الأحد ٩ شباط (فبراير) ٢٠٢٥
بقلم أسامة محمد صالح زامل

رُهاب التّاريخ

كم يُفْزِعُ العلمُ أنّ النورَ مُطفِئُهُ
عتمٌ وإنْ بشّرَ المولى برجْعَتِهِ
أهمُّ بالسّيرِ غربًا نحو أندلسٍ
شوقًا ليومٍ يُمَنِّيني برُؤْيَتِهِ
وحينَ أَذْكرُ كيفَ العتمُ أسْقَطَهُ
أرتدُّ صونًا لهُ من عودِ نكْبَتِهِ
أهمُّ بالخوضِ في أحداثِ معرَكةٍ
شوقًا لنصْرٍ يُناديني بفِتْيَتِهِ
وفارسُ القومِ يدْعوني لنجْدَتِهِ
فيَتْبَعُ اسْمي اسْمَهُ في متْنِ صفْحَتِهِ
أسيّر اسمي على الصّفْحاتِ علّ بها
مُؤَمَّرًا يرْتَجي سيْفي لنُصْرَتِهِ
وحين تمتلئُ الصّفْحاتُ بي بدمي
أصحو على ولَدي يلْهو بخِربَتِهِ
مُستنصِرًا وُلْدَ من للنّارِ سُقْتُ على
ابنِ من دعانيْ لأمضي تحتَ إمرَتِهِ
أرتدُّ خوفًا على دمِ ابْن آمرِنا
خوفًا على ولدِي أهوالَ ردَّتِهِ
أهمّ بالسّيرِ نحو مسجدٍ علمَ الـ
علِيُّ شوْقي لدرْسٍ عندَ صخرَتِهِ
وحين أذكر أنّ المسجدَ احْتَشدَتْ
به العبيدُ لشُكْرٍ دون رغبتِهِ
فما هوى صنمٌ من فوق كعبتِهِ
إلا ليَثْبُتَ "يهوَهْ" فوقَ قُبَّتِهِ
ولا صحا وطنٌ من طولِ غفوتِهِ
إلا للاتٍ تلا العُزّى بمكّتِهِ
أرتدُّ خوفًا عليهِ كيدَ أُمّتِهِ
لكي أظلَّ أراهُ فوْق رَبْوَتِهِ
أهمُّ بالغرْفِ من علمٍ بجامعةٍ
ترعْرعَ العلمُ فيها منذُ نشْأتِهِ
على يدِ النُّخبةِ التي اطمأنَّ لها
العقلُ فأوْدعَ فيها ما بجُعْبَتِهِ
خوفًا على نفسِهِ تلويثَ سُمعَتِهِ
مِن أنْ ترُدّ خُرافاتٌ لأسْرَتِهِ
وحين أذكرُ أنّ الشّرقَ قد رحلتْ
أنوارُهُ وبدتْ في غيرِ عتمتِهِ
وأنّ جامِعَتي ليستْ سوى جسَدٍ
مُمدَّدٍ فوقَ تلٍ دونَ مُهجتِهِ
أرتدّ صونًا لكبرياءِ جامعةٍ
في موتِها لم يزلْ في أوجِ شدّتِهِ
كي لا أرى الشرقَ يبكي هجرَ فلذتِهِ
كي لا أرى غدَهُ شمسًا بغربَتِهِ
فالشّرق نورٌ فمن له بمحنتِهِ
من للعزيزِ أيا قومي ودمعتِهِ
أهمّ بالشّربِ من عينٍ بباديةٍ
عجلانُ يقصدُها صونًا لفطرَتِهِ
وحين أذكرُ أنَّ العينَ قد كَدُرتْ
فلم يعُدْ يهتدِي معنىً للفْظَتِهِ
أرتدُّ خوفًا على ضادي تكدُّرَها
على مُقامي حياةً دونَ صفْوَتِهِ
أهمّ بالسّير فجرًا نحو مقبرةٍ
مُهنِّئًا ماضيًا جلًّا برَقْدتِهِ
وباكيًا هِممًا سَدَّتْ مسالِكَها
فواجعٌ قد تداعَتْ إثرَ غيْبتِهِ
إذا مضى أيُّها في دربه قدُمًا
قيلَ لصاحبِها: شهيدُ هِمَّتِهِ
وإن تأنّت تلافيًا لفاجعةٍ
قيلَ لصاحِبها: مُودٍ بحسْرَتِهِ
يغازلُ اليأسُ همّتي وقد أنفَتْ
منهُ وما استسْلَمتْ يومًا لرغبَتِهِ
مرادُها أملٌ يحيا بداخِلِها
ولا ترى نفسَها في غيرِ عصْمَتِهِ
تراهُ ندّا لها أهلًا لفِطرتِها
تجنّبُ الفاجعاتُ دربَ خطوَتِهِ
وتقتفيْ خطوَه السّرّاءُ غايتُها
قلوبُ من دخلوا في ظلِّ رحمَتِهِ
لكنّ يأسًا تعدّى الحدَّ مُغْتنِمًا
غيابَ فارسِها ماضٍ بلُعْبتِهِ
بالمالِ والأمنِ يُغويها لتحذوَ حذْ
وَ من غنِمنَ الشّقا في خدمةِ ابنتِهِ
وإبنةُ الياس أمّ الفاجعاتِ وأمْــ
مُها اسمُها عودةُ العُزّى لقريتِهِ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى