الجمعة ١٨ نيسان (أبريل) ٢٠٠٨
بقلم
تأملاتٌ في عالمٍ متشابه
صنبورُ الماءِ مفتوحْ، وبلا إرادةِ مني اسرحُ بخيالي مع الماءْ، تاركةً ما بين يديّ:صرخةُ الوليدْ.. بدايةُ التعبْإغماضةُ الجفونْ.. بدايةُ النهايةبدايتان متشابهتان لدى كلّ البشرْيرنُ جرسُ الهاتفْ، اهرعُ نحوه، تاركةً من جديدٍ ما بين يديّ. انهي ثرثرتي وقهقهتي لأجلسَ صامتةً قبالةَ الهاتفْ:الشمسُ بين شفاهناوالنورُ في الروحْالسحبُ في عيونناوالظلامُ في القلبْانفعالاتٌ متشابهة لدى كلّ البشرْاقتربُ من النافذة، افتحُ الستارة لأتأملَ المارة. يشدُّ انتباهي شابٌ يتخذُ نفسَ الوقفةِ في كلّ يوم:النظرةُ الأولى.. حقلٌ من الزهورْالبسمةُ الأولى.. فراشاتٌ ذهبيةالمنجلُ الأولْ.. جرحٌ يظلُّ مختبئاً في مكانٍ ما على مرِّ العصورْمشاعرٌ متشابهة لدى كلّ البشرْصوتُ أمي ينبهني، ما زالَ صنبورُ الماءِ مفتوحاً. أعودُ لما كنتُ افعله. ساعةٌ مرتْ، أحسُ بعدها بألمٍ في ظهري يدفعني نحو السرير:في دورةِ النهارْ تصنعُ الرغيفْلكنك بعد ذلك تركضُ خلفهلينقضي المساءْ قربَ جديلتيندورةٌ متشابهة لدى كلّ البشرْتأخذني إغفاءة، استمتعُ بحلمٍ غريبْ، يوقظني البردُ رغماً عني. اجذبُ غطاءاً نحوي:غفوةُ النومْ.. غفوةُ النعامِ ألا منتهِ التناسلْالأحلامْ.. هديةُ الأقمارِ الصناعيةالحروبْ.. حرفةُ البذلاتِ ذاتِ اليدِ المصافحةالسلامْ.. مدارٌ لا تمرُّ بهِ الكرةُ الأرضيةكيفَ نستطيعُ قتلَ بعضنا.. ونحنُ متشابهونَ إلى هذا الحدْ!!