الليل والفجر
يشترطُ الليلُ كي يمضيْ مُضيَّهمُ
والفجرُ مطلبُهُ للإنبلاجِ هُمُ
والليلُ يعلمُ أن لا فجرَ دونهمُ
والفجرُ يدريْ نواياهُ ويبتسِمُ
والفجرُ يعلمُ أنْ لا ليلَ بعدَهُما
والليلُ يهذيْ بذا والصّدرُ يحتدِمُ
والفجرُ مطلبُهمْ إذ أنّ حظّهمُ
في تينِ ليس بغيرِ الفجرِ يُغتَنمُ
وظنّهم أنّ أمّا بالدنى شُغِلت
بالفجر تبرا وعنها تنجلي الغُمَمُ
ويؤمنونَ بأنّ الفجرَ موطنُها
حتّى تسامى وتُمسيْ دونها القِممُ
والعزم أوّلهم والخوفُ خارجُهمْ
والبِشْرُ يملؤهم والهمُّ مُقتَسمُ
وغيرُهمْ أسكتوا بالصّبرِ جوعَهمُ
والصّبرُ في صدرهِمْ للجوعِ يلتهِمُ
والليلُ ما طالَ فوق الشّرقِ في دَعَةٍ
فالغربُ حتْما برايِ اللّيلِ مُعتصِمُ
والفجرُ في أهلِه للشّرقِ رفعتُهُ
لكنّه حولَ رأيِ الفجرِ مُنقسِمُ
وفجرٌهمْ قدرٌ وعمرُهم أبدٌ
ونصرُهم خبرٌ في الأذْنِ يزدحِمُ
فليندبِ الليلُ عمرًا مرّ أكثرهُ
واللّيلُ مهما يطلْ بالفجرِ مُختتَمُ
وليُرجعِ الغربُ ما قد سلّ من غدِنا
فبعدهُم لم يُلقّنْ حرفًا القلمُ
ولتخْتمِ العرْبُ عصرًا ذُلّ سادتهُ
قد أقسمَ الغدُ فخرًا أنّه لهًمُ
والفجرُ إذ يرتجيهم دونَ غيرهمُ
فإنّه مع سجايا النّفسِ منسجِمُ