الأحد ٥ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٨
بقلم
الرمح القتيل
((إني أموت ..... ))((كم من الوقت سيمضي .. كي نعيش ... ))لستُ آخرَ وليدٍولستُ أولَ قتيللبست جلد الحضوروجئت كرمح الوقتطعنت أديم الأرضحفرت غدي الجميلكماء الليالي العابقة بالأريجلست آخر قتيللست أول وليدوهذا انغماس الأصابع باللذةوالعين بالحبور ...والقلب بالصهيل*** *** ***ينتشي الوقت حين الحضورفاركض بين الخلق والقتل حين دمي رواحلخارجة من أديرة الشرايينتنزٌّ موائد وكواكبتترمد على خاصرة الضوءتلاحقني الزلازل والقامات الممدودة للطعناحمل قلبي كالظل قبلة للفجروارسم ريقك على شفتي خمرجئتني قبلة ولوثة وضفةوفي راحتييضيء وجهك كالشهابوأنت تفاجئيني بالرحيلمن وجهك إلى رائحة رؤياكالتي لم تفارق دمي حتى الآنحين تنتفض الفراشاتتخبو المصابيح أو تنكسرأنت خيام قلبي وملجئي الأخيروضرع فمي ...ورائحة الماء التي كانت بدء الخلقها أني اصرخ لك...وقلبي عليك ...وقلبك علي دافئ كرائحة جسمك على جسميحين دمي يركض كالغزال ..خلف انقراضهوالطلقات التي تلاحق خطوهتعالي ....هذا هو زمن الفشل والصراخ الضحلتعالي ....لا قبلة إلا ما توزعه الجرائد الفضفاضةعلى الأفكار الجميلةوقلوبنا المليئة بالمواجعهل نسكن كهف وحدتنا ؟!وتنام راحتاك على القلبليموت بهدوء .. ؟!هو صراخنا ..ولا واقعة إلا موتنا القريبآه .... لو أن الأطفال في بلادي ..يرضعون الحجر لا الحليبآه لو أن الأطفال في بلادييرضعون الدم لا الهملفاجأنا الشمس بالحضور*** *** ***هذا الصباحأخرج من سباتي كالضفادعأشرب القهوةأمشي إلى وقتيالذي ينام كالاضبارة على طاولة عتيقةأحمل قلبي ... حين كان فيَّ خفقاتأحمل جسمي .... حين كان لأصابعي أظافروأذهب صوب الوقت الضحل والبطالة المقنعةأحمل عقلي .... وهو لا ينامواركض خلف اللقمة ..من اليقظة إلى الأفولاحمل دمي .... حين كان فيَّ دموأمشي خلف الطوابيرو لا زلت أصرخ لك ِوفي دمي تنتهي الطلقات*** *** ***هذي بلاديحين كانت القبلة حلوة كوجه ٍ مريميهذي بلادي حين كان لي طفلٌوامرأة تعجن جسمي بأصابعها..رغيفاً يضيء وجه العالمهذي بلادي حين كان لي جسدٌ ونزوةهذي بلاديحين كانت لي قلباًهذي بلاديإن تساقطت الطلقات كالمطر أو الغبارهذي بلاديإن عبأت الساحات المشانقُ والعصيُّهذي بلاديهي فيًّ .... وأنا الرمح القتيل*** *** ***أقعد في متحف قهري أبيع لأشتريكي تطفر وردة الوحيوتخرج الشمس إلى فجرهاواذهب إلى الاستلقاءوامرأتي تفليِّ ثدييهاأهذا آخر النبع؟!لا القبلة تغسل الأطباقلا الحبُّ يُرْضِعُ الأطفالهي امرأتي ....تجلس أمام صمتهاوعينها صوب الآبار البيضاءتجلس أمام الأغنيةويدها على الضرع الذابلتجلس أمام المذبح وكفّها على قلبها المضخةتجلس أمام وجههاوروحها تلاحق الانطفاءلأمضي صوب سكري وقتليطفلٌ يأكل ثدي أمهطفلٌ يلتهم دمي كل صباح وصراخطفلٌ يمصُّ أصابعه كالحلوىطفلٌ يرضع وجهييلوك أمه كالعلكةويأكل هذي البلادالتي خرجت قصيدة من الحجارة والمساءإنها بلاديحين يُقْتَلُ الحلمُ والغيمإنها بلاديحين ينطفئ القلب و الضوضاءإنها بلادي .... تحمل آخر الروح الحيّوتمضي صوب الفساد بلا خجلاخرج من طفلياخرج من امرأتياخرج من وطنياخرج من كفّياخرج من دمياخرج من قلبياخرج من جسمياخرج من روحيواركض خلف فنائيوأنا أتأبط مقصلتي .