السبت ٢ آذار (مارس) ٢٠٢٤
بقلم فيصل سليم التلاوي

حييّتُ غزةَ

حييتُ غزةَ إجلالاً وإكــــــراما
حييتُها تُمطرُ الأكـــــــوانَ إلهاما
حييتُها وشــــواظُ النارِ يَلفحُها
من كل صوبِ فما أحنَت له هاما
تضرَّجَت بدماها وهـــي واقفةٌ
كأنها شــــــــبحٌ من موتهِ قاما
وحــــــــــولها كلُّ أفّاكٍ وإمَّعَةٍ
والكلُ يوسعها رجمًا وإيلاما
في طُهرِ مريمَ هم يدرونَ عفتها
لكنهم نكصــوا جُبنًا وإحجاما
الغارقونَ إلى الأذقانِ في نَجَسٍ
يرمــــونَ قِدّيسةً إفكًا وآثاما
ياويحَ قوميَ لو يدرونَ ما جلبت
عِزًا وفخرًا وتمجيدًا وإقداما
للقاعدينَ تخلَوا عـــــن إغاثتها
الزارعينَ ببطنِ الغيبِ أحلاما
قُل للخَوالفِ إذ يرجونَ عَثرَتَها
قد خابَ سعيَكُمُ خُسرًا وأوهاما
عادَ الصليبيُّ يا عكا وجحفلُهُ
وليس مثلَ صلاح الدينِ من راما
عَدَت علينا خيولُ الرومِ ما لقِيَت
ذا نَخوةٍ من سَراةِ القومِ هَمّاما
إلاكِ يا غزةَ الأحرارِ يا قبَسًا
أزاحَ عن جنباتِ الليلِ إظلاما
يا غزةَ العزِّ يا حصنًا نلوذُ بهِ
حُصونُنا قد غَدَت في الساحِ أكواما
يا غزةَ المجدِ والأمجادُ نادرةٌ
كـــــلٌ يمجدُ أوثانًا وأصناما
فاجئتِهم يوم زحفٍ لا مثيل له
إلا ســـوابقَ خيل الفتح أياما
أتى على الكُلِ طوفانٌ فمادَ بهِ
يا هيبةَ اللهِ إجلالاً وإعظاما
هذي دليلةُ قد عادت مُظفرةً
جزّت ضفائرَ شمشونٍ فما قاما
هذي فلسطينُ قامت بعدما صُلِبت
وحطمت قيدها عُنفًا و إرغاما
هبت فلسطين عاليها وسافلها
نادت لتوقِظَ عنها كلَّ من ناما
وأسمعت كلَّ من في الكونِ صرختها
إلا لمُعتصمٍ قـــد دانَ أو لاما
فهبُّ أحفادُ (منديلا) لنجدتِها
ومن (دي سلفا) أتاها الدعمُ أنساما
مشارقُ الأرضِ نادتها مغاربُها
فزَلزَلت جنبات الكــــــونِ أنغاما
حييتُ كل شهيدٍ فوقَ تُربتِها
برمشِ عينيهِ يوري النارَ إضراما


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى