الخميس ٦ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٧
بقلم إنتصار عبد المنعم

المدونون وجدار الصمت

المدونون - وأنا منهم - نجلس أمام الكمبيوتر ونتحرر من كل القيود التي تكبلنا، نكتب ما نريد. منا الأديب أوالشاعر الذي أصابته تخمة الأدب وصدمته مادية عالم النشر، ومنا الصحفي المقيد بمؤسسته الصحفية فلا يستطيع أن يكون له رأي مخالف لسياستها، ومنا الثوري الحماسي الذي ذاب في عشق الوطن حتى تحول إلى عاصفة هوجاء تريد محو كل شيء يشوه صورة الأوطان، ومنا من يريد نشر علمه وما تعلمه كالسحاب الذي يجول ويصول ناشراً المطر. ومنا من يريد اختبار أحباله الصوتية واستعراض عضلاته، وللأسف لا يجد غير بذاءة القول وفحش الكلام ليعبر عن رأي قد يكون صائباً، ولكنه يكون كمن ألبس عروسه كفناً لا ثوب زفاف.

ولكن هل يسمعنا أحد؟ من نريد منهم أن يسمعونا أصيبوا بالصمم، لأنهم لو سمعونا لأدركوا أن هناك بشر غيرهم يعيشون معهم على نفس الأرض، لهم أمنيات قد لا تتعدى الحصول على فرصة عمل والزواج قبل سن الأربعين، وآخرون تجاوزت أمنياتهم الجانب الشخصي إلى الذوبان في حب الوطن وعشق الوطن. ولكن هل يبادلنا الوطن الحب؟ هل يشعر بنا؟

الوطن يفتح ذراعيه للقطاء والمهجنين من الغزاة الجدد الذين تسللوا تحت عباءة الإستثمار والشرق الجديد والعالم المفتوح، يصولون ويجولون بيننا بكل حرية، في حين يكون الإعتقال من نصيب مدون يعبر عن رأيه، و يتم حجب المدونات من الجهات الأمنية المخابراتية التي أصبح شغلها الشاغل التجسس على مواطني الدول لا على الأعداء.

هل مازال التعبير عن الرأي قيد التقنين رغم كل مزاعم الحرية وحقوق الإنسان؟

يخوض المدونون في مصر معارك عديدة، ويقومون بحملات متعددة الأهداف، أشهرها قضايا التعذيب في أقسام الشرطة، واعتقل منهم من اعتقل وتم حجب مدونات البعض، ولكن المسيرة لم تقف لأننا تخلصنا من عقدة البحث اليومي عن رغيف العيش صباحاً والحلم به ليلاً، تلك الدائرة التي سجنوا فيها المواطنين فأصبح مجرد حصولهم على فرصة عمل ترفا لا ينالونه إلا بعد إعتصامات واضرابات. ولن يقتصر الأمر على مدوني مصر وإن كان لهم السبق، فالمدونون قادمون من كل البلدان العربية .. نقف معاً على نفس الموجة وذات التردد، نتشارك الأفكار ونتبادل الزيارات للمدونات نناقش.. ونقترح...لنا هدف واحد هو وطن نظيف اليد والقلب.عالمنا هو عالم افتراضي بلا قيود. ولو تفرقت دولنا العربية أشتاتا، فإتحاد المدونين العرب يجمع بيننا، ليس هذا فحسب هناك الإتحادات الفرعية لكل دولة التي أخذت في الإنتشار فهناك إتحاد المدونين الجزائرين، والليبيين، والتونيسيين، والمغاربة، والمصرين، كلهم على الطريق ، يريدون كسر الطوق وبناء الفكر ونبذ التخلف، ربما تحدث المعجزة ونتوحد في شيء عجزت حكومات دولنا أن تفعله، نتوحد مع مشاكلنا فنفرز حلولا لربما تجد طريقها للنور مع مرور الأيام....نرفع معا شعار واحد من المحيط للخليج... أنا أدون....أنا حر....أنا موجود.
انتصار عبد المنعم


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى