الاثنين ١١ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٠
بقلم
ثلاث قصائد
تعبَ البرّ
عَدْواً تأتيمِن آخرِ لوحٍ في جسدِ البرّيةِحتى شهقةٍ محبوسةٍ في صدرِ البحرِمُلْتَفّاً بحريرِ الأشواقِ تأتيعلى كاهلِك تحملُ أعواماً خاسرةًلا ترى غيرَ الرّملِيسفُّ بوجهِ المدىولوعةِ النَّبْتِ للماءلا ترى غيرَ عطشِ الطّيرِ في البيداءعَدْوَاً تأتيتجرُّ عرباتٍنحو وحلِ اللقاء الأخيروتمرُّ مِن بعدك الرّيح----الساكن الوحيد
أنا رأيتُ الحمامَفي فضاءِ البيتِ يدوريسألُ عنِ السّاكنِ الوحيدأين ذهبَ السّاكنُ الوحيد ؟أيّ الطُّرقِ تناهبتْهأيّ المَفاوز ؟وكأنه نخلةٌ هجرتْ قاعَهاإلى أرضٍ غريبةٍرحلَ السّاكنُ الوحيدكان الحمامُ يدوركانكان الحمامُ يدورظلَّ الحمامُ يدورظلَّظلَّ الحمامُ يدوريسألُ عنِ السّاكنِ الوحيدوالساكنُ لن يعودهي الهجرةُ الأبديةُهي الهجرةُ الأزليةُهي الرّحيلُ المُباغتُهي انغلاقُ سبلِ العودةويظلُّ الطيرُ يدوركلُّ السّماواتِ اُختزِلتْوالزرقةُ غادرتْوالساكنُ لن يعودوحيداً عاشَفي تلك البلادِ التيكأنها مِن الوحشةِ صقيعٌ قاتلٌوحيداً عاشَوحيداً انحنى في الطّريقِيبحثُ عن دهشةٍ ضائعةكأنه المقاتلُ الخاسرُفي عودتِه الأزليةكأنه المقاتلُ المُنكسرُفي رحلتِه الأبدية----حانة القلب
دخلتني الحانةُرتّبتْ كؤوسَ الليلِ فوق سطحِ القلبِو لأمرٍ ما خرجتْبعدها جاء الرُّوادُسهروا على ضفافِ نَبْضِيشربوا مِن خمورِ العراق كلَّ ما في النَّفسِحتى هجرتهمتاركاً لهم الكؤوسَ والحانةَ التيستعودُ بعد حين