الجمعة ١١ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٨
بقلم
قلمٌ وإصبعْ
قلمٌ وإصبعْيحترقانْ .. يتوهجانْ ..للفشلْ .. للضياعْ .. للسرابْلقصورِ بابلْ .. صارتْ خراباًوبوابةِ عشتارْ .. لم تعد أثرالآلافِ الأشبارِ التي أحصياهاللخطوطِ التي وزِعَتْ على مدِّ الكرةِ الأرضيةللبرقِ الذي كانا يبصرانِ به خيبتهماللسكاكينِ التي ما فتئتْ تخدشهمالذي قارَ وبدرْ ..والقادسية التي ابتذلوا اسمهالشمسِ أيلول وموانئِ البصرةلتشرين والثلجِ في دوكانلكانون ودموعِ بغداد الأزليةلحياةٍ فقدتْ ألوانها بتأثيرِ الفصولْلحياةٍ تعرتْ بفعلِ خرابِ البيئةلحياةٍ صارَ طعمها مراً في شفتيهمايدومُ احتراقهما .. كنزيفِ الدمْكالترابِ المتراكمِ بين طياتِ أيامناكالخوفِ المرابطِ أمام عتبةِ بابناكالمللِ الذي يضربُ بيوتنا .. ليعريها هيّ أيضاًولماذا يتوهجان بكلِّ عبثْومن حكَمَ عليهما بالاحتراقِ الأزليوما سوف تغني هذه الأنوارُ المتناثرةكالشفقِ الخجولِ من عتمةِ الليلْوهل ستدفئُ نارهما صفيحاً تراكمَ في مدينةِ غائبةأم ستحرقُ ما بقى فيها من يباسْقلمٌ وإصبعْ ..طالَ احتراقهما ..وما من دليلٍ أنَّ وقودهما لن ينضبْوأنهما لن يغدوا كومةَ رمادٍ بعد حينوأني لن انثرَ قطعاً رمادهما ليختلطَ برمادِ العابثينَ والقانعينْ