السبت ١٦ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٦
بقلم
انْظُرُ في الضّبابِ الدّامس
أنْظُرُ في الضّبابِ الدّامسْ ،،أسْمعُ صوتكِكالرّعْدِ يُنادي وَجْهي البائسْ ،هَلْ أنْتِ نُجومَ السّماءِ ؟؟أضيئيني ، حتّى ينْصعِقَ الليلُ الراقدُ في كَفّيمِثْل الذّكْرياتِ الثّكْلىأنْظُرُ في الضّبابِ الدّامسْ ،،يَكْتُبُ الغًيمُ الأسْودُ ظُلْمتهُماذا يَبْدأُ الآن ؟؟تَكلّمْ أيّها الأُفقُ النائيأيّها الحارقُ البارقُ اليابسْ ،مِثْلَ حِجارةٍ في الصّخورِتكلّمْ ، انّي تعِبْتُ منَ الزمنِ الصامتِ حوليأعْضائي تهْرمُوالزّهْرُ الحاملُ لونَ الموتِيظْهرُ ،يكْبُرُ في أرْضٍ أُخْرىأرْضٍ منْ طُقوسٍيَحْرسها اللهُ ، يُمْكِثُ فيها حارسْ ،أنْظُرُ في الضّبابِ الدّامسْ ،،يَأْخُذُني ،يتْبعُني في زقاقٍ بعيدٍيُقدّسُ أُمْنيتيهذا الرافعُ عصْرَ الحُزْنِفوقَ فضاءِ الأطْفالِفوقَ جِبال الأيّامِ الظّمْأىكمْ أحْرقَ ذاكَ الحُزْنُ جبينيكمْ أطْفئنيقُرْبَ الأضْواءِ المكْسورةِ في الفجْرِ العابسْ ،تهْوي النّظْرةُتذْبحُني ، أعْمى يَلْهو في درْبٍ مزْدحمٍ بالليلِوَلا يزْهِرُ النّجْمُلا تشْرق الشّمْسوالرّمْلُ في السّاحاتِ الكبيرةِ أعْمىصارَ ريحاً وَحريقاصارَ جُرْحاًهذا الصامتُ حول شِراعٍ يفْنىفي بِحارِ الوحوشِ التي تنْهشُنيبلداً ، بلداًًأنْظُرُ في الضّبابِ الدّامسْ ،،يَثْقُبُ البرْكانُ حروفَ القصيدةِتبْكي الأغاني على طائرٍ ميّتٍ في طريقيشجرٌ نائمٌلا يثْمرُ اّلا سمّاًمنْ عويلٍ ، ومنْ صحْراءٍ تكْوينيمنْ خشوعٍ ، وَمنْ سِجْنٍ يخْفينيماتتِ الأَحْلامُ ..........وَعكّا ، أزْهاري المجْروحةُ في نهْرٍ يَجْرييرْسمها أبي في سِفْرهِذاكَ الخالدُ في أعْماقِ النّاسْ ،ها هيَ تنْهضُحتّى تلْبسَ ثوبَ العُرْسِ الباقيعِنْد مرايا النّبعِ المتدفّقِ بالدّمِ منْ أوّلِ القبْرِحتّى زُرْقةِ تلْكَ السماءِوبينَ أنين الريحِ على أجْراسِ الكنائسْ ،يا بعْديويَا قُرْبهاحاضرةٌ في ضوءِ الرّوحِوَحاضِرةٌ في ورْدةٍ تنْبتُ بينَ زفيري وَشهيقيحاضرةٌ مثْل العَقْلِيَا قرْبهاها هيَ تلْمعُ منْ بعيدٍوالثّلْجُ يُدثّرهاكوخٌ أبْيضٌ في النّسيمِ الباردِتلْعبُ فيهِ النّوارسْ ،أنْظُرُ في الضّبابِ الدّامسْ ،،يَصْدأُ العُمْرُتهْلكُ تلْكَ المدينةُ منْ حوليأهْربُ ،كالخائفِ منْ وجْههِ العاجزِكالباحثِ عنْ وجْههِ الطّفْلِيَا عينيّ احمليني الى نورٍ ناضج ٍيَا موجي لامِسْ حدودَ اليابسْ ،يزْهو الحُلْمُيُشْرقُ ذاكَ القمَرُ اليافعُفي الليلِ يَرْقىيَمْنحُني شمْعةَ الميلادِ الآتيالى شرْقيوَالى القُدْسِ الحُبْلى بالفوارسْ ،أسْمعُ صوتكِكالرّعْدِ يُنادي وَجْهي البائسْ ،هَلْ أنْتِ نُجومَ السّماءِ ؟؟أضيئيني ، حتّى ينْصعِقَ الليلُ الراقدُ في كَفّيمِثْل الذّكْرياتِ الثّكْلىأنْظُرُ في الضّبابِ الدّامسْ ،،شِعر : باسل عبد العالفي احدى صحارى ابو ظبي