السبت ١٢ نيسان (أبريل) ٢٠٠٨
بقلم عبد اللطيف النكاوي

تقاسيم على وجه أمّي

أهيم على وجهي في شوارعك القديمة، فارغة إلا من نسيم أمي
تلفحني رياح الزمن العتيق، ويخصّبني نشيد أمي
أرغفة أقسّم حلمي الدفين، فيها أدسّ سغب أبنائك، أمّي.
يحاصرني فراغ شوارعك فتركبني حماسة الرحيل
في حضن سحب أعانق فيها عهودا لخصب
في أيام عتيقة كانت لك، ترفلين في برك من حرير
ليقرقع رعد صراخ أبنائك نازفا يزعزعني من بساط
الحلم، أفيق رجلاي تغرقان عميقا في وحل
قطع الطريق وكفّ الحباة، في زحمة السيسان والأفاعي
فيه أبحث عن وصفة لجوع وفراغ ضربا أبناءك
أمي.
بقّشت كلّ القارورات، أمّي، فما ظفرت يداي بغير
بخار تبرّج مسخ مسالك الوشم وعكّر أريج عطر
من حنّاء ومن سواك دثّراني يوم جئت إلى الوجود.
لعمق عطرك سره ولّيت وجهي صوب الكتب القديمة
أسائل روح ناسها عن لون كان لوشمك
في سماء وجود كنت قبله، قبل التزحلق، قبل الجليد، فولّيت راكضا نحوي تلاحقني تهاويل أوثان وتعاويذ نار.
يكبر اسمك أمي في فمي حين أناديك أمي
وهل حاجتك إلى فمي ومن رحمك خرجت
أدجج جيوش النسل العظيم تنخر جموح جنونه
خيانة هي رغم التنكّر، منك جاءت معي، بعدي ولربّما قبلي خلسة من بطنك الرحيم.
فلك أن تنامي نوم العظام ولا تخافي فالقطيع العظيم أمامي، أقاوم فيه أسباب التشتّت والتمزّق والخيانة،
أمّي.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى