الاثنين ٣ تموز (يوليو) ٢٠٠٦
بقلم
الْمُهَاجِــرُ السِّــرِّي
أَقْبَلْتُ أَسْـرِي عَلَـى الأَقْـدَامِ مُخْتَفِيــاًأَعْدُو مِـنَ الْبُؤْسِ وَالْحِرْمَـانِ وَالْعَطَــلِكَمِّـنْ صَحَــارٍ وَغَابَــاتٍ وَأَوْدِيَــةٍجَـاوَزْتُ مَا كُنْتُ أَدْرِي مُنْتَهَـى سُبُلِــيوَاصَلْتُ سَيْـرِي إِلَـى أَنْ هَدَّنِـي تَعَـبِيأَخْلُـو بِجُحْـرٍ عَـنِ الأَنْظَـارِ مُنْعَــزِلِأَخْلاَهُ حَتَّـى الصَّدَى، أَقْتَـاتُ فِيهِ عَلَـىشَـيِّ الثَّعَابِيـنِ وَالْجِـرْذَانِ وَالْجُعَـــلِعَيْنِي عَلَـى الضِّفَّةِ الأُخْـرَى تُلاَزِمُهَـاأَرْنُـو إِلَـى جَنَّـةِ الْفِـرْدَوْسِ وَالأَمَــلِلَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ يَوْماً فِي سَمَـاءِ غَـدِيحَسْبِي أَسىً، قَدْ سَئِمْتُ الْعَيْشَ فِي الْوَحَـلِحَـوْلِي أَقَامُـوا عُيُونـاً لاَ جُفُـونَ لَهَـالَـمْ يَتْرُكُـوا مَنْفَذاً يُـودِي إِلَـى الْجَبَـلِبِالأَمْـسِ كُنَّـا عَبِيـداً فِـي مَزَارِعِهِـمْنُقْتَـادُ بِالسَّـوْطِ فِي الأَغْـلاَلِ كَالإِبِــلِوَالْيَـوْمَ يَبْغُونَنَـا أَسْــرَى مَرَابِضِِنَــانَحْيَـا عَلَـى جُـودِ أَيْدِيهِـمْ بِـلاَ خَجَـلِمِنْ خَيْرِ أَرْضِي، لَكَـمْ خَيْرَاتِهَـا نَهَبُـواجَهْـراً. مَتَـى كَانَ ذِئْبٌ رَاعِيَ الْحَمَـلِ ؟الرِّيـحُ تَعْـوِي وَلِلأَمْـوَاجِ زَمْجَـــرَةٌمَـا لِـي بِهَـا سَابِقَـاتُ الْعَهْـدِ وَالْقِبَـلِلَوْ أَصْبَحَتْ لِي عَصَـا مُوسَـى فَلَقْتُ بِهَاطَـوْدَيْنِ بَيْنَهُمَـا أَسْعَـى عَلَـى مَهَــلِيَنْسَـابُ دَمْعِي عَلَـى خَدِّي دَمـاً لَزِجـاًمِنْ فَـوْرَةِ الْقَلْبِ تَجْتَـاحُ اللَّظَـى مُقَلِـيأَقْسَمْـتُ أَلاَّ أَعُــودَ الْقَهْقَـرَى أَبَــداًأَمْضِي إِلَى غَايَتِـي، أَوْ يَنْقَضِـي أَجَلِــيمَـا كَـانَ هُجْرَانِيَ الأَوْطَانَ مِنْ شِيَمِـيلَكِنَّهُــمْ أَرْغَمُونِــي خَشْيَـةَ الْخَبَــلِلاَ حَـقَّ لِي أَرْتَجِيهِ الْيَوْمَ فِـي وَطَنِــيمَـا دَامَ حُكَّــامُهُ يَقْضُــونَ بِالدَّجَــلِمِـنْ بَعْـدِ مَدَّيْـنِ لَمْ يَظْهَـرْ لَـهُ أَثَـرٌرَاحَ الْفَتَــى رَاكِبـــاً عَبَّــارَةَ الأَزَلِلَـمْ يَبْـدُ مِنْـهُ سِـوَى نَعْــلٍ مُـرَقَّعَةٍلاَحَـتْ عَلَـى الشَّطِّ كَالْمَنْبُـوذِ وَالْوَجِـلِ