

المرثية الأخيرة لجنازة لم يصل عليها
القصيدة الفائزة بالمرتبة الثالثة في مسابقة الشعر الحر لعام 2007
الاهداء: إلى روح الشاعر تيسير السبول في كل مكان غفت على كتفيه عيون القصيدة….
وإلى شاعر لم يولد بعد، بالرغم من كل تلك الطحالب التي تسلقت إلى شرفة القصيدة لتنهش خاصرة الورد هناك….
(1)
رمادٌ هو الشِّعرُ يزرعني بين جمــرِ الحياةِ
وموجِ الضياع ْ…عروسٌ من الياسمينِ تزُفُّ مواسمَ أوجاعنا للبكاءِ،وتزرعنا بين فكِّ اليتامى وفكِّ الجياعْ…على أي لحن أغني وأوتار قافيتي تضمحلُُّوحبل انفعالي يشنق صوتي /ويغلق نافذتي مارد الذكرياتِ…وأعلم أن اللقاء استحالَفماذا سأفعل إن كان حظي أن يتحطمقبل لقاء الأيادي الشــــراعْ؟!ومن أي جرح ســـأنزف / والعظم يجرحه الاهتزاز على باببحرٍ من النارِ…والقلب بارودةٌ تكتم الصوت في ضلع أغنيةٍتذبح الرُّوحَ فيعتبات المواجع والالتياعْ؟!فهل يا ترى كان قبل الوداع لقاء القلوبِ؟!أم أنه كان قبل لقاء القلوب الوداعْ؟!(2)تنام الجراحُ…وتصحو الجراحْ…تهدِّي الجراحُ …تطير الجراحْ…تغني سماوية الشفتين؛ وتزرع مع كل حرفٍ رصاصَ الهوىفي جميع مساحاتِ جرحي المباحْ…وتسألني كل خمس مرايا تمر علينا…متى؟؟!!متى سوف يحضن وجه الندى كل هذي الورود ِ؟!أجيب وصوت انهياري يئٍنُّ…-: سأبذلُ جَهدي:-، لأصنع من شمعتي شمس وقتٍ جديدٍ..، لعلي أضيء الوجوه فيضحك ثغر الصباحْ…رؤوسٌ تُهزُّ…رؤوسٌ تُدقُّ…كؤوسٌ تُهزُّ…كؤوسٌ تُدقُّ…وأنت كما أنت مثل الورود رقيقةُ لا بل أرقُّوأنت كما أنت تبكين حين يغني كماني المعلق بين مراياالجحيم ووجه الرياحْ…أعود إليكِ…أعود إليكِ / بلادي لماذا أعود إليك وليلكيطفىء قنديل صوتي…ويزرع ذاكرتي بين سطر الغياب وحبر الرماحْ؟؟!!فكيف تطير العصافير حينتكون بغير جنــاحْ؟؟!!وكيف أواسي شواطىء روحي وأعبر باب الترقيإلى اللامدى / والقصيدة يغتالهاصبيةٌ جائعون لموتي…فهل يا ترى أعبر الجرح أم أنني سوف أبقىنزيفاََ لجرح تباركه كل هذي الجراحْ…؟!(3)أصبُّ احتراقي …تصبين نارك في شرخِ صبريأصفُّ حروفي …تصفين بعثرتي في يديكِ…أغني / تغنينَ…أصمتُ / يجتاحك الياسمينُ…أصلِّي…تصلين جائعةً للخطايا…وتحترفين السجود على عتبات السفرْ…فمن أي نافذة سوف أدخل كي ألتقيكِ أنا والقدرْ؟!وفي أي درب سيمشي حصان السماءِ…وجوع الرمال يحيط بخطواته نحودرب الهلاكِ…ويزرع صورته بين وجه النجوم…وظل الشجرْ…تقولين : كيف فقدت الحصانَ ؟!ويمشي اتهامك نحوي….،يجر الكوابيس من فتحةٍ في جدار المسافاتِ …ثم يمر بذاكرتي حيث يستعرض الوقت كل الصورْ…أنا لست أنت، ليجرحني صوت جرح يغني…أنا لست أنت لاستبدل الياسمين وثغر المساءبأيقونة من تراب الخطايا…فكيف سأرضى بكل النجوم وقدنمت يوماََ بحضن القمرْ…(4)تنام جراحي بعينيك حين يطل مساء انتظاريمن الشرفاتْ…فمن أي جرح أطل عليك، لكي تبعثالروح في الكلماتْ؟!ومن أي باب سيدخل شوقي عليك / ليلمح رمشكبين ضلوعي ؟!وبين انهيار النهايات في الزفراتْ…على وجنتيك تنام مواسم حزني…، مواسم جوعي …ارتجافات قلبي…وترتاح آهات قيثارتي في يديك ِ/، وأغفو على ساعديك كطفل يطل من الياسمينعلى الأمنيــــاتْ…لمن بعد عينيك سوف تدقُّالقلوبُ…وتعزف من كل هذا الضجيج صهيلَالتمرُّد والأغنياتْ ؟!فهل تعلمين بأنك كالبحرِ…يزرعني في الحياةِ …ولكنْبين المماتِ وبينَالمماتْ…
القصيدة الفائزة بالمرتبة الثالثة في مسابقة الشعر الحر لعام 2007