الاثنين ٢١ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٢٤
بقلم أسامة محمد صالح زامل

الرجعة

لا بهجرِ الدّيارِ تبقى نفوسٌ
لا ولا بالبِقاءِ فيها تدومُ
ميّتونَ، أنا وأنت كذا هوْ
أينما شِئنا فالمنايا حُتومُ
ذاك موتٌ يغشى الظّلالَ نهاراً
عنْ حسابِ أنفاسِها لا يصُومُ
فإذا ما انتعَلْتها أو ألالَتْ
صارَ فيها وفي دِماها يَعومُ
صامتٌ كالظِّلالِ ليْنٌ حليمُ
مُخبرٌ بالآجالِ عنها كتومُ
فإذا جاءَ أمرُهُ فرَّ منها
آخذاً أغْلى ما حَباها الكريمُ
فإنِ اسْتُلّت وهي تسعى بخيرٍ
ذاك أنَّ العُقبى نعيمٌ مقيمُ
أيُّها الغزيُّ الذي حاصَروهُ
قبلَ أنْ تكسوَ العِظامَ اللُّحومُ
عاجَلوكَ طفلاً وما صَبروا حتــ
ـــــتى تَلاقى فيْ فيكَ هاءٌ وميمُ
قاتلوا فيكَ مُصطَفىً ومسيحًا
ما نجَا من أهلِيكَ حتّى الكليمُ
والّذينَ تأَسْلمُوا في تلاقٍ
أنَّ قولَ "أكنافِهِ" مزْعومُ
ويْحَهم كمْ صلّوا على أنبياءٍ
والوجوهُ على التّرابِ جُثومُ
ثمّ لمّا استنصرتَهُمْ صَعْترِيّا
سَجَدوا مرّا منهُ لمّا يقومُوا
قُبِّحُوا إْذ يُسلّمونَ عليهم
ويُصلُّونَ: شيخُهمْ والزّعيمُ
فرَّقوا ربَّ الناسِ إرْثاً فأمسوْا
كلُّهّمْ أرباباً وأنتَ العديمُ
فتخيّر ربّاً أوِ اثنينِ واعبُدْ
فإذا لمْ تفعلْ فأنتَ الغشُومُ
فإذا أنتَ تعبدُ اللهَ حقًّا
وإذا أنت مُشركٌ مذْمومُ
تشتريْ أرْباباً بِربٍّ وترجو
جنّةً في السّما وأَنتَ الكلِيمُ؟!
عظَّمَتْ قتلهُم لكَ الجنُّ حتّى
خالَ إبليسُ أنّه مَعْصومُ
لو رأيتَ إشفاقَ إبليسِ مِنْهمْ
لسَألتَ ألفاً: أهَذا الظّلومُ؟
أيّها المُجتَبى ترَفّعْ، قتيلاً
كنتَ أمْ قاتلاً فأنتَ المَلومُ
كالذُّبابِ تهيجُ فيهم حقوقٌ
لوْ شكا فِي القُمامِ فأرٌ سَقيمُ
تتّقيْ طُهرَ الأنبياءِ! وطُهرُ
الأنبياءِ لكلِّ قذْرٍ خصِيمُ
خلقُهمْ من أخْلاقِهِمْ قَبُحتْ أخْـ
ــلاقُ قومٍ منهُمْ يَفِرُّ الرّجيمُ
أحقوقٌ وما استعادتْ رغيفا؟
أم فسادٌ بهِ استُعيدَتْ سَدومُ؟
ما استقامَ لهُمْ بِها العيشُ يوماً
أبِها مُرّ عيشِكَ يسْتقيمُ؟
قدْ كفاكَ اللهُ سموماً أماتتْ
كلَّ محْمودةٍ ويَبقىْ الذّميمُ
أيُّها الميِّتُ الّذيْ سادَ دهْراً
ستعودُ حتْماً ويفنىْ اللّئيمُ
عمْرُها لمْ تعْجَلْ عليكَ سنونٌ
إنّما اسْتعجَلتْ فناكَ الغُمومُ
ألفُ خصْمٍ وألفُ غمٍّ فرقَّ
الغمُّ والموتُ لا الحياةُ النّؤومُ
طاردُوك شيْخاً علَى سيْفِ موتٍ
إذْ يُرىْ في خُطاكَ شِبلٌ نهيمُ
طاردُوك ميْتا بحُجّةِ روحٍ
فيكَ راحت ضدّ المَنايا تعُومُ
أرْجعِ الكنْزَ حيْثما كانَ حتّى
لا يُباهِيْ بهِ قراهُ الغرِيمُ
وهْوَ شِئْتَ أمْ لمْ تشأْ حقُّ أمٍّ
ذاكَ تأويلُ قولِهمْ: مَرْحومُ
هذهِ أرضُ الشّامِ يا سيّدِيْ أمْ
مُ الكنوزِ وكلُّ كنزٍ مَرومُ
وابقِ منكَ نوراً يطوفُ ديارًا
مثلما طافتِ السّماءَ النُّجومُ
أو أريجاً يفكُّ غُلَّ ربيعٍ
غابَ عنْ أرضٍ حرُّها محْمومُ
كنْ بعيداً من مَنِّهمْ ليس يجني
وقريباً يُشفى بهِ المحْرومُ
كنْ مسيحاً يعيدُهُ اللهُ يوماً
كيْ يذوبَ كالمِلحِ منْهُ الظّلومُ
كنْ كأنباءِ الغيبِ تُوحى فتُمسي
حادثاتٍ بين الجفونِ تُقيمُ
كيْ تكونَ ندامةً في صدورٍ
إن أطلّتْ أيّامُهُمُ الحُسُومُ
وحُبورا في أنفُسٍ صابراتٍ
يوم يأتي بالنّصرِ نجلٌ كريمُ
واحْمدِ اللهَ أنْ فنتْ سنواتٌ
قاسَمَتْكَ الحياةَ فيْها الهُمومُ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى