة لتسقط ستارة هامة نصبتها جماعة الإخوان أمام الجمهور المصري.. أما السقوط الأكبر فهو استعانة رئيس الدولة بميليشيات الإخوان لتأخذ الطابع الرسمي مع البلطجية بجانب الداخلية والجيش وإنذار للفصائل الأخرى بالإسراع بتكوين ميليشياتهم الخاصة أيضا وهذا الدرس من لبنان علي ما أظن.. من يستخدم ميليشياته وهو يحكم فهو لا يؤمن بالدولة ولا تداول السلطة.. العصر اختلف بتعاظم دور وسائط الاتصالات.. فيديوهات تعذيب الثوار المتمردون داخل مسجد وسبحان اللـه، أكثر من مرعبة، لا تسأل عن حجم الإصابات والدماء، بل تحدث عن مدي الحقد الذي ينطوي عليه أعضاء الجماعة الذين كانوا يوقفون التعذيب من أجل الصلاة.. وشكر لحاشية مبارك علي هذا الجمود والعناد الذي أبداه رئيس لم يزل في بداية دخوله إلى القصر لتبدو المدهشة إلى حد يشل التفكير.. وتبقي مفاجآت جبل الجليد موزعة بين إسرائيل ولبنان وفلسطين فالمفاوضات غير المشروطة والسلطة تملك كل الحقوق وبدون معارضة لزرع الاستيطان ألإخواني بالأرض المصرية بدءا من رفح حتي الصعيد..وربما هذا ما دفع الرئيس ألإخواني للتكشير عن أسنانه بالإعلان الدستوري ذات ليلة لم يظهر لها قمر طبيعي أو صناعي ولا شمس حيث بدأ سقف مطلب المعارضة يرتفع من إسقاط الإعلان غير الدستوري في الجمعة الماضية إلى مطلب إسقاط الرئيس ومحاكمته في جمعة الكارت الأحمر ومحاصرة قصر الرئيس ثم محاصرة مجمع التحرير ردا علي محاصرة المحكمة الدستورية.وهنا تسارع رفع غطاء الشرعية المفبرك عن الجماعة الدينية الحاكمة في مصر بما يتناسب مع السرعة التي تصاعد بها سعار تلك الجماعة نحو التمكين من السلطة ودعوة مع قلبي المقهور بان يهدي اللـه النفوس وبلعن السلطة من تمكن منها ومن سعي إليها وخد علي قفاه.. إن مصر العاجزة التابعة كنز استراتيجي لحبايبنا.. وتحية للزعيم عادل إمام ويسقط الإرهاب والكباب أو الزيت والسكر للغلابة وتحيا مصر..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى