

تقويم (الشماغ) الوظيفي
لا افهم لماذا يصر بعض أساتذة الإدارة العربية إننا غير مبدعين إداريا، ولا توجد عندنا نظرياتنا العلمية الخاصة في علم الإدارة. هذا الإصرار لا مبرر له . فإداريونا والحمد لله مبدعون في هذا المجال .
معهد الإدارة العامة باعتباره من أهم بيوت الخبرة الإدارية بالسعودية، يتجه الآن في بحوثه الإدارية , لاستنطاق البيئة الإدارية المحلية . واكتشاف سماتها الخاصة , وعوامل محركاتها , حتى يظهر نتاجنا البحثي مصداقا لبيئتنا الإدارية , بعدما قطع المعهد شوطا طويلا في مجال البحث المكتبي ترجمة وإعدادا . ولهذا ادعوا باحثي المعهد لدراسة ظاهرة تقويم الشماغ الوظيفي.
أحد المتدربين أشار إلى نظرية جديدة في مجال تقويم الأداء الوظيفي يمكن للباحثين دراستها , وتسليط الضوء عليها و الاستفادة منها . قال الدارس أن أحد المديرين الجدد تولى منصب الإدارة العامة في الجهاز الذي يعمل به . وبعد عام من توليه الإدارة , قام المدير بمقابلات لتقويم الأداء الوظيفي للعاملين في الجهاز . وكان مجرد القيام بمقابلات تقويم الأداء تلك شجاعة ملفتة للنظر , حيث تهرب من أداءها جميع المديرين الذين سبقوه في المنصب .
ويضيف المتدرب جاء دوري في المقابلة , واستدعاني المدير إلى مكتبه قبل نهاية دوام الأربعاء بقليل . وعندما جلست أمامه . قال المدير إنني لا استحق درجة الامتياز , إلا انه أعطاني إياها .
والسبب يعود إلى غترة الشماغ التي البسها ! ولضيق الوقت لا يرغب المدير في نقاش تلك النقطة .
يقول المتدرب كم كنت مندهشا , لأنني لا البس الشماغ إلا أياما معدودة في فصل الشتاء , كما إنني لم البس يوما شماغا غير نظيفا أو غير( مكويا ) .
إلا أن المدير أضاف إن الشماغ الذي تلبسه ( موديل قديم ) . !
يقول المتدرب . إنها المرة الأولى التي تجرى لي مقابلة أداء وظيفية منذ اكثر من عشرين سنة , ولا يجد مديري سوى ( موديل الشماغ ) . ألا يعرف إنني لا البس الشماغ ؟ ألا يعرف إنني رجل في الخمسين ولا طاقة لي بملاحقة شماغ الكمبيوتر والبصمة خمسة والبصمة ستة ؟
قلت له الحمد لله أن مديري الإدارات بمعهد الإدارة يطبقون الأساليب العلمية في مقابلات تقويم الأداء الوظيفي . وإلا احتاج الأستاذة إلى الركض لاختيار احدث موديلات الشماغ , واحدث موديلات الثياب , بل احتاجوا لارتداء ساعات (رولكس ) و ( راديو ) بدلا من ساعات ( اومكس ) .
سألت المتدرب وماذا فعل مديرك مع زملاءك الآخرين . قال : لا ادري على وجه التحديد . إلا إنني لاحظت اهتمام زملائي ( العواجيز ) بمظهرهم بشكل ملفت في السنة التالية . والكل منهم يطمح في الحصول على ترقية زيادتها السنوية اقل بكثير من قيمة الساعات أو الثياب الجديدة التي ارتداها البعض منهم .
لم تأت نهاية العام إلا واثنين منهم قد تزوجا للمرة الثانية .
أقول لأساتذة الإدارة لماذا تتهموننا بأننا غير مبدعين ! ألا تستحق أن تدرس( نظرية الشماغ الوظيفي ) في معاهد الإدارة .