القـــدس أنــــت
النورُ أَنتِ ، وأنتِ الشَمسُ ، واْلقََمَرُ
وليسَ إلاَّّكِ ، يَرضى السمعُ والبَصَرُ
وَلَوْ َتوَّهمتُ بعضَ الوَهْمِ ، في صورٍ
لاْبهرَتْنــي علــى أشكالِهــا الصُــوَرُ
وأَجْمَلُ القَوْلِ ، اْن يسموُ الكَلام ُإلى
مَقامِ عَرْشَكِ ، تَخشى خَطْوَهُ الحُفَرُ
يا أَْنتِ ، يا أُغنيات الشِعر ، كَمْ لُغـة
عَرفـتُ مِـنْ قـَبْلُ ، إلاّ أنتِ لا أذ رُ
وَكـَــمْ تـَـلألأ أَقـمــارٌ بذاكــرتـــيِ
إلاّكِ أنـتِ، أضاءَتْ شـَمسَها الفِكَـر
لـَوْ أورثَتـْني جوارَ النجم ِقافيـــةٌ
لقِلـتُ وَحدك ِ، عِنْـدَ الشمس لي قَدَرُ
وَلـَوْ سَلَكـْتُ دروبَ النجم ِفي ألق ٍ
فــإنّ عِنْـــدَكِ طَرْفَ العين ِلي نَظَرُ
حَلِمتُ ما كانَ لي في الحلم ِمُتسعٌ
وكـنتُ أحسب أنَّ الحلمَ لي سَـفَـــرُ
والحلمُ مستودعُ الأرواح إنْ غَفِلتْ
في الحلم ِأوجاع مَنْ في الحلم ِيَنْحَسِرُ
حَلِمـْـتُ لكــنْ بـِيَ الآفاق ُ شاردةٌ
وَفـي الحقيقــةِ مـا في الحلــم ِ يَستَترُ
ياليــلُ كـُـنْ بـِي رَحيماً أينــما رَحَلَتْ
أطيافُهــــا، أَوْ هَمى في وَجْدِنا مَطَرُ
وَفـي الزمـانِ ِالذي ما حَوْلَـهُ خَطَـرُ
مــا قبلــــهُ مَطـَرٌ ، مــا بَعْدَهُ سَهـِرُ
يالَيـــلُ كـُنْ لـيَ رفيقاً أَينما سَكًنَـتْ
رِيـاحُـها ، غيمـُها ، يـَهمي وَينْهَمِــرُ
وَكُـنْ صَديقـاً وفِيّ العهد فـي زمـن
فيــه المروءآت ، لا تُبقـــي ولا تَذَرُ
تَحرَّقَ الشوقُ بي ، والسهـدُ أَرَّقنـــي
وَقـافيـــاتـي ، على أَوزارهــا تـَــزِرُ
مـا هدَّّنــي سَفَرٌ ، أَو غالنـــي قـَـدر
أو هَمنـي بَشَـــرٌ ، أو راعَنَي خَطَرٌ
يـا ليــلُ كُـلُّ دروبِ الشوقِ ، لي نَغَـمٌ
وَغــيــرُ ذلـكَ ، لا عــودٌ ولا وَتـَـرُ
غَنَيـْــتُ أحزانها ، بَحـْــــراً وقافيـــةً
وقـلتُ أَزمانَهــا فــي الشِعْرِ تَنْتَظِـرُ
مـا كُنـْـتُ أَحسبُ أنـي واهــمٌ زمـَـنَا
ولا تـَخَّيلــتُ ظَهـْــرَ الليـــلِ يَنْكَسِـرُ
أتــى الزَمـــانُ علـــى أَهلــــي ، وقصَّتِهِمْ
فـَشـرَّدَتْنــا ، علـى تـَشريدِنــا التـَـتَرُ
أَتــى الحِصــارُ ، وأَكــــــداسٌ مُكَدسـَـةٌ
مــِنَ التوابيتِ ، والأَقــدارُ تَقْتـَـــدِرُ
لـَـمْ يَبــْـقَ دارٌ لَنـــــا فيـــها ماّذنـــها
ولا سبيـلٌ لَنـا والحـالُ ، ما ذَكـَـرُوا
الكـُـلُّ يَخـْـرجُ مَســروراً بِنـَـزوَتـِــهِ
وَلا شـعــورٌ لَـَهُ فــي الـهَـمِّ يَنْصَهـِرُ
وَالكـُــلُّ يأْتـي ولا يَأْتـي بــلا أَمــــلٍ
وَكـُلُّ اّمـالِهـمْ فـي الوَحـل ِ، تَـنْحـَدِرُ
سبحانَ ربُّك في القدسِ ِالتي وُعدَتْ
فـأذُّن الصُبـْحُ فيهـا وإنتَشى الحَجَرُ
سبـحانَ ربـُّـكَ ، فـي القـدس ِالتي ذُكرَتْ
وأينعَ الَطهـرُ فيها وارتـَوى الشَجَرُ
سُبـــحانَ ربــُّــكَ ، والقــــرانُ ردَدَهــا
" مَسرى النَبـيِّ .. وفيها ساجدُ عُمَـرُ "
يا وَيلَــنا فـِـي سُبــاتٍ طـالَ مَوْعـِـدُهْ
لَوْ طالَهــا خَطَـــرٌ ، أَو مَسََّها ضَـرَرُ
يا وَعْــدَنا فـــي زَمــــان ٍمَنْ سيذكُــُرهُ
إذا تَجلـَّـتْ بـــــها الاَيــاتُ والنـُــذُرُ
وَدَربُ الامــها ، أجراسـُـها صَرخـَــتْ
وَيــْـلٌ لأَســـرٍ لـَـهـا فـِي الـقَيْـدِ يَنْأَسِرُ
تَسْتَصـرِخُ القـَـومَ والدُنــيا معابــــــدُها
ولا مُجــيبٌ ، ولا حِــسُّ ، ولا خَبـَـرُ
تَأبــــى المُــــروءَةُ ، أَنْ تَبقــى مُضيَّعـَــةً
مَكلومَةَ الوَجْدِ ، فــي الأَحشاءِ تَنْفَطِـرُ
تَأبــــى الكَرامـَـــةُ ،أن تَبقــــى مُدنَّسـَـــةً
والعــارُ يَهزِمُنــــا ، والبَغـْـيُ يَنْتَصِرُ
مـَـــاذا أُسـَطِّــر فــي أَعمــاقِ ذاكِرتــي
تَغَلـَّبَ القَهْــرُفينــا ، وَانكـَـوى الحَجَرُ
مَـاذا أُدّونُ في الـوِجــدان ِ مـِنْ حَـزَنٍ
فـَالـقَلـْبُ صَحراءُ ، لا مـاءٌ ولا شَجَر
صَحـْراءُ.. صَحْراءُ لاحـِـــلٌّ ولا سَفـَرٌ
وَلا بـِحــارٌ ، ولا نَجـْـــمٌ ، ولا سـَمَــرُ
والعُـمـْـرُ فـي غَـفْـلةٍ يُطــوى بِلا زَمَـنٍ
مـاهـَمـَّنا فيـــهِ طـولٌ حـَـلَّ أَمْ قَصِــرُ
أَسـتَغْـفِرُ اللهَ ، كَـَمْ في العَـصـرِ مِنْ خَسَف ٍ
وَمـِنْ كـُسـوفٍ تًوارى خَلْفـََهُ البَشَــرُ
أَسـتَغْـفِرُ اللهَ ، كـَمْ في الجـَهْـل ِ مِـنْ خَـطـَرٍ
وَمـِنْ ضَبابٍ ، تـَوارَتْ خَلْفـَهُ الفِكَرُ
أَسـتَغـْفِرُ اللهَ ، كـَمْ فـي القَوْل ِمـِــنْ شَطَطٍ
وَمَـــنْ خَـرابٍ بـِــهِ يَستفحِـلُ الَضََرَرُ
أَسـتَغـفِرُ اللّهَ ، والأقـــــدارُعابســـةٌ
عُبوسَ مـَنْ ضيّعوا في الأَمسِ مـا ادْخَرُوا
أَستَغْفـَـرُاللّهَ ،والأَوطــــانُ تائهـــةٌ
وأَيُّ شـيءٍ إذا مــا ضـَاعَ يَنْكَسِـــرُ
يا شــامُ ، يا شـامُ والأحـــلامُ مُقْعـَــدَةٌ
وَكُلُّ ذي وَجَـع ٍ ، فــي قلبـِـــهِ سَقـَـرُ
أيـنَ الفـوارسُ مـِنْ حَمـدان ، واعجـباً
وأينَ سَـيـْفـُكِ ، سيـفُ الـدولةِ الَبَتـــرُ
وأَيــن أَيــنَ بـنــو قـَومــي وَعِزَّتِهِـمْ
أَيـْــنَ العروبــةُ ، والإسـلامُ والأُخـَـرُ
مـا زِلْـتُ أُومِنُ أَنَّ الـشـامَ مـَفـْخـَرَةٌ
ودارُهــا العــزُّ ، والبستانُ والشَجَــرُ
ما زِلـْتُ أَحمِـلُ فـي ظَـنّي مَحاسنَها
وَلَمْ يَزَلْ فـــي خَيالي طيفـُها العَطـِـرُ
" يـا ابـنَ الفُراتيـنِ " والأيامُ شاهدةٌ
والـنِـسْـرُ فـــي شَأوِهِ يَعـلوُ وَيَنْحَدِرُ
"يا دجلةَ الخيرِ" كُـلُّ الخيرِ فيكَ وَقَدْ
تَقَـهْـقَـرَ الجَحفلان ِ.. الكُفـْـرُوالغَفـَـرُ
أَهل العراق ِخُذوا مِنْ دَهْرِكُمْ حَذَراً
تـَحـالـفَ البغيُ ، والشَيـْطانُ ، وَالكِبر
وَلـَـمْ تَزَلْ ساحـةُ الميـدان ِراقصـةٌ
والـخيـلُ فيهـا ، وفـيهــا الرومُ تَنَكَسِرُ
وَنَحْـنُ خَلْفَ جدارِ العـارِ تَطْحنُـنا
عِـظامُنا ، وَعلـوجُ الأرض ِتَـْنتَـظِرُ
وَيــا نَسـيــمُ إَلــى لُبنانَ فِي عَجَلٍ
إِلى الشقيف ِ.. إِلى صَبْرا ،هُما الأَثَـرُ
وَقُلْ لأَهلي وَرَبعــي ، ما نَسِيــت ُولا
أنسى زَماناً مَضى في الوَجْـدِ يَخْتَمِرُ
وَتـَلُ زَعتَـرِنا المَحبـوب ِ، ما رَكَعـَتْ
أضلاعُهُ ، أَوهَوَتْ هاماتُ مَنْ صَبَرُوا
يــا شَعْبَنــــا ، يــا عَلــيَّ الهــمِّ لــي أربٌ
أَنْ تُستَجارَ ، فَيهـوي دونَك َالصِغَـرُ
إِقبـضْ عـلـى جَـمْـرِهــا ، فـالنارُ ماخَمَـدَتْ
والريحُ مِــنْ حولِهــا ، والقَهْــرُ ، والكَدَرُ
إقبضْ على جَمْرِها ، فالقدسُ ما برحَتْ
فـيهـا الذئابُ، وفـيهــا النــارُ تَستَعِــرُ
وَقـُــل ْلَهـمْ ، عيـــدُنا رَهـْـــنٌ بِعودَتنِــا
لـَـوْ أَورثَونــا جِنانَ الكـَوْن ِ، مـا ظَفـِرُوا
وَمِـنْ هـُنــاكَ إِلــى مصــرٍ وَقَلْعَتـِـها
إِلـى شـمـوخِ غَـوالٍ ، دونــَـهُ الــدُرَرُ
يا دارةَ النـيلِ ، والأبطــالُ قـَدْ عَبَرُوا
وسطـرُوا آيـةَ الـتحريرِ ، وانتَصَرُوا
يا درةَ العُـرْبِ والأَحـرارِ مِنْ زَمـنٍ
ويا زمان رجا لٍ ، فيكِ مــا انْدَثَروُا
فيكِ السُؤالُ ومِنْــكِ القولُ ما بَرِحوا
في كرمةِ الدارِ ، مَنْ بالدارِ قَدْ غَدَرُوا
فيـكِ السـُؤالُ ، اذا اْحتـار الجوابُ وكَمْ
كـــانَ الكلامُ ومِنـْـكِ الفِعْلُ ، يخْتََصرُ
وإرحَل إلى المَغربِ العربيِّ قُلْ لَهمُ
سـواعــدٌ ، لِـسـوادِ الـَدهـرِ يـا مُـضَـرَ
يـا أَهــلَ أَندلـس ِالتاريخ ِ، يـا عـربٌ
تـطــاوَلَ الـبـيـنُ ، والـتَـبيـانُ يَنْحَسِــرُ
مــا بــال أَنـدلـس ٍتـُغشـى بأَندلــس ٍ
ومـا تـَحـرّكَ فـــي أَحشائِنا الخَطـَـرُ
إِذهَـبْ إَليهـِمْ ، إِلـى دارِ الملـوك ِوقـُـلْ
يَا لَجنــة َالقـدس ِ،إنَّ القـُدسَ تحتَضــرُ
وابْعَـثْ تََحايــا إِلـى مَلـِكِ الملوكِ ، وَقـُلْ
مَا شِئـتَ للشعــبِ .. يا مختــارُ يا عمــرُ
قـَدْ قـــالَ قائِلُــٌُـهمْ ، لا" أَسراطيـنَ "ولاَ
ما كــانَ قـَـدْ قيـــلَ فيـــهِ الحَلُّ يُؤتَمَــرُ
قـُولُوا لقائِلـِـها ، فـــي القـُــدس ِمَذبحــةُ
قولـــوا لمُنــذِرِهــا ، للـــهِ مـــا نـَــــذَرُوا
واصْعـَـدْ إلى صَعــدةٍ ، وانظُــرْ إلى يَمَن ٍ
وقــل فَدَتـْـكَ دروسُ الدَهـِـــرِ والعِبـَـــرُ
يـا وَيْـــحَ أمتِنــا ، فـــي لَيـــل أمتَـنــــا
فـــي جَــــور ظُلمتِنـــا ، الكــُــلُّ يَنْتَحِرُ
مـــاذا دَهاكـُــمْ ، وَقٌـدْ ضَلَّــتْ خَناجِرُكـُـمْ
فأغرقـَـتْ دَمَهــا فــي دَمْعِهــا الأُسـَـــر
عَــوْدٌ علــى بـَـدء ، يـا عَمـانُ فانتظــِـري
يــا موطنــاً ،عــزِّهُ الأمـــجادُ والسِيـَــــرُ
فيــكِ الصحابــةُ ، يا طُهـْـرَ التـُـرابِ ، ويــا
طهــر المكــان ، وفيــكِ الأَنبيــاءُ سـَـروُا
يا أخـوة َالعهــد ، إذ فـي القـَول ِمُخْتَصرٌ
فالعهــــدُ والعهــــدُ ، لالَغـــوٌ ولا بَطـَرُ
لـَـنْ يَبلغــوا شــأوَهم فيمـــا يُحـاكُ ولاَ
لــَـنْ يسـتـوي عِـنْدَنا طـَوْرٌ ومـُنْحَـدَرُ
واقرأ كلامــاً .. شعــوراً مـِـنْ مَحبتنــا
أُردنُ ، قـَـدْ خَسئـوا مَهما هُموُ حَفَروُا
فـي القدسَ مَوْعِدُنا .. في دارِ دَوْلتنــا
تعــلو بعودتنا ، والخـوف يُزدَجــرُ
فــي اللــهِ نُصرتُنــا ، تَبــدُو بِوِحْدتـِـنا
تَمضي عَلـى يَـدِنا .. تَعلُو وَتَزْدَهِرُ
وَعـُـدْ إلــى النيــلِ والسودان ِ، ما فتئَتْ
فيه ِالصراعاتُ ، والأحقاد تَنْفَجِرُ
وَقـُـلْ إذا أقبلـَـــتْ ، فالنَصــرُ مُنْتَظـَـــرُ
وإنْ تَولـَــتْ ، فبالاشــرارِ تَنْشَطِــرُ
وَقـُلْ لأَهلِـكِ فـي السـودانِ، ما عَلِموُا
وَما شهــدناهُ .. ماقُلنــاهُ ، ما خَبـِرُوا
الوحْـدة الوحـدة الكُبـرى بِمــا حَمَلـَـتْ
والرأيُّ بالرأيُّ ، مَنْ بالرأيِ يَنْكَسِرُ؟
وَكـُـنْ عَلــى قَلْعـَـةِ ، عِنـْـدَ الخليــجِ إذا
نادَيْتَ ، يا بَحْرُ ، يا بَحْرينُ ، ياقَطرُ
" إنَّ العُيـونَ وإنْ فـي طَرْفـِـها حَــورٌ"
في لَمْحها بَصَرُ .. في وَخْزها إبـرُ
ومـِـنْ دُبــيّ ، إلـى كـُلُّ الخليـجِ .. هُنا
الَحـالُ بالحالْ ، لا خِـدْرُ ولا خَدَرَ
واذْهبْ إلى مَكّة ـ البَيْتِ الحَرام ، وَقـُــلْ
فيكِ إسْتخــارتُنا ، ما استَــوقَدَ الشَــرَرَ
" يــادارَ مَكّـةَ " ، يامَهــوى الفؤادِ ، وَيــا
نـورَ القلوبِ ، ومنـْـك السَمْعَ والبَصَرُ
هذي المَنايا ، ضَحايا البؤْسِ قَدْ شَهقَتْ
قَهراً ، فجاءَتْ علــى الأكبــادِ تَعْتَمـِــرُ
هــذي الخُطـوبُ ، وقـد جُنـَّـت مظالمـُـها
فَعمّّـر اليأسُ ، فيـها واستـَـوى الضَـجَرُ
هــذي الضَحايا ، التي غيلـَــــتْ كرامتُها
وَ قَـدْ تســاوَتْ بِهــا الأغنـامُ والبَقـَــرُ
هــذي الضَحايا ، ضَحايا الظلمِ ما انْتَظرتْ
الا لتفضــــــح مــــن بالعــار يدثـــــر
يـا سيـّـدي .. يا رَسـولَ اللــهِ يـا أَملاً
ويَـــا نَبيــّـــاً بـــــهِ الأقمــــارُ تُبْتَـــــدرُ
يا سيّدي .. يا نَبـَّي الحــــقِ ، واأسفـــاً
عذراً ، ونَحنُ علــى الأعذارِ ، نَعتـَـذرُ
إِسراؤُكَ القــدسُ في الأوحال غارقةٌ
مَنْهوبـةٌ .. والأَســى فــــي حَلقـِها زَوَرُ
تَأتـي صلاةٌ، وتَمضـي "جمعةٌ" ، وتَرى
دورَ العبــــادةِ، لا جَمـــعٌ ولا نَفـَـــــرُ
والآن يَفْتـِـكُ رَهـَــطُ الغاصِبيــنَ بِهــا
يَستوطنـَـونَ ، وتَعلــــو دورَهـا دِيـَــــرُ
تَشكــوُ إلــى اللــهِ والدُنيــا مآذنُهــــا
وتَستَجيــــرُ ، فـَــلاَ جــار ولا أجـِــرُ
يـا ربّ فاْرحَـمْ عبــاداً فـي مَصائِبهم
ودمـّـر الرِجـسَ ، مَـنْ بالرجْسِ يأْتَزِرُ
يا ربّ وَعْدكَ ، عَجِِّلْ فـي هَزيمتِهمْ
وطهِّر القدسَ ، والأقصى الذي أسـروُا
وامْحـَـقْ نِفـاقاً لِمنْ طالَ السباتُ بــهمْ
عمــيٌّ ، وُبكــمٌ ، وفـــي آذانِهــمْ وَقــرُ
يــا ربّ ، هــذا قليــلٌ مـِـنْ كبائرهـِـمْ
وَكـُــلُّ شـــيءٍ ، إذا ماشِئـْــتَ يِنْحسِـــرُ
فانْصـرْ دياراً ، لِغيـرِ اللـهِ مــا رَكَعـَـتْ
وانْصـُـرْ جُمــوعاً بأمــرِ الحــقِّ تَأْتَمـِــرُ