الثلاثاء ١ حزيران (يونيو) ٢٠٠٤
بقلم أشرف شهاب

الفنان أحمد شاكر: أمشى فى طريق الفن ببطء ولكن بثقة

برزت موهبة الفنان أحمد شاكر من خلال أدائه لدورين متناقضين فى مسلسلين مختلفين. ففى مسلسل "قاسم أمين" تألق فى دور الخديوى عباس حلمى، و فى مسلسل "أميرة فى عابدين"، أبدع فى تمثيل شخصية "طارق" رجل الأعمال الجشع الهارب من القانون.. مراسلنا فى القاهرة أشرف محمود التقى أشرف شاكر وأجرى معه الحوار التالى:

 ديوان العرب: شاهدناك فى أكثر من عمل فنى وكانت أدوارك متنوعة بل ومتناقضة إلى حد كبير. فكيف تختار أدوارك؟
 أحمد شاكر: أحرص على أن يكون هناك تنوع فى الشخصيات التى أقدمها حتى لا أكون نمطيا فى أدوارى. ولهذا قدمت شخصيات مختلفة بعضهل شخصيات تاريخية حقيقية وبعضها شخصيات خيالية من خيال المؤلف، ولكنها ترتبط بالواقع وبما يحدث فيه.

 ديوان العرب: ولكنك فى مسلسل "قاسم أمين" لعبت شخصية الخديوى، وقمت بتكرار نفس التجربة فى سهرة تمثيلية قدمها التليفزيون المصرى من قبل تحت عنوان "ذات يوم". فلماذا كررت نفس الشخصية؟

 أحمد شاكر: لا أعتقد أن هذا تكرار. شخصية الخديوى عباس حلمى شخصية مثيرة للجدل، وهناك فارق بين أن أعرض هذه الشخصية من خلال سهرة فنية سريعة وبين أن أقدمها من خلال مسلسل طويل. ومن الطبيعى أنه من خلال المسلسل تتاح للمثل فرصة أكبر وللشخصية مساحة أوسع للاحتكاك مع الجمهور. ولهذا أنا لا أعتبر أن هناك تكرارا فى هذا. راجع العملين وسترى أن هناك فارقا بين الإثنين. هل شاهدت العملين؟

 ديوان العرب: للأسف لم تتح لى الفرصة لمتابعة السهرة ولكننى شاهدت بعض حلقات من مسلسل قاسم أمين، ولم أتابعه كاملا نظرا لظروف عملى. وتوقيت عرض مسلسل قاسم أمين فى رمضان. ولكن هل اختلفت استعداداتك للشخصية فى كل مرة عن الأخرى؟
 أحمد شاكر: بالتأكيد أعتبر أن أدائى فى المسلسل فيه نوع من العمق أكثر بسبب أننى كنت قد استوعبت حدود الشخصية إلى حد كبير فى المرة الأولى. ولهذا كان الأداء أسهل وأعمق. كما أننى استفدت كثيرا من كتاب كتبه اللورد كرومر عن عباس حلمى، وإذا أضفت إلى ذلك أنها المرة الثانية التى أعمل فيها مع المخرجة الكبيرة أنعام محمد على حيث عملت معها من قبل فى مسلسل "أم كلثوم"، فستعرف أننى أحب العمل مع هذه المخرجة التى ساعدتنى من خلال خبرتها الفنية على الوصول إلى درجة جيدة من النمو الفنى.

 ديوان العرب: ولكن مسلسل "أم كلثوم" حقق نجاحا أكبر من نجاح مسلسل "قاسم أمين"
 أحمد شاكر: أظن أن هذا الحكم يعتمد على العواطف أكثر مما يعتمد على القواعد الفنية فى الحكم. ويمكن أن يكون السبب فى ذلك هو الحب الجماهيرى لشخصية الفنانة الراحلة العظيمة أم كلثوم. فمجرد ذكر اسمها يجذب الجمهور لمشاهدة العمل. أما بالنسبة ل "قاسم أمين" فهو تعرض للظلم أيضا نتيجة الأحكام العاطفية لأن هناك نسبة من المصريين يعتبرون أن قاسم أمين تسبب بدعوته إلى تحرير المرأة فى مشاكل كبيرة. وهذه الدعوات يتم تسويقها وترويجها بين البسطاء من الناس من جانب بعض المعارضين لأفكار قاسم امين التنويرية والتحررية. أما من الناحية الفنية فمسلسل "قاسم أمين" لا يقل عن مسلسل "أم كلثوم" سواء من جهة الكتابة أو الإخراج.

 ديوان العرب: عملت مع مجموعة كبيرة جدا من الفنانين مثل يوسف شعبان وسميرة أحمد.. فهل تعتبر العمل مع النجوم الكبار أسهل أم وسط مجموعة من الشباب؟
 أحمد شاكر: أظن أن العمل مع فنانين فى حجم يوسف شعبان وسميرة أحمد يعتبر أمنية لأى فنان شاب. خصوصا وأننى لمست منهما خلال العمل مدى الإلتزام وتعلمت منهما أهمية إحترام المواعيد والإلتزام الفنى. ورغم أننى كنت متخوفا من تجربة العمل مع يوسف شعبان بالذات إلا أن التجربة كانت ممتعة. العمل مع النجوم الكبار يمنحنى مزيدا من الخبرة، وهم لا يشعرون بأن الفنان الشاب منافس لهم، بل يتعاملون معه باحترام وتشجيع، وهى روح طيبة شجعتنى على تطوير وتحسين أدائى.

 ديوان العرب: هل كان العمل فى "قاسم أمين" أصعب أم فى "أميرة فى عابدين"؟
 أحمد شاكر: لا استطبع القول بأن أحدهما أصعب. ففى قاسم أمين كان التحدى هو أن أحاول تقديم شخصية حقيقية كتب عنه المؤرخون الكثير، وهنا الصعوبة. وفى مسلسل "أميرة فى عابدين" كانت الصعوبة فى أن الشخصية نابعة من وحى المؤلف. وقط تطلب هذا منى مجهودا فى محاولة تقريب الشخصية إلى الواضع، وجعلها تتصرف كأنها شخصية حقيقية. فى كل الأحوال أنا أعتبر أن كل دور جديد له مذاق خاص، وتحدى خاص.

 ديوان العرب: قرأت فى إحدى المجلات اتهاما لك بأنك ممثل تقليدى، وأنك تسعى إلى التواجد أكثر من اهتمامك بالجودة. فما تعليقك؟
 أحمد شاكر: هل هناك ممثل لم يواجه مثل هذا الإتهام؟ أعتقد لا. مشكلتنا فى مصر أننا نحاول أن نصنع قضية من لاشىء. ولو قدمت أعمالا أخرى غير التى قدمتها سأجد اتهامات أخرى جاهزة. وواضح أن هناك من يحبون النقد من أجل النقد وليس النقد من أجل توجيه الفنان. ولهذا فأفضل شىء هو العمل بدون أن أشغل نفسى بما يقال إلا لو كان نقدا هادفا سيفيدنى فى عملى. ولو كان الاتهام صحيحا أننى أسعى للكم وليس الكيف لكنت شاهدتنى فى أعمال أكثر بكثير من التى قدمتها. وبصراحة شديدة أنا أحب أن أمشى فى طريق الفن ببطء ولكن بثقة.

 ديوان العرب: هل من الأفضل للفنان أن يتعاطف مع الشخصية أم أن يتعايش معها ويفهمها فقط ؟
 أحمد شاكر: التعاطف مع الشخصية مهم ولكنه ليس أساس عمل الممثل. فالتمثيل هو فن المعايشة والتقمص. وبالتالى الأهم بالنسبة لى أن أفهم ابعاد الشخصية وأن أحاول تفهم دوافعها للتصرف، وسلوكياتها حتى أكون ملما بها وبالتالى أكون قادرا على التعبير عنها بصدق. فدورى مثلا فى قاسم أمين يتطلب منى تقمص شخصية حقيقية ويجب أن يشعر المشاهد أنه أمام الحديوى الحقيقى وليس أمام ممثل يلعب دور الخديوى. وكذلك دور رجل الأعمال الانتهازى يجب أن يشعر المشاهد أنه أمام رجل أعمال فعلا. وليس أمام أحمد شاكر الممثل. ولو فشلت فى توصيل هذه الفكرة أكون قد فشلت كممثل.

 ديوان العرب: هل تشعر أن انتمائك إلى أسرة فنية قد ساعدك فى عملك؟
 أحمد شاكر: بالعكس. يمكن أنا واحد من مجموعة قليلة من الفنانين الذى لم يستغلوا انتماءاتهم الفنية لتحقيق تواجد على الساحة. ولو كان هذا الكلام صحيحا لكنت شاهدتنى على خشبة المسرح. لأن والدى المخرج شاكر عبد اللطيف وعمى المخرج شريف عبد اللطيف يعملان فى المسرح ولا يعملان فى السينما أو التليفزيون. ولا تنسى أيضا أن الجمهور واعى ولا يعترف بحكاية توريث الفن.

 ديوان العرب: ولماذا لم تعمل فى المسرح؟
 أحمد شاكر: شاركت فى مسرحية واحدة فقط اسمها "الجنزير" التى قال عنها النقاد أنها واحدة من بين أفضل عشر مسرحيات فى تاريخ المسرح المصرى. وإذا وجدت نص مسرحى يضيف لى الجديد بعد الذى قدمته فى "الجنزير" فلن أتردد.

 ديوان العرب: والسينما؟
 أحمد شاكر: أرحب بالسينما ولكننى لم أتلق عروضا للعمل فيها بعد فيلم "جلا جلا".

 ديوان العرب: هل يعود ذلك إلى فشل الفيلم.
 أحمد شاكر: أنا أعتبر هذا الفيلم تجربة غير موفقة. وقد أثرت على بشكل سلبى. ولهذا لن أكرر التجربة إلا أذا كنت متأكدا من توافر عناصر النجاح لها. وحتى يحدث هذا فأنا أعتبر أن التليفزيون هو بيتى الكبير الذى سأستمر فى العمل فيه حتى إشعار آخر، خصوصا أن العمل فى التليفزيون يستهلك منى وقتا كبيرا.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى