السبت ١٢ نيسان (أبريل) ٢٠٠٨
بقلم
تقاسيم على وجه أمّي
أهيم على وجهي في شوارعك القديمة، فارغة إلا من نسيم أميتلفحني رياح الزمن العتيق، ويخصّبني نشيد أميأرغفة أقسّم حلمي الدفين، فيها أدسّ سغب أبنائك، أمّي.يحاصرني فراغ شوارعك فتركبني حماسة الرحيلفي حضن سحب أعانق فيها عهودا لخصبفي أيام عتيقة كانت لك، ترفلين في برك من حريرليقرقع رعد صراخ أبنائك نازفا يزعزعني من بساطالحلم، أفيق رجلاي تغرقان عميقا في وحلقطع الطريق وكفّ الحباة، في زحمة السيسان والأفاعيفيه أبحث عن وصفة لجوع وفراغ ضربا أبناءكأمي.بقّشت كلّ القارورات، أمّي، فما ظفرت يداي بغيربخار تبرّج مسخ مسالك الوشم وعكّر أريج عطرمن حنّاء ومن سواك دثّراني يوم جئت إلى الوجود.لعمق عطرك سره ولّيت وجهي صوب الكتب القديمةأسائل روح ناسها عن لون كان لوشمكفي سماء وجود كنت قبله، قبل التزحلق، قبل الجليد، فولّيت راكضا نحوي تلاحقني تهاويل أوثان وتعاويذ نار.يكبر اسمك أمي في فمي حين أناديك أميوهل حاجتك إلى فمي ومن رحمك خرجتأدجج جيوش النسل العظيم تنخر جموح جنونهخيانة هي رغم التنكّر، منك جاءت معي، بعدي ولربّما قبلي خلسة من بطنك الرحيم.فلك أن تنامي نوم العظام ولا تخافي فالقطيع العظيم أمامي، أقاوم فيه أسباب التشتّت والتمزّق والخيانة،أمّي.