الاثنين ٢٣ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٣
بقلم
المســــاء
لماذا إذا حَلَّ ركبُ المساءْوقبّلت الأرض كفَّ السماءوخُضّب وجه الأصيل بلون الدماءتدافع ليلٌ، وأسدل فوق الوجود رداءًمن العتمِ والخوفِحتى النجوم اعتراها ذهولٌ ورعبٌتوارت وراء الغيومِولفّ الوجود وجومتمورُ بحارٌ من الوجد في القلبِتحدو لقافلةٍ من شجًى و حنين*******لماذا إذا جُنّ ليل الشتاءْوأعولت الريح في كل فجٍوثار غبارٌ وسدّ الفضاءوانتحب الغيمُفيضًا من الدمع والوصلِتخضلُّ أرضٌتصلي لخالقها في السماءوأسمع صوت المزاريبِإن أجهشت بالبكاءترَجِّعُ في الليلِ ترنيمةً للحنينِمواصلةً دمعها والأنينْنشيجٌ تَردد عبر السنينِتدفق في القلبِ شلال حزنٍومن وهجِ العينِ يهمي مطرْولاحت بقايا صوَروأطياف أحبابي العابرينَتزاحمُ عبر المَمرّْمن ارتحلوا واستكانوا وهامواوضيّعتُ منهم دقيق الأثرومن طال نومهمُ واستراحواووسدتهم بيدي في الحُفرْ**********لماذا إذا ناخَ ركب المساءْوشنّفَ أذن الوجود حِداءٌرخيمٌ رقيقٌ، رخيُّ النداءترنَم في الغاب نايٌ حزينٌوموال شوقٍ شجيّ الغناءِتنغّمَ عبر شفاهِ الرُعاةِيسوقون قطعانهم في هناءٍتُرددهُ جوقةُ الحاصدينكمثلِ الطيورِتعود لأعشاشها في المساءيهدهدُها تعبٌ و عياء************زمانٌ قديمٌ قديمٌ مضىوصوت تبعثر عبر المدىتناثر فوق الحقول العجافِوهام طويلا بغير هدىتضاءل حتى المكان الفسيحُوهذا اللسانُالذي كان يوما فصيحًايُنمِّقُ ألفاظهُ ويصيحُويحمل يومًا صليب المسيحِاعتراهُ الصداوحتى الزمان الجريحَ احتواهُ العِداوفي القلب غارت خناجرهم والمُدىولم يبقَ إلا رجيع الصدىيَجيء كسيحًا بطعم الردىيغمغمُ : يا ناسُ (ما في حدا)فحتامَ تورون كوم الرمادِوتطحنُ أضراسكممُرَّ شوكِ القتادِوصوت النعيِّ يردد في كل نادٍخَبَت ناركُم وتلاشت وضاعت سُدى.